آن جوديسيلي: لا يمكن لفرنسا أن تعالج الإرهاب بالطريقة التي ينهجها المغرب

أكدت آن جوديسيلي، المتخصصة في شؤون الإرهاب، أن هناك تقديرا لعدد الجهاديين العائدين من سوريا بعد سقوط الرقة والموصل. وأضافت أن أن الرقم، اليوم، أصغر من الذي أعطي في البداية.
وقالت المتخصصة في العالم العربي والإسلامي، والمسؤولة بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، قبل أن تؤسس مكتبها الاستشاري لتحليل ظواهر العنف والإرهاب الدولي، الذي أطلقت عليه اسم «تيروريسك»، إن عددا أقل من هؤلاء العائدين يعود إلى بلدانه الأصلية. فيما لا يتم تحديد هوية بعضهم على أنهم كانوا في مناطق الحرب. بل منهم من بقي بمناطق الحرب أو ماتوا هناك دون التمكن من العودة، والبعض منهم انتقلوا إلى مناطق توتر أخرى، لكنهم لم يعودوا إلى بلدانهم الاصلية.
وفيما يخص قضية التهديد الداخلي، قالت آن جوديسيلي لـ» الاتحاد الاشتراكي»: إن ايمانويل ماكرون ليس هو أول من قال بذلك، إنها حقيقة موجودة في عدد من البلدان منذ عدة سنوات. وهي موجودة في الفضاء الأوروبي وبالتالي في فرنسا كذلك، التي لا تسمح بالمغادرة إلى مناطق التوتر. مضيفة أن هذا ما يزيد من خطر التعرض للهجوم من الداخل، حيث لا تتوفر فرصة للسفر بالنسبة لهذه العناصر. عندما يتصرف المرء في بلده أو يريد القيام بعملية ما، أكيد يعرف البيئة جيدًا ، كما يمكنه أن يتفاعل من حيث التنظيم بطريقة بسيطة نسبيًا. وهو لا يحتاج إلى وسائل معقدة بشكل خاص من أجل إجراء أي عملية سيكون لها تأثير على مستوى بلد بكامله.
وأفادت المتحدثة أن بعد هذه هزيمة داعش، وبعد 3 سنوات من الهجوم على باريس، انتشر العديد من الأشخاص في مناطق أخرى في إفريقيا، لا سيما في ليبيا وأفغانستان وجنوب شرق آسيا. غير أن هناك منظمات صغيرة استمرت بالولاء لداعش قبل أو بعد الهزيمة جرت إعادة تشكيلها أو تعزيزها. وعلاوة على ذلك، في الفضاء الأوروبي تتم أعمال معزولة مستوحاة من هذه الإيديولوجيةز
وأشارت الخبيرة إلى قيام الحاجة الكبرى إلى إعمال أساليب الوقاية، وليس الاعتماد فقط على القمع الذي هو ضروري أيضا. ذلك أن هذا هو العمل الأساسي الذي يتطلب جهدا كبيرا طويل الأمد، من أجل جعل هذه الأيديولوجية الجهادية أقل جاذبية للكثير من المواطنين خاصة في أوروبا.
وأشارت آن جوديسيلي إلى أنه لا يمكن معالجة قضية الخروج من التطرف بالطريقة نفسها في بلد مسلم مثل المغرب أو في فرنسا الدولة اللائكية التي ليست لديها مقاربة دينية لهذه الأسئلة.
وقالت الخبيرة الفرنسية إن المغرب بالإضافة إلى بلدان أخرى لها ثقافة إسلامية تعمل على ما يسمى بالمتطرفين الذين أساؤوا تفسير الإسلام، وهذا عمل يتم على المستوى الديني وعلى مستوى العقيدة. أما في فرنسا، فلا يمكن استخدام هذه المقاربة.
وقالت المتخصصة في تحليل الظواهر الإرهابية إنهم في الوقت الحالي، يستخدمون في فرنسا نهجًا تجريبيًا، ولا يوجد أي نموذج لأوروبا من أجل إبعاد الشباب عن جاذبية الأفكار المتطرفة الدينية. كما لا يوجد أي نموذج ناجح في أي بلد اوربي يساعد على اتباعه، ويمكن تعميمها كممارسة ناجحة يجب الاقتضاء بها، وأن كل ما في الأمر هو أن هناك العديد من التجارب المتراكمة في هذا المجال.
وأضافت المتحدثة الفرنسية أن التعاون بين الدولتين، المغرب وفرنسا، وأيضا دول المنطقة، يتم من أجل تتبع الأفراد وتأكيد الهويات والتحذير من الحركات المشبوهة المحتملة. كما أن هناك تعاونا حول بعض الأفراد، خاصة الذين لهم جنسيات مزدوجة أو ثلاثية أحيانا.


الكاتب : يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 05/01/2019