أشباحٌ .. في سوادِ الصُّورة

 

أنَادِيكِ ..
وحْدهُ رجْعُ الصَّدى
يمْلأ قفارَ الدَّمْعِ.
اليَوم لا مَفرَّ
منْ صَمتٍ طويلٍ
يَهُزُ جِدعَ الصَّبرِ
فيا ليت،
أنامِلي رَصاصًا
يَرْشقُ شَجرًا
أوْرَقَ الأحْجارَ.
ليْتني،
أسْتعيرُ منْ عَينيكِ
وَحْشة هَذا الفَراغِ
أبَدِدُهُ رَمادا
مُشتعِلا بِقصَائدَ
فَصْلِ الحَصادِ،
ليتني،
غَيمَة حَارِقةً
ترْقصُ فوقَ الأحْداقِ
لأذيب جَليدَ
عَرائسِ الأفكارِ.
هَا المَطرُ الثقيلُ المُسْتلقِي
عَلى شَفا القلبِ
غَدا سَيلاً
بِلا لـــوْنٍ
وَلا صَوْتٍ
يُرقِصُ فينا آهاتِ الخَيالْ.
آهٍ .. كمْ أحِنُّ أمِّي
لورَقٍ ورِيشة
وقطرةَ حبرِ دَمٍ
تكفِيني
لأرْسُم لك
لوْحَة
كمْوكمْ ..
هِيَبئيسَة
لبؤسنا
وَنَحنُ أشباحا
فِي سَوادِ
سواد الصُّورَة.


الكاتب : حسن حصاري

  

بتاريخ : 15/02/2019