أثلام صوفية

 

صِيغَ لي سؤال الماهية
ما أنا إلا ظلمة في خلل النور
أو شاهد في عين إبرة ..
فلما نثرت أطراف الطير في الطرقات
تفرقت أهوائي وانطلت عليً بارقة المآل
مِزَق السؤال ..
حادَت المراكب والألواح احتدمت على غرق اليباب
واشتهاني قمر من ظاهر التجلي
واهتدى للإشارة، يعبر خطو الخطى
في هدهدة الألواح ونيران الوبر
ما كان شعرا يفترى
ولا جنًا يحتضر ..
هل أنا محدق بالكينونة، أحجب الآلة عن كتابة الما بعد
أم أنا قبس من حدوس لاحقات
تطوي بالصدى نفخ الوعود
وتغري بالبلاغة كلام الدجل العقيم ..
أرفض ما يغدو نثرا في الباذل من نفسي وروحي
وأحيا بالتذكرة طاعة بأمر العقل لا القلب ..
وما سؤالي: هل أنا أنا أم أناي اختلاف في المعنى بالعلو والانخفاض
بالطول والعرض/الشهادة والغياب / النار والنور …
سوى عتمة في ياجوج الشك
صاعقة في مدار الموت
ذائقة لاختراق الحجاب ..
أفكر .. أبسط العذر للسؤال
أن يختلي بالميتافيزيقا ويكسر فرضيات الباراديغم
ويمعن النظر في وجود منذور للضياع
مسحوق تحت نعال القلق بلجام اللامعنى ….
…….
قدرت بالتعظيم حجابا لم يسلك بالعبادة لقيا .. وقلت : أين انتظاري؛ لو تطوفت بي الأرض، أرضي .. ويسبح في حزن الحروف عبور الحمد إلى ما بعد الشقاء. وما بعد الستر .. كنت أذعنت للصمت وأخرست باب البوح. وعدت لإرادتي أحزم الرؤية وألوذ بها عن مارقة دنية ..
فما الهوى إلا هوائي. وما سري كجهري .. وما ساقني سقياي وما هالني دحض بديهتي .. إذ لو كنت لجيا أو بيانا في كنف الكنف، لوقعت في الشمس مثلما يقع الدليل على الطريق ..
…. ورأيت بين الفوق والتحت حزاما ينقص ويزيد، ويخرج من جور الناس إلى عدل السماء ..
وقلت: لا شيء يعلم حيرتي ولا يأخذني غير رؤيتي ..


الكاتب :  مصــطفى غَــلْمَـان

  

بتاريخ : 24/11/2017