موسم مولاي عبد الله امغار أوالاحتفال برباط المجاهدين .. من الاحتفال بموسم الحصاد الى تنظيم اكبر تظاهرة وطنيا

منذ أزيد من عشر سنوات ظلت جماعة مولاي عبد الله تتحمل عبأ تنظيم موسم الولي الصالح محمد أبو عبد الله أمغار المعروف وطنيا بمولاي عبد الله أمغار قبل أن تتسلمه إحدى الشركات بعد أن بدأ يكبر على الجماعة وعلى العمالة وأصبح ينعقد تحث الرعاية السامية للملك والتي تتطلب العديد من الملفات من اجل منحها:
ولأجل توضيح الرؤى عقدت اللجنة المنظمة لموسم الولي الصالح ندوة صحافية قدمت فيها العديد من الملفات التي تهم موسم 2019 حيث أكدت اللجنة على أن فضاء الموسم تمت تغطيته بالكامل بالإنارة العمومية مع تقوية الشبكة الكهربائية وربط الموسم بالماء الشروب وتهيئة وصيانة مسجد وضريح الولي الصالح وهو ما وقفت عليه جريدة الاتحاد الاشتراكي أثناء زيارتها للموسم حيث فضاء الموسم مضاء بالكامل ومزود بكاميرات المراقبة للحد من السرقات والوقوف على كل كبيرة وصغيرة أثناء انعقاده

 

مولاي المهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار أفاد في تصريحه للاتحاد ان الموسم انطلق فعليا قبل أكثر من ثلاثة أشهر واليوم نصل إلى المراحل الأخيرة ، حيث تم استقبال الخيول وإحصائها وتم تقسيمها على المحركين إلى سربات مع وضع الضوابط اللازمة لذلك حيث يسهر طاقم مكون من الشركة المنظمة إضافة إلى اطر وعمال الجماعة والشركات الداعمة من اجل مرور التظاهرة في ظروف جيدة وأضاف انه تم لحد الآن توفير العلف من الشعير للخيول مع تغطية صحية بيطرية شاملة من طرف فريق بيطري يشتغل على مدار الساعة ، وأكد أن كل الاحتياطات قد تم اتخاذها سواء المتعلقة بأمن وسلامة المترفقين أو الأمور المتعلقة بصحة الزوار، فيما يخص مراقبة المأكولات٠

رمزية المكان بموسم مولاي عبدالله التاريخ …

تقع تيط على الساحل الأطلسي بمنطقة دكالة بعيدا عن مدينة الجديدة بحوالي أحد عشر كلم على الطريق الساحلية المؤدية للوليدية. و تعرف اليوم تيط بمركز مولاي عبد الله . و تعتبر هذه الحاضرة من المراكز العمرانية القديمة بالمغرب.
لقد دلت الآثار المكتشفة في المنطقة على أن هذه البلدة عمرت في عهود مبكرة كما افترضت الأبحاث المستندة إلى علم الطوبونيميا بأن الميناء المسمى في الأدبيات القديمة باسم رتوبيس كان يوجد على الأرجح في المكان الذي شغلته تيط و هذا يعني أن تيط من المدن القديمة في المغرب.
بعد الفتح الإسلامي صارت الأسر المالكة التي تعاقبت على عرش البلاد والأمم التي تعاقبت على السكنى في رتوبيس تبني عمارتها بجانبها أو ربما على أنقاضها، وقد صارت هذه العمارة الجديدة تحمل اسما جديدا في المصادر العربية الإسلامية هو تيطنفطر و يقال اختصارا تيط.

