موسيقيون وجمعويون من «صالون منابع» في زيارة خاصة لبيت الباحث المكي أكنوز بمريرت

 

في بادرة تضامنية إنسانية، وترسيخا لقيم أهدافه، قام وفد من”صالون منابع للثقافة والفن”، المنبثق عن”المنتدى الثقافي والاجتماعي”ومقره بمدينة سلا، يوم السبت 6 أبريل 2019، بزيارة خاصة لبيت الباحث في الفن والتراث الأمازيغيين، المكي أكنوز، حيث جرت المناسبة في أجواء حميمية امتزج فيها التضامن بالشعر والفن والموسيقى، وعناق بين الأغنية الأمازيغية والأغنية العربية، و”مياه أبي رقراق بأم الربيع”، كما جاء في تعليق لأحد مكونات الوفد الزائر، والمتكون من مثقفين، جمعويين، وموسيقيين، ولم يتوقف صاحب البيت عن فرحته بهذه الالتفاتة الكريمة، كما كانت المناسبة فرصة لتعرف الوفد أكثر فأكثر على ما يستنبطه المعني بالأمر من”حفريات” غنية بتاريخ الفن والفنانين، على صعيد القلعة الزيانية والأطلس المتوسط.
ورغم أحوال الطقس الممطرة، فقد حل وفد”الصالون” بمريرت، ويتكون من السادة رئيس الصالون والمنتدى، أحمد تكيطو الأندلسي، وهو أستاذ متقاعد وشاعر وزجال، ورشيدة المسودي، الأستاذة بالمعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي والعازفة الشهيرة على آلة التشيلو ضمن الجوق الملكي، وشقيقتها خديجة المسودي أستاذة السوليج بمعهد سلا للموسيقى والعازفة على آلة الناي الغربي ضمن الفرقة الكبيرة لجوق 55، ثم مصطفى بنبورحيم، أستاذ التربية الموسيقية والمنشط الموسيقي، والملحن لعدة قصائد من كلمات شقيقه الزجال والشاعر الغنائي الصديق بنبورحيم، ثم رامي مرادي، المهتم بالمجال السياحي والتراث الأمازيغي. كما حضر إلى جانب محمد خليل الإعلامي ببعض المنابر الإعلامية، وفاء الصمار، التي تقاعدت للتفرغ للأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية والجمعوية، ومحمد الغشني، محافظ الصالون والناشط الجمعوي، فضلا عن “فراشة الصالون”، كما يحلو لزملائها تلقيبها، أي جميلة القاسمي، الناطقة الرسمية باسم الصالون، وهي منشطة جمعوية، ومتدربة بقطاع وزارة الثقافة، وحاصلة على ماستر في اللسانيات والإعداد اللغوي، والتي ساهمت بقوة في إنجاح الزيارة وتسيير فقرات برنامجها، بعد رفعها للستار بكلمة رسمت من خلالها دلالات الزيارة، ومدى اعتزاز أعضاء الصالون بمؤازرة الباحث المكي أكنوز كقامة عشقت البحث في التراث الفني الأمازيغي الأطلسي إلى حد التوحد.
وبالمناسبة، قام المكي أكنوز بمفاجأة رئيس”الصالون”، أحمد تكيتو، ببورتريه رسمه بيده لهذا الأخير الذي اعتبر”الرسمة” هدية جميلة “ستبقى خالدة” لديه، وبالمناسبة، وتقديرا لحجم المبادرة، اختار المكي أكنوز أن يقدم ل”قائد” الوفد نسخة من مسودة كتابه حول شخصية وأعمال الفنان الراحل محمد رويشة، ورغم أن”مسودة”أي عمل لا يفرط فيها أي كاتب إلا بعد خروج العمل للنور، فقد أبى المكي أكنوز إلا أن يكون الفعل عربون كرم وشهامة لضيوفه، في حين لم يفت رئيس الصالون، أحمد تكيطو، إمتاع المكان بقصيدة شعرية جميلة ومؤثرة.
