أحمد يرزيز، حلاق فيلم «السيد المجهول» المشارك في مهرجان «كان» الأخير

يعرفه الجمهور المغربي خصوصا باسم «القفل»، الشخصية التي قام بأدائها في «للا فاطمة»، السيتكوم الذي كان يعرض في شهر رمضان لسنوات متتالية على الشاشة المغربية، إنه الممثل وكاتب السيناريو، أحمد يرزيز، الفنان والإنسان البسيط المتواضع، على حد قوله، المحب للفن بكل مظاهره والمتفاني في عمله والقليل الظهور في الصحافة، الذي حضر خلال شهر رمضان فعاليات مهرجان «كان» السينمائي رفقة طاقم عمل فيلم «السيد المجهول» للمخرج علاء الدين الجم.
كان للجريدة حوار معه بعد رجوعه من مهرجان «كان»، فتح خلاله قلبه للحديث عن هذا العمل وعن أعماله الأخرى وعن جديده..

 

الاتحاد الاشتراكي: الفنان أحمد يرزيز، عدت من سفر خارج المغرب. في أي إطار حدث ذلك؟

أحمد يرزيز: بالفعل، كان ذلك في إطارالمشاركة في مهرجان «كان» السينمائي، الذي حضرته بمعية طاقم عمل فيلم «السيد المجهول» للمخرج علاء الدين الجم. إذ اختار هذا الأخير أن يكون أول عرض لفيلمه الأول، في هذه التظاهرة الفنية العالمية.
الطاقم الذي مثل العمل كان يتكون من: يونس بواب الذي يقوم بدور البطولة في الفيلم وصالح بنصالح وأنس الباز وأحمد يرزيز وبطبيعة الحال المخرج علاء الدين الجم فضلا عن فرانشيسكا التي مثلت شركة الإنتاج، وكذلك أليكسا المكلفة بالعلاقات العامة.

الاتحاد الاشتراكي: هلا تحدثت لنا قليلا عن الفيلم وكيف تمت الرحلة ؟

أحمد يرزيز: حضرنا المهرجان تقريبا منذ انطلاق فعالياته، وقد أعجب الجمهور هناك بالفيلم الذي امتاز بحبكة قصته والذكاء في اختيار الممثلين.
وقصة الفيلم تحكي عن شخص سرق حقيبة مليئة بالمال وهرب بها وأمام مطاردة الشرطة له، قام بدفنها في إحدى القرى، فاعتقد سكانها بأنه قبر لولي صالح مما جعلهم يبنون عليه ضريحا، بدأوا يترددون عليه ويزورونه. الفيلم صور في قرية قرب مراكش تدعى «أغرفاي»، أناسها طيبون جعلوا التصوير يمر في ظروف جيدة.
وقد قمت بدور حلاق، ومعلوم أن حلاق القرية تسند له عدة مهام، منها اقتلاع الأسنان وختان الأطفال، وهي شخصية مركبة في قالب كوميدي نوعا ما.

الاتحاد الاشتراكي: وهل ناسبك الدور واستأنست بهاته الشخصية؟

أحمد يرزيز: بل ناسبني أكثر العمل مع المخرج الذي أسند لي هذا الدور. فهو صراحة شاب استطاع أن يعيد لي الثقة في الساحة الفنية المغربية وخاصة شق الإخراج، الذي هو في حد ذاته إبداع وخلق، إلى حد أنه محا كل ما قد يكون قد تراكم عندي من أفكار سلبية حول هذا الميدان، وأرجع لي الأمل في إمكانية تواجد أساليب عمل إيجابية بالمغرب، فهو شاب طموح أتنبأ له بمستقبل جميل جدا. أليس أكبر دليل على ذلك كون أول فيلم يخرجه يتم اختياره من بين الأفلام التي تعرض بمهرجان مهم كمهرجان «كان» الدولي؟ فأفكاره جيدة، ولا يطمح إلى تصوير مشاهد عديدة خلال اليوم الواحد، بل يكتفي بثلاثة فقط محترما بذلك المعايير المتعارف عليها عالميا في فن التصوير، حيث يقتصرون على تصوير ثلاثة إلى أربعة مشاهد لا أكثر، ثم التدقيق في الصورة.