من الاحتفال بموسم الحصاد الى تنظيم اكبر تظاهرة دينية وترفيهية وطنيا

من يسمع عن موسم مولاي عبد لله أمغار، يخال إليه أن الأمر لا يعدو موسما تقليديا كما يتصوره عامة الناس… إلا أن الموسم السنوي الذي يجدب أكثر من 800 ألف زائر على مدى ثمانية أيام، على اعتبار أنه أكبر موسم في المغرب، أصبح في تطور مستمر من أجل بناء موسم يجمع بين ما هو ديني تقليدي ومراسيم الفرجة والاحتفالات العصرية من خلال تنظيم محكم .فقد عمد مسؤولي الاقليم هذه السنة على تغيير تاريخهمن الاسبوع الثاني من شهر غشت الى شهر يوليوز لاعتبارات شتى من بينها تزامنه مع عيد الاضحى ،ورغم تغيير موعده فقد عرف خلال انعقاده هذه السنة بنصب اكثر من 23500 خيمة ويشارك فيه 1700 فارس وفرس منتظمين في ازيد من 100 سربة سيحضرها بناء على تكهنات المنظمين الى 35000 متفرج فيما سيزوره اكثر من 200000 زائر حسب نفس الخلية
ويعتبر موسم مولاي عبد لله أمغار من أهم التظاهرات الدينية والثقافية على الصعيد الوطني، إذ شكل على مدى عشرات السنين لقاء سنويا لقبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد لله أمغار.
فإضافة إلى الطقس الديني المتبع منذ سنوات طويلة والذي ينطلق بتلقي الهبة الملكية ويمر عبر تقديم الذبيحة وصولا إلى توزيع الجوائز، أضيفت مرافق جديدة للترفيه يحرص المنظمون للموسم السادس على أن تناسب هذه المرافق جميع الفئات العمرية.
وتقوم طبقا لمعايير الشكل الجديد المستحدث في تنظيم المهرجانات، حيث تقوم وكالة للاتصال بمهمة تنظيم الموسم بطقوسه وتقاليده وندواته الدينية وسهراته الفنية وتظاهراته بتنسيق مع السلطات الإقليمية وجماعة مولاي عبد لله أمغار
ويروم المنظمون أن تكون الدورة الحالية التي انطلقت قبل أيام ، أنجح دورات الموسم، وذلك عن طريق جذب أكبر عدد ممكن من الزوار، كما يسعون إلى جعل منصات الحفلات موازية لمنصات كبريات المهرجانات التي تنظم في المغرب اليوم،
حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الزائرين هذه السنة ، وهو ما جعل موسم مولاي عبد لله أمغار يمر إلى مرحلة أخرى دفعت العديد من العلامات التجارية ترتبط بهذا الحدث الكبير،
وتهدف الاستراتيجية العامة للتنمية الثقافية بالجديدة، إلى إعادة الموسم إلى طبيعته الأصلية، على اعتبار أنه موسم ديني، وكذلك اعتبارا على أن قلعة مولاي عبد لله كانت ومازالت محجا للعلماء والمريدين الذين كانوا يتوافدون عليه. وتم إغناء البرامج الدينية والعلمية كما تم استحداث مسابقات واستشارات دينية لفائدة الزوار، الهدف منها خلق فضاء للحوار مع اعتماد أسلوب جديد في اختيار المواضيع وطرق معالجتها.
وتسعى الجهة المنظمة، خلال هذا الموسم العمل على تكريس أسلوب الاحترافية الذي انتهجته منذ سنوات، والذي سهرت على تطويره بما يتناسب مع هذه التظاهرة التي تعتبر الأكبر من نوعها على الصعيد الوطني. ولهذه الغاية تم وضع كناش تحملات خاص بالجانب الإعلامي والتواصلي والتنشيطي ناهيك عن البرنامج الديني وبرنامج فنون
مولاي عبد الله ،البحر، الرباط ، وقلعة الجهاد…،.

