تقنيون في مجال التشريح يحذرون من تبعات استعمال مادة الفورمول

يمكنها أن تسبب السرطان على المستوى العلوي من الجهاز التنفسي 

أكد عدد من التقنيين الذين يشتغلون في وحدات التشريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنهم عرضة لمضاعفات صحية وخيمة بسبب استعمال مادة الفورمول، وهي عبارة عن مركب عضوي من فصيلة الألدهيدات ذو الصيغة الكيميائية CH2O، عبارة عن غاز عديم اللون في درجة الحرارة العادية، سريع الذوبان في الماء وقابل للاشتعال اسمه النظامي ميثانال، وتستعمل في التحنيط وكمادة حافظة للأنسجة، لضمان عدم إتلافها، خاصة في مجال التشريح الطبي، بسبب الحاجة إلى إمكانية العودة إليها كدليل علمي في قضية من القضايا.
ونبّه المتضررون إلى الأضرار الصحية التي تنتج عن استعمال هذه المادة، مبرزين أنهم يقومون بخلط مجموعة من المواد الكيمائية، في ظل غياب تجهيزات لقياس نسبة الغازات المنبعثة، مما يعرضهم لتبعات على مستوى الجهاز التنفسي، والهضمي، وكذا مضاعفات جلدية، مشددين على أن عددا منهم يشتغلون في فضاءات تفتقد للوسائل التي تمكنهم من القيام بمهامهم دون التعرض للأخطار، وفي ظل تقنيات متقادمة، تزيد من رفع منسوب الأعباء المادية والمعنوية عليهم.
وارتباطا بهذا الموضوع، استفسرت «الاتحاد الاشتراكي» خبيرا في هذا المجال، وأكد لها أن المادة المذكورة يجب أن يتم التعامل معها وفقا للمواصفات والشروط الموصى بها، ومن بينها أن يتم استعمال نسبة 10 في المئة من المادة الخام و 9 مرات الماء المقطر، مشددا على أنه لا يجب أن تكون علاقة مباشرة بها، إذ يجب استعمال القفازات، واعتماد الأقنعة «البافيط»، وغيرها من التدابير الوقائية. وأبرز الخبير الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن أي مهني يعتبر نفسه قد تعرض لمضاعفات صحية بسبب عامل من العوامل فإنه يجب أن يضع ملفه بين يدي طبيب الشغل المختص، على اعتبار أنها تندرج ضمن خانة الأمراض المهنية، الذي يجب أن يدرس حالته، وأن يعود للدراسات المتوفرة للبحث عن إمكانية وجود علاقة سببية بين استعمال هذه المادة ومواد أخرى وبين الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها بعض المهنيين، والوقوف على مدى توفر الاحتياطات التي يمكن اتخاذها باستشارة مع المختصين من عدمه، لتجنيب العاملين من التبعات الصحية، إن كانت متوفرة فعلا ومشخصة، وكذا وجود بيئة مرضية سابقة من عدمه.
وجدير بالذكر أن الجدول الخاص بالأمراض المهنية، وفقا للقانون الجديد لسنة 2014، الذي يحدد المدة والمواد والأمراض التي يتعرض لها الإنسان خلال استعمال مادة، أو في مزاولة مهنة، لكي تصنف ضمن خانة الأمراض المهنية، يفيد بأن هذه المادة تسبب بعض الأمراض السرطانية على مستوى الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، خلافا لبعض أنواع الحساسيات، مبرزا أن الإشعار بهذا المرض يكون بعد 40 سنة، ويشترط أن يكون استعمالها قد امتد على مدى 5 سنوات، مع تحديد نوعية التبعات بدقة إن كانت مرضا أو شكلا من أشكال الحساسية، وهو ما يحيل على ضرورة أن يدرس الملف من طرف طبيب شغل مختص وخبير في مجال الأمراض المهنية لتحديد العلاقة السببية. واقع يدعو قبل الوصول إلى محطة المرض العمل على تفاديه وتوفير كل الشروط الضرورية للوقاية وحماية المهنيين من الأمراض السرطانية ومن مختلف التبعات الصحية المحتملة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/02/2020