الاتحاد الاشتراكي: وكيف كانت علاقتك بباقي فريق العمل من الممثلين؟

أحمد يرزيز: علاقة جميلة جدا، فأنا وصالح بن صالح لا نفترق، وكنا، دائما، خلال فترة المهرجان، رفقة بعضنا البعض، نفس الشيء مع أنس الباز، بحيث اقتسمنا نفس الشقة التي شهدت مزاحنا، كما كنا نخرج سوية لحضور العروض السينمائية وغيرها من الأنشطة التي صادفتنا هناك. وكل ذلك زاد من توطيد العلاقات بيننا .

الاتحاد الاشتراكي: وماذا عن الأجواء العامة التي عشتها هناك خلال هاته الرحلة عدا علاقتك بالممثلين؟

أحمد يرزيز: أجواء فنية وإنسانية رائعة، وما راقني بالخصوص الدعوة التي تلقيناها كطاقم عمل، من طرف صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، الذي أعد إفطارا مغربيا مئة بالمئة، ومن هذا المنبر أبعث له بالشكر على حسن الاستضافة.

الاتحاد الاشتراكي: وماذا استفدت أنت شخصيا من رحلتك هاته؟ ماذا أضافت لك وماذا أضاف لك حضورك بمهرجان «كان»؟

أحمد يرزيز: أي ممثل أو مخرج أومؤلف يتمنى لعمله أن يعرض بمهرجان «كان»، فحضورنا به يعد «منصة للوثب» لأنه يعني أن العمل قد حظي باهتمام اللجنة، التي اختارته ليكون من الأفلام التي تعرض خلال أنشطتها، وبالتالي فهو على الأقل يستجيب لمعايير مهنية وفنية أهلته ليكون من بين الأفلام التي تعرض، هي استفادة للجميع من ممثلين ومنتجين وخاصة المخرجين، وأتوجه مرة أخرى للمخرج علاء الدين الجم وأقول له «برافو» فقد كان حقيقة متميزا، لا من ناحية الثقافة التي يتمتع بها ولا أسلوبه في محاورة الصحفيين الذين استجوبوه من خلال منابر دولية متعددة . صحيح نحن كذلك كممثلين كانت لنا لقاءات صحفية لكن علاء الدين هو من حظي بالنصيب الأكبر منها، بحكم أنه أيضا كاتب سيناريو الفيلم..فالكتابة أخذت من وقته ثلاث سنوات، ما بين الصياغة وإعادة الصياغة، وبالتالي فمن الطبيعي أن يقطف ثمار تعبه، وبالفعل فقد لقي العمل استحسانا من طرف العديد من المهنيين الذين حضروا العرض عكسته التصفيقات التي دامت ما يقارب خمس دقائق بعد بث الفيلم، الذي أدرج ضمن فئة»أسبوع النقاد» الذي تبرمجه أنشطة هذا المهرجان.

الاتحاد الاشتراكي: انطلاقا مما قلت وسفرك لتمثيل عمل ساهمت فيه، يتبين أن أحمد يرزيز لم يكن غائبا عن الساحة الفنية، وأنه مجرد إحساس من طرف البعض.

أحمد يرزيز: هو بالفعل إحساس فقط ، ينقله لي شخصيا الجمهور المغربي، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان، عندما يسألني ما إذا كنت سأشارك خلال هذا الشهر الكريم. لكن مع ذلك فقد يكون لهذا الشعور مبرراته، فأنا أشتغل حسب مزاجي، قد أتوقف عن العمل مدة سنة ثم أقرر بعدها أن أستأنف.علاوة على ذلك، وقد يتفاجأ البعض من قولي، فأنا أدقق الاختيار، ولم أرغب مثلا في أن أقوم بأي عمل خلال رمضان لسنتين متتاليتين، وهاته السنة أيضا اخترت ألا أقبل أي عمل يبث أثناء هذا الشهر الفضيل.

الاتحاد الاشتراكي: وهل يمكن أن نعتبر ذلك راجع لموقف ما؟

أحمد يرزيز: بدون ذكر اسم معين، رفضت لأنني لم أعد أرغب في إعادة عمل لم يعجبني ومن تم تكرار نفس الخطأ، وللتوضيح أكثر، اقترح علي المشاركة في الجزء الثاني من سلسلة لم ترقني بتاتا وأشدد على هاته الكلمة.
قد أضحي بالنفيس من أجل عمل ما، شرط أن يعجبني وأن تتوفر فيه الظروف المهنية الملائمة .