فعلى بعد 9 كلومترات من الجديدة في اتجاه آسفي عبر الشاطئ، يتوسد ضريح الولي الصالح مولاي عبد لله أمغار مياه الأطلسي، حيث تنتصب قبته كحارس من حراس المدينة التي تعددت أسماؤها من عين الفطر إلى تيط إلى مولاي عبد لله أمغار، والتي اختلف المؤرخون حول تاريخ إنشاء هذا الرباطفعبد العظيم الأزموري يرجع تأسيس تيط إلى الفترة الإسلامية، فيما يذهب الحسن الوزاني إلى أن الأفارقة هم من بنى المدينة على المحيط، وهو ما أثبتته الحفريات التي تشير إلى أن تاريخ إنشاء القرية يعود إلى العصر الفينيقي على الأقل، مذكرا أن عدة قبائل بربرية استقرت برباط تيط من بينها صنهاجة. فيما يرجع ابن عبد العظيم الأزموري وصول الأمغاريين إلى تيط وإن كان يفتقد إلى الدقة، حيث كان قد غادر أبو الفداء إسماعيل الملقب بأمغار صحبة أخويه يعقوب وأبي زكرياء الجزيرة العربية في اتجاه المغرب الأقصى، إلى أن وصلوا إلى تيط فأستقر إسماعيل أمغار بها، فيما غادر أخواه إلى جنوب المغرب. وقد استقبل إسماعيل أمغار بترحاب كبير من طرف قبائل صنهاجة وتزوج كنزة ابنة مولاي عبد العزيز بويطان التي أنجب منها أبا إسحاق جعفر الذي خلفه في رباط تيط، حيث شيد به مسجدا أواخر القرن 11 وخلف هو الآخر عددا من الأبناء كان من بينهم مولاي عبد لله الذي التف حوله السكان لغزارة علمه الذي أخذه على يدي عدد من الشيوخ والعلماء إضافة إلى إنشائه لزاوية الأمغاريين لما لها من أهمية في مواجهة الخوارج. وقد تم تأسيس هذه الرباطات ومنها رباط تيط من أجل استخدامه في الجهاد ومنها غارة النورمانديين على تيط في عهد أبي عبد لله أمغار.
العلم والجهاد ارتباطا بعين الفطر

إلا أن مصادر أخرى تعتبر الرباطات مراكز علمية ودينية الغاية منها نشر الدين ومحاربة المذاهب الخوارجية. وقد تحولت في فترة من الفترات إلى معقل للدفاع عن دار الإسلام عندما فرض الجهاد ضمن الصيرورة التاريخية، إلا أن الدور الأساسي الذي اضطلعت به بعد الدور الجهادي هو دور تعليمي خاصة على عهد مولاي عبد لله حتى أنها اكتسبت مكانة روحية وعلمية هامة إلى حد أنها اقترنت باسمه وسمت اسمها البربري تيط. ويذكر عدد من المؤرخين أن عين الفطر وهو الاسم الذي تعرف به تيط في ظل قيادة مولاي عبد لله كان تعتبر إحدى أكبر كبريات مدن المغرب التي تحصر في 40 مدينة وتعتبر مثالا فريدا في المغرب الأقصى، إذ لم يتم تشييدها بمبادرة من السلطة المركزية الحاكمة، مما يعكس القوة التي تمتعت بها أسرة الأمغاريين خلال القرن 12، إلا أن ذلك لم يدم طويلا حيث تعرضت رباط عين الفطر إلى عدة ضربات حدت من نموها، وخاصة التوسع البرتغالي، حيث أصبحت خاضعة لأداء إتاوة سنوية للبرتغال. إلا أن هجوم محمد الوطاسي قصد القضاء على البرتغاليين قاد إلى تحطيم أسوار تيط ومغادرة سكانها لها في اتجاه مدينة فاس ومنذ ذلك التاريخ، بدأت تيط تفقد بريقها وسط رباط مهدم إلى أن طالها النسيان، حيث لم تعد معروفة إلا من خلال انعقاد موسم مولاي عبد لله أمغار، ومنذ ذلك التاريخ، فقد رباط عين الفطر أيضا أهميته التعليمية كمؤسسة لتلقي العلوم الدينية وتعلم حياة الزهد والتصوف، ولم تبق إلا مآثر تشهد لزوارها بالدور الذي كانت تقوم به. إذ تحولت الزاوية إلى مسجد للصلاة فقط، بعد أن افتقدت حلقات الدرس التي ورغم محاولة إحيائها خلال انعقاد الموسم، فإنها تبقى بعيدة كل البعد عما كان يلقى فيها في وقت سابق.

