مولاي حسن أحبيض على رأس جامعة القاضي عياض.. عقل رياضي في خدمة المشروع الجامعي

ارتياح واسع خلفه تنصيب الدكتور مولاي حسن أحبيض على رأس جامعة القاضي عياض خلفا للدكتور عبد اللطيف الميراوي. ارتياح عم الأوساط الأكاديمية بهذه المؤسسة العلمية الضخمة وإدارييها وطلبتها، منبعه المعرفة عن قرب بقيمة الرجل وكفاءته كعقل عملي كبير، وكمسير بخبرة غنية مكنته من فهم تحديات الحياة الجامعية وأسئلتها العميقة والرهانات المعقودة عليها.
لم يكن اسم مولاي حسن أحبيض طارئا، ولم يأت من فراغ، بل جاء من تراكم كبير، هو عالم الرياضيات الذي تشرب قيم الوطنية من مدرسة النضال الوطني على يد والده المشهود له بتضحياته في المقاومة والنضال من أجل الديمقراطية، واستمر بهذه الروح مكافحا من أجل الوطن الذي يحلم به، وطن الحرية والمساواة والكرامة، مؤمنا بأن المعرفة هي المدخل الحاسم لكل تأهيل متكامل للبلاد، مقتنعا بأن الجهل هو أسوأ أنواع البؤس وأفظع أشكال الاستبداد.
يأتي مولاي حسن أحبيض إلى رئاسة جامعة القاضي عياض، لاستكمال مشوار طويل انطلق في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، لحظة تأسيس هذه المؤسسة العريقة التي تجاوز عمرها أربعين سنة، حاملا مشروعه الجامعي الذي يـنبني على قناعة واضحة أن الجامعة ليست مدرجات وقاعات للتلقين فقط، وإنما مسؤولية تجاه المجتمع، لتأمين حاجياته المتكاملة لتحقيق إقلاعه المرجو نحو مجتمع المعرفة والنمو والحرية. والذين عرفوا الرجل عن قرب يُجمعون على أنه كان دائما وفيا لهذه الرؤية التي تحققت معالمها بالملموس خلال تحمله مسؤولية عمادة كلية العلوم السملالية التي تحفل بإنجازاته مخلفا بصمة ناصعة من التطوير والتأهيل المتواصل على مختلف المستويات.
من مواليد مدينة الراشيدية سنة 1959، يمثل اسم مولاي حسن أحبيض سيرة علمية جد مشرفة، فهو حاصل على دكتوراه في الرياضيات من جامعة «بو» الفرنسية وعلى دكتوراه الدولة من جامعة محمد الخامس بالرباط. أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم السملالية وعميد سابق بذات الكلية لولايتين متتاليتين، رئيس لجنة البحوث بمجلس جامعة القاضي عياض منذ 2014 . عضو بلجنة «AD HOC» للحكامة، ومنسق التدبير الإداري في إطار استراتيجية مشروع الجامعة 2013 /2016. مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، مدير مساعد للوحدة المختلطة الدولية ( UMR INTERNATIONALE ) للرياضيات والإعلاميات الخاصة ببرامج المركبات البيولوجية الطبيعية والاجتماعية الموجهة على دول العالم كفرنسا والمغرب والسنغال والكامرون والفيتنام منذ 2009. منسق شبكة «أورو ميد» للبيورياضيات( MED BIOMATH) للمغرب والجزائر فرنسا وألمانيا، عضو المجلس العلمي لجامعة «PAU « بفرنسا .
مكنته هذه الخبرة الواسعة والكفاءة العلمية القوية، من ممارسة مهامه بتمكن كبير، وبرؤية تشاركية مع جميع الأطراف، هو الذي آمن دائما أن المسؤولية ليست لقبا للتشريف وإنما نضال يومي، لأنه حامل قيم وصاحب مشروع.
تدخل جامعة القاضي عياض اليوم مع تولي الدكتور مولاي حسن أحبيض مسؤولية رئاستها، مرحلة جديدة من تاريخها، مرحلة تطوير الحاضر وبناء المستقبل بمجابهة التحديات ومغالبة العوائق. كيف لا والرجل ظل دائما عقلا كبيرا يقيد نفسه بمعاني النزاهة والتفاني.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 03/08/2019