الاتحاد الاشتراكي: لدي إحساس بأنك منزعج تماما من المشهد الفني المغربي الحالي؟

أحمد يرزيز: لا أبدا، الساحة الفنية، كما يتراءى لي، ربما توفر لها خلال السنوات الأخيرة موارد مالية أكبر مما كانت عليه من قبل، نمَّق مشاهدها وديكوراتها، عدا ذلك فهي على حالها لم تتبدل، لكن ما أجده صعبا حاليا، هو أن تحتفظ بقيمك وما رسمته في تصورك للعمل الجيد.

الاتحاد الاشتراكي: وما هي هاته القيم؟

أحمد يرزيز: أن تشتغل في عمل يكون متقنا من ناحية الإخراج والكتابة، يطغى عليه ماهو فني على كل ما هو مادي، فقد ينسيك إعجابك بعمل ما، كل عوائق أخرى قد تعترضك بما فيها التي تدخل في باب الإنتاج .

الاتحاد الاشتراكي: ارتبط اسمك بالأعمال الرمضانية، كما ارتبط خصوصا باسم «القفل»، الدور الذي أديته بامتياز في سيتكوم «للا فاطمة» بمختلف أجزائه، فهل هذا الأمر يزعجك؟

أحمد يرزيز: ماذا يقع في رمضان؟ ساعة الإفطار هي التي يجتمع حولها الكل وهي نفسها التي يقوم الكل فيها بمشاهدة الأعمال التلفزية وبالتالي مع اقتراب رمضان، يتساءل الجميع حول مشاركتنا من عدمها في تلك الأعمال. وإذن وللإجابة عن السؤال فأنا منذ مدة لم أشارك بعمل في شهر رمضان منذ مسلسل «أوشن» على ما أعتقد. وهذا العام رفضت العمل في الجزء الثاني من سلسلة لا أود ذكر اسمها . وبالتالي فأنا غبت فعليا عن رمضان وكسرت ارتباطي به، بدون نية مقصودة.
من جهة أخرى إذا ما صادف وناداني جمهوري بـ»القفل»، فهذا لا يزعجني، فربما ذلك عائد لكوني غائب عن الصحافة، لكوني نوعا ما «حدودي» ولا أحب الظهور كثيرا، وبالتالي فلا يتم إدراج اسم أحمد يرزيز في كل مرة . ومع ذلك أحاول من حين لآخر التذكير باسمي خاصة للأطفال وإلا أترك الأمر على ما هو عليه.

الاتحاد الاشتراكي: سؤالي نابع من كون معرفتي بأن الفنان، على العموم، يكره أن يبقى اسمه مرتبطا بشخصية معينة واحدة.

أحمد يرزيز: هذا من الناحية المهنية وخلال التشخيص، فهو يحاول أن يخرج من نطاق الشخصية التي سبق وأداها ولو أنها تنتمي لنفس الجنس، ففي الكوميديا مثلا دوري في «نعم أللا» ليس هو نفسه شخصية القفل أو في سلسلة «حياتي»، وفي سلسلة «أوشن» نجد بأن دوري يختلف عن الأدوار التي أديت وهكذا …(وإذا ما كان هناك ممن يقتصر على ربط مظهري الفيزيولوجي بشخصية القفل بالرغم من أنني ألعب دور شرير مثلا، فالأمر يهمه وليثقف نفسه أويعيد مراجعة درس «التشخيص»، ليتعلم الفرق وكيفية التمييز). وعلى ذكر مسلسل «أوشن»، أود من هذا المنبر أن أشكر بعضا من الذين ساهموا في إنجاح الشخصية التي أديتها خلال هاته السلسلة وأخص بالذكر «بدر عبد الإله»، مدير القتال الذي يعتبر من المهنيين المغاربة النادرين في هذا الميدان والذي صمم لي قتالا في «الوين شون»، وكذا رضا بن إبراهيم، الذي نجح في النطق بكلمات مئة في المئة باللغة الصينية ولقنها لي لكي أبدو كشخصية صينية في هذه السلسلة .