500 دركي وطائرة درون يأمنون موسم مولاي عبد الله …؟!

لموسم مولاي عبد لله أمغار إشعاع وطني كبير أمام الركود الذي تعرفه المنطقة طيلة السنة، ويصادف انعقاده هذه السنة جودة المنتوج الفلاحي خاصة المحصول الزراعي، ويتميز موسم هذه السنة بتوفره على بنية تحتية لا بأس بها كوفرة الطرق المعبدة الموزعة بين أرضية الموسم، مما يسهل عملية التنقل عكس السنوات الأخرى السالفة… ووفرة الإنارة العمومية حيث تم نصب كاشفات الضوء وتوفير المياه الصالحة للشرب بشكل لا مركزي، كما تم توزيع الحنفيات بكل أرجاء الموسم. كما أن الأشغال التي تجري على قدم وساق ستؤهل مركز مولاي عبد لله أمغار ليكون من بين أهم المراكز السياحية بالإقليم
ويبقى السير والجولان نقطة سوداء خلال انعقاد موسم الولي الصالح مولاي عبد لله، نظرا للسرعة المفرطة التي ينهجها أصحاب سيارات الأجرة والحافلات، مما يتسبب في حوادث السير وإرباك حركة المرور، حتى أن الذهاب إلى مولاي عبد لله أثناء انعقاد الموسم يصبح محفوفا بالمخاطر. وإذا كان مسؤولي الموسم يعتبرون في خطاباتهم أن موسم مولاي عبد لله موسم ديني لإعادة إحياء حلقات الذكر وتعليم علوم الدين وممارسة التصوف، فإنه أيضا فرصة للصوص والعاهرات وتجار المخدرات والمشروبات الكحولية ومرتعا لارتكاب جرائم الشرف رغم المجهودات التي تقوم بها الجهات الأمنية الموكول لها أمن الموسم،
اعتمدت القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، استراتيجية أمنية محكمة، يساهم فيها حوالي 500 دركي، ضمنهم من يعملون لدى المقاطعات الدركية الثمانية، التي تم توزيعها على تراب الموسم؛ والمركز القضائي، ومركز البيئة، وكوكبات الدراجات النارية، والتعزيزات والدوريات المختلطة، المعبأة، ناهيك عن الاستعانة بطائرة مسيرة من نوع «درون»، لتأمين وتعزيز الحماية المقربة.
هذا،وقد ارتفع حاليا عدد الدركيين الذين يزاولون مهامهم في كل مقاطعة من المقاطعات الثمانية بموسم مولاي عبد الله، في ظل الإنزال والتعزيزات الأمنية غير المسبوقة، إلى ما بين 18 و20 دركيا، بعد أن كان هذا العدد يترواح، السنة الماضية، ما بين 7 أو 9 دركيين. ما يضمن بالسرعة والنجاعة المتوخاة، التدخلات الدركية والأمنية التي تؤمنها الدوريات الراكبة والراجلة في فضاءات الموسم، طولا وعرضا، وليل – نهار، على امتداد 24 ساعة / 24 ساعة.
ومن جهة أخرى، قد ساهمت الإنارة العمومية وتعميم «البروجيكتورات»، التي وفرتها السلطات الجماعية والجهات المعنية في فضاءات الموسم، وعلى طول شارعه الرئيسي، الممتد على الشاطئ الصخري، والشوارع المتفرعة عنه، وفي «المحرك»، وعلى مقربة من الضريح، من توفير الأجواء الملائمة للمواطنين وزوار الموسم مغاربة وأجانب، لمتابعة فعالياته، التي توصل، في ظروف جيدة، النهار بالليل، والليل بالنهار.

