أصغر شهيد للقمة العيش بإقليم جرادة يسائل المسؤولين

طرحت الوفاة المأساوية للطفل مصطفى عبدوسي (13 سنة) يوم الثلاثاء 13 نونبر الجاري، تحت ركام نفق تحت أرضي بمنطقة أحواض الشيح الواقعة بين تويسيت وواد الحيمر والتابعة ترابيا لجماعة رأس عصفور بإقليم جرادة، عندما كان منهمكا رفقة زملائه الراشدين في البحث عن بقايا الرصاص، (طرحت) تساؤلات عن تشغيل القاصرين في أعمال خطيرة داخل أنفاق وآبار المعادن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، خاصة وأن الأمر يتعلق بتعاونية تشتغل بصفة قانونية وبمقاول من أبناء المنطقة على دراية بالمخاطر المحدقة بالعمال المتمرسين، فبالأحرى طفل مكانه الطبيعي هو المدرسة لولا ظروف العيش القاسية التي كانت سببا وراء فقدانه لحياته.

وخلف الحادث المذكور هلاك 3 أشخاص بينهم الطفل مصطفى، وذلك بعد انهيار نفق تحت أرضي فوق رؤوسهم عندما كانوا منهمكين في البحث عن معدن الرصاص، كما خلف إصابة 3 عمال بجروح وصفت بـ»الخطيرة» نقلوا على إثرها إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، حيث تم إدخال اثنين منهم إلى العناية المركزة فيما حالة الشخص الثالث اعتبرت مستقرة.
وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» بأن الضحايا منضوون تحت لواء تعاونية بدأت الاشتغال في المنطقة المذكورة مع أحد المقاولين في إطار مشاريع تنمية المناطق الحدودية كبديل عن التهريب المعيشي، في غياب كلي للإجراءات الاحترازية ولشروط حماية العمال من خطر الانهيارات الفجائية للأنفاق والآبار.
هذا، وجاء هذا الحادث أياما قليلة بعد هلاك عاملين بجرادة في حادثين مماثلين، أحدهما خمسيني، متزوج وأب لثلاثة أبناء، توفي في حادث انهيار ركام من نفايات الفحم الحجري فوق رأسه بالمنطقة المعروفة ب» F1»على مقربة من حي المسيرة بحاسي بلال، والآخر شاب في مقتبل العمر توفي في حادث انهيار أحد الآبار المهجورة بمنطقة «16» المحاذية للمحطة الحرارية بجرادة.


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 15/11/2018