الاتحاد الاشتراكي: ما رأيك في سيتكومات هاته السنة، مع العلم أن ظهورك بها تزامن مع ظهور السيتكوم كجنس فني جديد في الساحة المغربية؟

أحمد يرزيز: السيتكوم صعب فهو سيف ذو حدين إذ يتطلب الوقت الكافي للكتابة، وهذا ليس دائما ممكنا مع ضغط دفتر التحملات، والوقت الكافي لاختيار الممثلين وكذا لإدارة الممثلين ..إلخ، وبالتالي فمن يبذل ولو جهدا قليلا في هذا الصنف من الأعمال يجب أن يشكر عليه. ومن هذا المنطلق لا أجرؤ على انتقاد أي ممثل والقول كان عليك أن تقوم بكذا أو كذا..
فضلا عن كل هذا فأنا لم أقم بتتبع أي عمل هاته السنة وذلك لكوني لا أتناول وجبة الإفطار بمنزلي بل أفطر في بيت والدتي، حيث تجتمع العائلة وبعدها تكون لدي التزامات عمل، فأسرع بالإفطار لقضائها هذا كل ما في الأمر.

الاتحاد الاشتراكي: وهل يتعيش الفنان يرزيز من الفن فقط؟

أحمد يرزيز: نعم.. كما أنني لا أقتصر على التمثيل.

الاتحاد الاشتراكي: وما هو مجال عملك؟

أحمد يرزيز: كل ما هو فني، كالتمثيل سواء في أعمال أجنبية أو وطنية، وكتابة السيناريو والمسرح أيضا.
فمثلا «ساعة في الجحيم»، كنت نوعا ما من بين مؤسسي هاته السلسلة، مع ياسين فنان وعلي مجبود، والمساهمين في كتابة الحوار خلال الجزء الأول، وبعضا من الجزء الثاني. قمت كذلك بإدارة الممثلين بما يسمى بـ «الكوتشينغ»، للفنانين المشاركين بها. وهناك أعمال متعددة أخرى قد يختار أصحابها إرفاق اسمي بها أو لا، وهذا لا يهم. من بين الأعمال التي شاركت فيها بالكتابة أيضا، «صالون شهرزاد» و»عقبى لك» وغيرهما..
بالنسبة للمسرح فقد كنت سابقا أصعد كثيرا على الركح، غير أنني توقفت، إلا أنني مؤخرا كتبت مسرحية «السعاية بالقراية» لمسرح شذى البيضاء (وللأمانة فقد كتبتها لكن اختيار العنوان يرجع للمخرج )، ومن هذا المنبر أوجه تحياتي لإدريس السبتي وزوجته الفنانة فاطمة نوالي، الفرقة قامت بجولة بالمسرحية داخل وخارج أرض الوطن. وللإشارة فقد توقف العرض لفترة بسبب الوعكة الصحية التي مرت منها الفنانة زهور السليماني التي أتمنى لها صحة جيدة.
من بين المهام التي أقوم بها من حين لآخر أيضا، هناك «الكوتشينغ» وهو يسعى في ميداننا إلى تقريب الدور للفنان، إذ يحاول فيه المدرب أن يركز على اللحظات القوية في المشهد ويستخرج من الممثل المشاعر التي تحتاجها الشخصية ليدفع به لأدائها.
وعن الأعمال الأجنبية، فقد سبق واشتغلت في فيلم أمريكي، ما بين مخرج عالمي وفنان شهير، في لقطة جمعتني مع نيكولا كيج، وكانت من أهم التجارب التي عرفتها في مساري الفني، حفزتني كثيرا وأعطتني الإحساس بأنني أسير في الطريق السليم، التجربة جميلة لأنني اشتغلت مع مهنيين.
ثم في فيلم ألماني مع أربعة مشاهير ألمانيين وقد استعملت فيها خليطا من اللغات الإنجليزية والفرنسية والدارجة المغربية مما أعطى لغة خاصة بي، وكان هناك استحسان واندماج مع الفنانين داخل البلاتو بالرغم من حاجز اللغة الذي تكسر.

الاتحاد الاشتراكي: كختام نود أن نعرف جديد الفنان يرزيز؟

أحمد يرزيز: حاليا، أنا بصدد الكتابة لمشروع وقمت اليوم بالتحدث مع المنتج الذي أعرب عن إعجابه بالحلقة الأولى. ويتعلق الأمر بسلسلة قصيرة من أربعة حلقات وكل حلقة ستمتد على مدى 52 دقيقة. هي قصة تمزج بين الحركة والأحاسيس، وكما قلت أنا على اتصال مع الشركة المنتجة التي ستقوم بكل الترتيبات ومباشرة بعد شهر رمضان سنبدأ في التنفيذ.
هناك عمل آخر مع شركة إنتاج أخرى أقوم فيه بالكتابة أيضا، أحاول إنهاءه بعد شهر رمضان …


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 14/06/2019

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *