من يختار لائحة المنتخب الوطني المغربي؟

السؤال تفرضه اللائحة الموسعة للناخب الوطني “وحيد خاليلوزيتش” والتي بلغت في نهايتها 40 لاعبا، وهذا يؤكد أن هناك من يختار الأسماء، ويفرضها على المدرب الجديد، لأنه وبكل بساطة ليس بإمكانه معرفة كل الأسماء في أقل من شهر، باستثناء ما تبقى من الحرس القديم.
ويظهر بأن “وحيد خاليلوزيتش” سيؤدي غاليا ثمن ثقته العمياء في مساعده “مصطفى حجي”، الذي يواجه انتقادات كبيرة رافقته منذ عهد الإطار الوطني بادو الزاكي وبعده هيرفي رونار. ولهذا فإن الوقت حان لوضع لإدخال تغييرات على مستوى الطاقم التقني الوطني وضخ دماء جديدة قادرة على منح الإضافة والمساهمة بناء لحمة جديدة داخل المنتخب الوطني، لأن مصلحة كرة القدم المغربية أسمى.
وسقط الناخب الوطني في فخ مسلسل التجريب، الذي طال، الشيء الذي جعله لا يستقر على تركيبة واحدة منذ التعاقد معه، وثبت ذلك من خلال اختياراته في المباريات الودية الأربع التي خاضها، وهذا شيء غير مقبول، خاصة وأن المنتخب الوطني تنتظره مباراة رسمية ضمن تصفيات كأس إفريقيا خلال الشهر القادم، حيث سيستقبل المنتخب الوطني الموريتاني، والكل يعرف تأثير النتائج السلبية في المباريات الإعدادية على نفسية اللاعبين والجمهور خلال المباريات الرسمية.
وتأكد جليا أن الصرامة التي يدعي الناخب الوطني بأنها ميزته ونقطة قوته ليست إلا دعاية كاذبة، ليخلق بها هالة لنفسه، في حين تؤكد الوقائع بأن الرجل ليس سيد اختياراته، وأن هناك من يريد أن يعيد إلى دائرة الضوء أسماء بدأ النسيان يطويها، وهذا لن ينفي وجود بعض الخيوط التي تحرك من بعيد، من أجل المصالح فقط، لأنه لابد من مخرج بارع يعطيها دورا ولو قصيرا، ليسلط عليها الأضواء، لكن وللأسف الأضواء تحولت إلى عتمة.
وليس أدل على ذلك من اللاعب حمزة منديل، الذي كان دائما يثير التساؤلات بأدائه المتواضع في عهد الناخب الوطني السابق هيرفي رونار، وها هو الآن يفرض على الناخب الوطني الجديد رغم مستواه الضعيف.
ولاحظ الجميع كيف أنه كان بعيدا مستوى لاعب يستحق حمل القميص الوطني خلال المباريتين الوديتين اللتين شارك فيهما، وكان آخرها مباراة منتخب الغابون ،والتي انتهت بهزيمة الأسود بـ 2 – 3.
لقد كان اللاعب منديل تائها سواء في دوره الدفاعي أو الهجومي، وهو ما استغله مهاجمو المنتخب الغابوني، حيث بدا ضعيف جدا بدنيا، وبعقلية اللاعب الهاوي وقف ورفع يده منتظرا من الحكم المساعد رفع الراية للإعلان عن تسلل، وبقي يتفرج على استقبال المنتخب الوطني للهدف الأول.
وليس حمزة منديل هو علامة استفهام الوحيدة في اختيارات وحيد بل هناك اللاعب الياميق، الذي لا يشارك ضمن فريقه، وهو أيضا ارتكب خطأ فادحا وبليدا أهدى من خلاله كرة في طبق من ذهب، وتقبل المهاجم الغابوني الهدية بصدر رحب، ليسجل الهدف الثاني.
ولن يخرج عن هذا الإطار كل من عمر القادوري والمهدي كارسيلا ويوسف النصيري، الذي لن يصلح لتحمل دور المهاجم، إضافة إلى اللاعب عصام شباك، الذي أصبح يدفع به دفعا رغم تواضع مستواه.
وبعيدا عن الاختيارات التي تثير الكثير من التساؤلات، يظهر بأن الناخب الوطني، كان “دايخ” في توظيف اللاعبين، وظهر ذلك جليا من خلال تغيير أماكن لعب مجموعة منهم، كما فشل في تنبيه الجناح الأيمن/ الأيسر أشرف حكيمي إلى نسيانه لدوره الدفاعي، حيث كان يترك مسافات واسعة خلفه لأنه اكتفى بالدور الهجومي، وهو الذي لم يتوفق فيه بالشكل الذي كان يطمح إليه الجمهور المغربي. ناهيك عن عدم استخلاص الدرس من تكليف اللاعب فجر فيصل بكل الضربات الثابتة بعد دخوله كبديل، وهو الدور الذي فشل فيه بشكل كبير.
و تبقى المباراة الرسمية ضد منتخب موريتانيا الكفيلة بتبديد هذا الشك الذي بدأ يدب في نفوس الجميع، وذلك بنتيجة الانتصار لتصحيح المسار ووضع القطاء فوق سكته.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 18/10/2019