الهبة الملكية مفتاح انطلاقة الموسم

وإذا كان الافتتاح الذي تم ظهر الجمعة مجرد صورة رسمية لتقديم الهبة الملكية للشرفاء الأمغاريين، فإن الاثنين الذي يليها يعتبر افتتاحا حقيقيا حيث تنطلق الحفلات الفنية والندوات لمدة أسبوع كامل. إلا أن زيارة الموسم تثير العديد من الملاحظات المضحكة أحيانا، كما هو الشأن في الأماكن التي يتم فيها نصب خيام الكراء، حيث اللوحات تشير إلى ملحق شاطئ سيدي عبد الرحمان أو عين الذئاب أو شمسيات أولاد كازا… وتنشط بالموسم مهن الوهم من نصب كراسي الحلاقة والحجامة في الشارع العام أو الهواء الطلق من طرف عدد من الشباب الوافد على المنطقة، مما يؤكد أن عددا كبيرا من أصحاب المهن الموسمية ينتظر هذه الفرصة لتنمية مشاريعه البسيطة. وتشتهر قرية مولاي عبد لله باللحم المشوي الذي لا نظير له على مستوى الإقليم.

الكل جاهز بمولاي عبد الله ….

وزائر مولاي عبد لله لابد له أن يبرمج تناول وجبة لحم مشوي تحت خيام مهترئة مصحوبا بشاي منعنع في أواني لا تحمل من ذلك سوى الاسم لتكتمل هذه الوجبة بهجمة شرسة للذباب المنتشر في كل مكان… وإذا كانت المنطقة المخصصة للمشويات من بين أكبر المناطق داخل الموسم، فإن أصحاب العربات المدفوعة التي حولها أصحابها إلى ما يشبه محلات الأكلات الجاهزة يعرضون هم أيضا ما يشبه النقانق وما يشبه اللحم المفروم. وأشياء أخرى تشم منها فقط رائحة اللحم دون أن تستطيع التوصل إلى محتواها. والغريب أن هذه المعروضات العجائبية تتناولها شرائح متعددة من الزوار، فهي في متناول الجميع. والغريب في هذه المأكولات أنها لا تخضع لأي معيار صحي أو مراقبة طبية، فأصحابها ومتناولوها لا يعرفون شيئا اسمه مكتب حفظ الصحة أو المراقبة القبلية لهذه المواد من طرف مختصين، مما يؤكد أن لا مجال بموسم مولاي عبد لله (للتحكار) في تناول المواد الغذائية، فالولي الصالح يحفظ الزائرين من كل داء…؟!
كما أن للصبار «الكرموس الهندي» مكانة خاصة رفقة الحريرة والشاي والبيض حيث يعتبر طعام الفقراء، إذ يقبل عليه العديد من الزوار كوجبات أساسية
أصوات موسيقية شعبية تملأ المكان وتتخللها أدخنة كثيفة متصاعدة من محلات الشواء والأكلات الخفيفة. طلقات البارود وألوان من الفولكلور والفنون الشعبية تصدر أصواتها من جميع الاتجاهات. أضواء عجلات السيرك الضخمة وخيم الألعاب البهلوانية تتلألأ من بعيد فتلبس المنطقة ألوانا مزركشة تخفي بياضها الذي فرضته خيام الزوار «مقاه» و»مطاعم» تصدح بموسيقى الشيخات والأجواق وباعة الأشرطة السمعية البصرية هنا وهناك، فتختلط الموسيقى بأصوات الحلايقية والباعة الذين يعرضون، تحت أضواء قنينات الغاز، سلعهم على الزوار مستخدمين مكبرات صوت قوية… أصناف عديدة من المأكولات والحلويات والمشروبات وألعاب سرك بهلوانية عديدة وطاولات القمار، إلى جانب حلقات أخرى في علم التنجيم والتنبؤ بالغيب تصيبك بالذهول. هذا هو مولاي عبد لله أمغار في جانبه الخفي.

