يوقظ النهار بمزمار البهلول

 
الذئب  الذي يسقط من القمر
وفي خطمه منديل أحمر..
القمر الذي يغني منذ آلاف السنين
هائما في المدن والبراري
مثل مقاتل شركسي..
الغابة التي استودعتني مفاتيحها مثل ابن بار.
الذين فروا من مرآة الأميرة.
الذين كسروا بلور الجوزاء.
وناموا عراة على سرير الهاوية..
الذين استيقظوا حين ناموا
لم يجدوا أزهار البرقوق.
لم يجدوا الفهارس ونثر الحدائق.
لم يجدوا حجر الساحر .
وبريد الهدهد الليلي..
حقا لن ييأس الشلال أمام سور المحكمة..
عجل أيها القاضي بمحاكمة
آكلي غزلان الضوء..
صانعي توابيت الملائكة..
الذين يجلجلون في الهضبة المعتمة..
سأحرر جميع الأسرى من مخالب البارجة..
لن أثق في صلاة القباطنة .
في مشية الغراب المريبة
على زجاج الريح..
لن أثق في ميزان الحواس..
سأقلب الطاولة والكرسي لتهدئة مراكب العميان..
سيتبعني زنوج كثر لايقاظ المنارة.
لجبر عظام الشجرة الأسيرة..
لدحض فصاحة الفهد في الأرياف.
سأقاتل من أجل خبز مصابيح النهار..
أحب الغرقى لأني واحد منهم
ابتلع خاتمي حوت أزرق.
والموجة الزرقاء لم تشف من الجنون..
لم تسلم سلالتي من عضة الثور الأسود..
حملوا جرار الخمر الى التنين.
والقناطير من الضوء الى فخامة القس.
بشفاه غليظة يلعقون حليب المحظيات..
لن نيأس يا زهرة الحقول الجريحة.
سنخاتل قدرية الأشياء.
سكرة الأمير في البستان .
لنستفرد بالتاج والسنبلة..


الكاتب : فتحي مهذب

  

بتاريخ : 19/07/2019