أزبال الخير… والنماء

 

بكل تأكيد أضحى تناثر الأزبال هنا وهناك، وفي هذا الشارع وذاك، أمرا عاديا، بالنسبة لساكنة الدار البيضاء ، التي أصبحت تتفرج على المنظر وتضرب كفا بكف، لضعف حيلتها، امام مسؤولين لم يحترموا حتى قرارات الدولة، فما بالك بمواطنين لا قوة لهم غير الاستنكار ورفع أكف الضراعة للخالق الواحد، هو القادر على تسهيل ما صعب… العالم أجمع يعلم بأن ملك البلاد افرد جزءا من خطابه للأمة في ابريل 2019 تحدث فيه وشخص النقائص التي تعرفها العاصمة الاقتصادية، وعبر في ذات الخطاب عن أن المغاربة يريدون ان تصبح الدار البيضاء عاصمة للمال والأعمال. ولم يكتف الملك بخطاب. بل أعطى تعليماته، لتعبئة كل الدعم اللوجيستيكي والمالي لتحقيق هذا الهدف، وحصلت العاصمة الاقتصادية على أكثر من 3380 مليار، وسطرت لها مشاريع كبرى وشهدت انتفاضة على مستوى الاشغال، لدعم البنية التحتية، لانجاز المشروع الحلم. وهو جعل الدار البيضاء تدخل نادي عوالم المال والأعمال لانجاح هذا لامخطط، وكان لزاما على السلطات والمجالس المنتخبة بالعاصمة الاقتصادية ان تدفع ببرامج اخرى موازية، ومكملة لمشروع يكون متناغما مع الواقع الجديد الذي ستكون قد أسست اليه السلطات ومعها جيش المنتخبين. ومن بين هذه البرامج، محاربة التناقضات بين الاحياء، وتسطير برامج في الاحياء التي تعاني نقصا وأعطابا وبطبيعة الحال، العمل على تهيئة الفضاء العام، وذلك بجعل المدينة نظيفة، وتوفير حافلات في المستوى مكملة لمشروع الطرامواي، الذي يدخل ضمن المخطط الكبير.
نحن الان في سنة 2019 على بعد سنتين من انتهاء الولاية الانتخابية الحالية، وعلى بعد اقل من سنة، لإظهار نتائج مخطط تنمية الدار البيضاء 2020/2015 وهاهي الدار البيضاء تشهد اضعف صورة لنقلها الحضري عبر الحافلات. حيث لم تتوقف الجماعة الحضرية ولا المؤسسات الموكول اليها هذا القطاع، عن توفير حافلات في المستوى. وهاهي الدار البيضاءأيضا، تغرق، في سابقة منذ العمل بنظام وحدة المدينة في مستنقع الازبال. لإضفاء صورة سلبية على المدينة العالمية، التي نريدها ان تكون جذابة وذات تأثير عالمي، يسهل استقطاب الاستثمارات للمغرب.
اكثر من سنة والجماعة الحضرية، تدبر هذا القطاع في ظروف استثنائية. بعد ان ألغت العقدة السابقة، مع شركتين الاولى لبنانية والثانية فرنسية، وهاهي اليوم توقع عقدة جديدة مع شركتين من ذات الجنسيات، الا أن التفعيل لم يعرف طريقه إلى الانطلاق بعد.
المتتبعون يعتبرون ان المدبرين فشلوا في تعاطيهم مع القطاعات الحيوية في العاصمة الاقتصادية، إلا ان بعض فرقائهم داخل المجلس، يذهبون إلى فكرة ان قطاعي النظافة والنقل، يريد الحزب الاغلبي، ان يلعب بهما ورقته الانتخابية، وهذا الأمر اصبح، يتداول حتى في بعض وسائل الإعلام. اذا كان الأمر كذلك. فإن الازبال ان كانت تعد وابلا على الساكنة وأحد مسببات أمراضها وإزعاجها وتلويث فضاءاتها، فإنها بالنسبة لمن يفكر ذلك التفكير، تعد أزبالا تدر الخير عليه، وهي مصدر برنامج عتيد للانتخابات، ولتخدش صورة المدينة بل تذهب المدينة إلى الجحيم ان لم تمطر عليه الأزبال الخير والبركات. وتسهم في نماء أداء الحزب، للسير قدما في الحفاظ على المناصب لأداء لاشيء.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 23/05/2019