العلم والتوجيه الديني والسماع والمديح

مشهود لرباط تيط بغزارة العلم والمعرفة نظرا للعلماء والرجال المتصوفين الزاهدين، الذين تتلمذوا على الشيخ مولاي عبدالله أمغار، وعليه فسيشرف المجلس العلمي المحلي للجديدة بتنسيق مع المندوبية الاقليمية لوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، على تأطير مجموعة من الدروس الدينية لزوار الموسم، مع تنظيم مسابقات قرآنية وليلة المديح والسماع. وقد اشتهر الشيخ مولاي عبد الله أمغار بغزارة علمه وسعة اطلاعه و كانت تتوافد عليه الوفود برباط تيط من كل حدب وصوب لاستشارته والتزود بنصائحه واغلب الأولياء والصالحين بساحل دكالة من تلامذته أو تلامذة أولاده وأحفاده.و للأمغاريين مكانة بارزة في التصوف المغربي، فسند مولاي عبد الله هو امتداد لسند أبي شعيب أيوب سعيد (السارية) والجنيد ثم الشاذلي بواسطة أبي يعزى فأبي مدين فعبد الرحمان المدني الزيات وابن مشيش.كما يعتبر موسم مولاي عبد الله واحدا من أهم التظاهرات الدينية و الثقافية على الصعيد الوطني. ينظم منذ مئات السنين برباط تيط (مركز مولاي عبد لله حاليا) من طرف قبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد الله أمغار.

الطائر الحر يولد فرجة خاصة

يشارك هذه السنة، حسب آخر إحصاء للجنة المنظمة، ما يناهز الألف وخمسمائة فارس من مختلف الجهات، إلا أن لدكالة حصة الأسد بما يقارب النصف، إضافة إلى فرقة نسائية التي تعتبرالأبرز على المستوى الوطني،، إضافة إلى مشاركة فرقة أطفال تنتمي هي الأخرى لجهة دكالة، حيث أن الانطباع السائد هو أن الفروسية التي يتابعها عدد لا يستهان به من الزوار المحليين والأجانب، تولد فرجة راقية وممتعة تعجز خرافات أخرى عن تحقيقها رغم ما ينفق عليها من ميزانية.وإذا كان البارود وحده يكسر صمت مولاي عبد لله خلال النهار، فإن ليله هو الآخر يحول ملعب الفروسية إلى مكان لنصب طاولات القمار، وكراء الدراجات النارية والعادية وإقامة الحلقات التي كان مولاي عبد لله يتميز بها، إلا أن السنوات الأخيرة عرفت غياب العديد من روادها إما بسبب الوفاة أو المرض، كما هو الحال بالنسبة للطاهر زعطوط وولد قرد وغيرهم الذين ظلوا لسنوات طويلة روادا من روادها والفكاهيين الذي يتابع سردهم المئات من المواطنين ولم ينتبه لهم أي أحد لا من المسؤولين ولا المجتمع المدني أثناء مرضهم.

الصقر ملح الموسم

يشارك هذه السنة فريق من الشرفاء القواسم المشهورين على الصعيد الوطني والدولي بتربية الصقور الخاصة بالصيد وترويدها، حيث يقومون بتنشيط الجمهور الذي يتابع فقرات الموسم بأكثر من عرض يوميا… وهي العروض التي يتابعها العديد من المغاربة والأجانب. إلا أن الغريب في أمر القواسم أنهم يتحملون وازرة حضور الموسم من مالهم الخاص أو بناء على العطايا التي يقدمها أبناء المنطقة ممن لهم غيرة على تربية الصقور السائرة في طريق الانقراض
على صوت البارود وأنغام الطرب الشعبي، انطلق موسم هذه السنة الذي شاركت فيه إلى حدود يوم الاثنين الماضي تاريخ إنجاز هذا الروبورطاج أكثر من 200 سربة من أجود الخيول المغربية، حيث أتحفت الناظرين بألعاب نارية جيدة.رغم سوء التنظيم واحتجاجات الباردية.


الكاتب : انجاز مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 09/08/2019