أرباح الشركات ترزح تحت ضغط المراجعات الضريبية وانكماش النشاط الاقتصادي

بيانات تحذيرات انخفاض الأرباح التي أصدرتها الشركات تنعكس سلبيا على أداء البورصة

تقاطرت بيانات التحذير من انخفاض أرباح الشركات على بورصة الدار البيضاء في الأسابيع الأخيرة، والتي أصدرتها شركات من قطاعات مختلفة منها التأمينات والخدمات المالية والعقار والصناعات الغذائية والتكنولوجيا والصناعات الكيماوية.
وأرخت هذا البيانات بظلالها على سوق الأسهم المغربية، مخلفة جوا من الترقب والانتظارية وسط المتعاملين. ويرى محللون أن هذه الأجواء يرتقب أن تتواصل خلال الأسابيع المقبلة في انتظار الإفصاحات الرسمية عن البيانات المالية للشركات خلال الشهرين المقبلين.
وعزت معظم الشركات سبب مراجعة توقعاتها بشأن أرباح 2018 إلى خضوعها لمراجعة ضريبية أسفرت عن توصلها إلى اتفاقيات تسوية مع مديرية الضرائب كلفت العديد منها عشرات الملايين من الدراهم، الشيء الذي انعكس على مستوى أرباحها. وعانت الأغلبية الساحقة من الشركات أيضا من تردي الظرفية الاقتصادية وتراجع نشاطها، سواء في المغرب أو الخارج.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة التأمينات سهام مع مطلع العام الجديد عن توصل إلى إبرام تسوية ضريبية مع مديرية الضرائب، همت مراجعات الضريبة على الأرباح والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة خلال سنوات 2016 و2017. وتمخضت هذه التسوية عن أداء شركة سهام مبلغ 60 مليون درهم لمديرية الضرائب، والتي قالت الشركة أنها ستنعكس سلبيا على أرباحها لسنة 2018.
أما شركة ديسواي، المغربية المتخصصة في توزيع منتجات التكنولوجيا، فأشارت في بيانها إلى أنها تترقب انخفاض أرباحها الصافية نتيجة تراجع مبيعات فرعها التونسي بسبب الانكماش الاقتصادي، إضافة إلى تأثر نتائجه المالية جراء تخفيض قيمة الدينار التونسي. إضافة إلى ذلك أشارت شركة ديسواي أنها خضعت بدورها إلى مراجعة ضريبية في بلدها المغرب برسم الضريبة على الأرباح والضريبة على الدخل وضريبة القيمة المضافة لسنوات 2013 و2014 و2015. ولم تكشف الشركة في بيانها عن أية أرقام بخصوص هذه التوقعات.
و أعلنت شركة الضحى العقارية بدورها خلال الأسبوع الأول من العام الجديد عن أداء 126 مليون درهم لمديرية الضرائب في إطار التسوية الضريبية التي توصلت إليها معها بخصوص ضرائب الأرباح والدخل والقيمة المضافة ورسوم التسجيل لفترة أربع سنوات من 2014 إلى 2017. كما أشارت الشركة إلى استمرار انكماش الطلب على العقار في المغرب متوقعة تراجع مبيعاتها. وفي نفس السياق أعلنت شركة ديار السعادة للإنعاش العقاري بدورها أنها تترقب تراجع نتائجها خلال سنة 2018 جراء الظرفية الصعبة للقطاع العقاري. ومن جانبها، أعلنت شركة لوسيور كريستال، للزيوت الغذائية، عن خضوعها أيضا لمراجعة ضريبية برسم الضرائب الأساسية الثلاثة (الأرباح والدخل والقيمة المضافة) للسنوات الأربع من 2014 إلى 2017، والتي انتهت إلى إبرام تسوية مع إدارة الضرائب بقيمة 95 مليون درهم.
وفي قطاع الصناعات الغذائية أيضا أعلنت شركة كارتيي السعادة للزيتون والمصبرات بمراكش عن توقع انخفاض نتائجها بسبب تداعيات الظرفية الاقتصادية في فرنسا وبعض البلدان العربية، إضافة إلى انعكاس ارتفاع أسعار المواد الأولية الفلاحية في السوق المغربية.
وفي قطاع الصناعات الكيماوية، أعلنت مجموعة مغرب أكسيجين، التابعة للإمبراطورية المالية لعزيز أخنوش، عن توقع أرباحها بنسبة 8.6 في المئة وتراجع مبيعاتها 3.4 في المئة خلال سنة 2018. كما أعلنت شركة سلفين المتخصصة في تمويل الاستهلاك والسلف الشخصي، أنها أيضا تترقب انخفاض أرباحها نتيجة الخضوع المراجعة ضريبية.
وفي سياق ذلك، يتوقع المحللون استمرار انخفاض بورصة الدار البيضاء في انتظار تكوين المستثمرين لرؤية واضحة حول الآفاق الاقتصادية للعام الجديد على الصعيدين الوطني والدولي. إضافة إلى انتظار إصدار الشركات لنتائجها الرسمية النهائية لسنة 2018 خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى نهاية مارس المقبل.


الكاتب : مواسي لحسن

  

بتاريخ : 14/01/2019