أولى التساقطات الثلجية تكشف معاناة ساكنة تمحضيت

في مقالات سابقة تمت الإشارة إلى معاناة ساكنة  الجماعة القروية تمحضيت عند بداية موسم التساقطات الثلجية، وما تتطلبه هذه التساقطات من استعدادات قبلية لمواجهة آثار الصقيع الذي يطال السكان وقطعان الماشية التي تعتبر النشاط الاقتصادي والمعيشي المهيمن بالمنطقة، والذي ترتبط به حياة أغلب ساكنة الجماعة.
فمع بداية التساقطات الثلجية ، غالبا ما تبدأ معاناة الفلاحين (الكسابة) مع المضاربات التي تطال مختلف الأعلاف الحيوانية، بالإضافة إلى انسداد المسالك وانعدام حطب التدفئة بفعل جشع بعض مستغلي الغابة وبفعل الذعائر والمتابعات القضائية الناتجة عن الاضطرار القسري للحصول على حطب التدفئة  من داخل الغابة بطريقة وبأخرى  ، الشيء الذي يضع أوسع الفئات غير القادرة على توفير بدائل أخرى للحطب، امام مواجهة مضاعفات الصقيع ودرجات الحرارة المتدنية والتي تصل في بعض الأحيان إلى (- 6 تحت الصفر)مما يعرضهم للعديد من الامراض الصدرية والروماتيزمية.
في ظل هذه الظروف المناخية والحياتية القاسية يتم تسجيل غياب المجلس الجماعي لتمحضيت وعدم تحمله لمسؤوليته تجاه الساكنة ، بحيث كثيرا ما تترك هذه الأخيرة أمام قدرها ومصيرها وأمام مواجهة كل النوازل الطارئة بسبب انسداد المسالك وغياب الاحتياطات التمويلية الغذائية لدى أوسع الأسر بسبب قصر ذات اليد والعطالة وانعدام منافذ الشغل …
وضع المعاناة هذا تجدد مؤخرا مع أولى التساقطات الثلجية التي طالت، في مختتم الأسبوع المنصرم ، مختلف مناطق الإقليم ، فارضة إيقاعها الشديد البرودة على أبناء المنطقة ، خاصة ساكنة العالم القروي ، المنحدرة في غالبيتها من طبقات اجتماعية هشة ، وضع يستوجب يقظة متواصلة من قبل الجهات المسؤولة ، وذلك للتخفيف عن الساكنة من وطأة قساوة المناخ .
وفي السياق ذاته ، تجدر الإشارة إلى أن عامل الإقليم سبق له توجيه العديد من التنبيهات لمسؤولي الجماعة للقيام بواجبهم تجاه سكان الجماعة الذين كلما حل موسم التساقطات الثلجية إلا وتأزمت أوضاعهم على كل المستويات والمناحي الحياتية بسبب الظروف الطبيعية والمناخية القاسية .


الكاتب : جبوري حسن

  

بتاريخ : 20/11/2019