وفي جلسة ممتعة تجاذب المكي أكنوز وضيوفه أطراف الحديث حول الكثير من المذكرات الفنية، بمختلف أشكالها وتجلياتها ومستوياتها كجزء من الموروث اللامادي والإرث الرمزي للبلاد، حيث حضر الفن الأمازيغي وعلاقته بباقي الفنون المغربية، كالملحون والعيطة مثلا، وأسباب وظروف نزول بعض القطع الغنائية، وتاريخ الآلات الموسيقية والاسطوانات، وشركات الإنتاج، بينما حضرت شخصية “الشيخة”بين الرؤية الدونية والوظيفة الفنية التاريخية، واستعراضات أحيدوس وأحواش ورقصاتها الجماعية التعبيرية، والطقوس المتبعة في أدائها، في حين طال الحديث حول رواد الأغنية من المشاهير أمثال رويشة، مغني، موحى والحسين، حادة وعكي وغيرهم.
وتميز الحفل التكريمي التضامني بمشاركة فنان الكمان الأمازيغي، المختار حكا، الذي غاص بالضيوف في عدة قطع غنائية، إلى جانب الفنان الأمازيغي عبدالرحمان الزرزوقي الذي استطاع أن يكون طيفا للراحل محمد رويشة، من خلال تقاسيمه على الوتر وصوته الشجي وقوة أدائه لقطع خالدة من التراث الأمازيغي لبعض الأعمدة من أمثال محمد رويشة وحمو باليزيد، وقد ازداد الحفل حرارة على إيقاعات الفنانين علي غاغا والكمين نكودا، والصوت النسوي القوي نعيمة نكودا، قبل تعزيز الحفل بمشاركة الفنان مصطفى بنبورحيم بقطع غنائية خالدة على البيانو، قبل أن “ينسج” الأخير لوحة جماعية ساحرة ومتناغمة مع الفنانين المختار حكا وعبدالرحمان الزرزوقي، امتزج فيها الكمان بالوتر والبيانو، بمشاركة الفنانة خديجة المسودي على آلة الناي الغربي.
وتم تتويج اللقاء بقيام”صالون منابع”بتسليم المكي أكنوز هدية رمزية، وشهادة تقديرية، وأجزاء من مشروع الباحث الموسيقي المغربي، وعضو المجمع العربي للموسيقى، الأستاذ يونس الشامي، “النوبات الأندلسية المدونة بالكتابة الموسيقية”، والذي بعثها هذا الأخير للمكي أكنوز، مع رسالة شخصية، تلتها نيابة عنه، الناطقة باسم الصالون، جميلة القاسمي، معبرا فيها عن تقديره ل”ما يبذله هذا الأخير من جهود لأجل الحفاظ على التراث الأمازيغي الغزير”، ومعربا له عن ألمه ل “ما تعرض له من اعتداء ظالم”، في حين لم يفت أعضاء الصالون إبلاغ أكنوز أمل يونس الشامي في تدوين المعزوفات الأمازيغية بالحروف الموسيقية، في حين عبرت أستاذات الموسيقى عن أملهن في العمل على تدريس الموسيقى الأمازيغية بمعاهد الموسيقى.
ويذكرأن الباحث في الفن الأمازيغي، المكي أكنوز، كان قد تعرض، مساء الجمعة 22 فبراير 2019، لاعتداء جسدي، بعد فترة قصيرة من عودته من أشغال اجتماع ل”مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام”بخنيفرة، والذي تمت فيه مناقشة ترتيبات المركز لنشاط ثقافي وفني كبير حول شخصية الفنان الفقيد محمد رويشة، حيث ترصده المعتدون، الذين كانوا ملثمين، وباغتوه، وهو يغادر بيته باتجاه بيت أصهاره، فانقضوا عليه من كل جانب، وأخذوا في تعنيفه ضربا ورفسا، مع استعمال أحدهم لأداة حادة، ما أدى إلى إصابته بجروح غائرة وكدمات بارزة، قبل فرار المعتدين تحت جنح الظلام، دون تحديد هويتهم، علما أن المعني بالأمر ظل يتعرض لكل أشكال الترهيب، بدءا من سرقة المتحف الفني الضخم الذي يعده ويشرف عليه، التهديد اللفظي المستمر، التشهير والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراض السبيل، الضرب والجرح وصولا إلى محاولة التصفية الجسدية.


الكاتب : خنيفرة: أحمد بيضي

  

بتاريخ : 15/04/2019

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *