منظمة الصحة العالمية أطلقت حملة لأسبوع من أجل التوعية بمخاطرها : استعمال المضادات الحيوية دون وصفة طبية يهدد المرضى بمضاعفات وخيمة

 

دعت الدكتورة نادية شوقي، الاختصاصية في طب المواليد والرضع والأطفال، إلى تفادي تقديم الآباء والأمهات المضادات الحيوية للأطفال إلا في حال وصفها من طرف الطبيب، والابتعاد عن كل أشكال التطبيب الذاتي العشوائي، خوفا من أية مضاعفات قد تنطوي على خطورة بالغة. وشدّدت المتحدثة في تصريح خصّت به «الاتحاد الاشتراكي»، تزامنا وإطلاق منظمة الصحة العالمية للأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، يوم أمس الاثنين 18 نونبر 2019، والتي ستستمر إلى غاية يوم الأحد 24 من الشهر الجاري، تحت شعار «مستقبل المضادات الحيوية مرهون بنا جميعا»، على أن الاستعمال العشوائي والمتكرر للمضادات الحيوية يؤدي إلى مقاومتها للأمراض لاحقا، وينطوي على الكثير من المخاطر والمضاعفات الوخيمة على صحة المواطنين.
وأبرزت الدكتورة شوقي، أن استعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائي، لا يقتصر على البالغين لوحدهم، إذ يبادر كثير من الآباء والأمهات وخوفا على فلذات أكبادهم إلى تقديم هذا النوع من الأدوية لهم، حتى في أبسط الحالات، خاصة في فترات كالتي تعيشها بلادنا اليوم مع تغير الطقس وانخفاض درجات الحرارة وانتشار حالات التعرض لنزلات البرد، مؤكدة على ضرورة عيادة الطبيب من أجل التشخيص المناسب للطفل المريض، وتمكينه من الوصفة الطبية المناسبة حتى يتم صرف الدواء الناجع له.
وأوضحت المتحدثة، أن الحديث عن فترة الطقس البارد مقترن بالزكام وبالأنفلونزا الموسمية المتكررة، الأمر الذي يعدّ عاديا وطبيعيا بل ومنتظرا خلال هذا الموسم، الذي يتميز بهواء جاف وبارد يهاجم الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم، والحنجرة، ويطال الأمر الشعب الهوائية في الرئة، وبالتالي تشكل الأغشية المخاطية المتغيرة، وضعف جهاز المناعة أرضا خصبة للعدوى، مبرزة على أنه يجب الانتباه إلى أن الإصابة بنزلة البرد لا تشكل مرضا فعليا، لكن مضاعفاتها وتداعياتها هي التي تولّد المرض الحقيقي وذلك على مستوى الجيوب الأنفية، والتهاب اللوزتين، والتهاب الحنجرة، وغيرها من الأمراض التي تتطور وتكون نتيجة لجراثيم أخرى التي تهاجم هذا الجسم، الذي هو أصلا يعاني من الضعف بسبب إصابته بنزلة البرد. وأكدت الدكتورة شوقي أنه في عدد من الحالات يكفي فقط استعمال محلول ملحي لغسل الأنف، واستخدام مزيل للاحتقان الأنفي، دون إغفال ضرورة أخذ قسط من الراحة وتجنب التعب، وكذا اتباع نظام غذائي متوازن يكون غنيا خاصة بالفيتامين «س»، وهي جملة الخطوات الكفيلة باسترجاع الطفل لعافيته في غضون أيام قليلة، مشددة على أنه من المهم جدا، الإشارة إلى أن استعمال بعض الأدوية ضد نزلات البرد بشكل عشوائي يمكن أن تكون له مضاعفات مضرة بصحة مستعملها، خاصة بالنسبة لصغار السن، وعند من يعانون من مشاكل على مستوى القلب، والأوعية الدموية، والأعصاب، إذ أن احتمال التعرض لمضاعفات جانبية يكون أكبر من نسب إمكانية التعافي من نزلة برد، هي بسيطة في شكلها الأول، قبل تناول تلك الأدوية دون وصفة طبية من الطبيب المختص.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/11/2019