أية آفاق للبرنامج الوطني للتخييم؟

هي جملة من الأسئلة تتعلق بإشكالية التخييم ببلادنا ليكون أرضية خصبة لبناء طفولة مغربية، تجد مجالاته كل الشروط لتلبية حاجياته وإغنائها، حيث لا نختلف حول أدواره كرافعة للتنشئة الاجتماعية، وهي التي بوأته ليكون مؤسسة قادرة على الخلق والإبداع بواسطة نشاطاته اليومية، والتي لا يمكن أن تكون ذات جودة عالية إلا بتظافر جهود كل الفاعلين المساهمين في تنفيذ البرنامج الوطني للتخييم.
ومبادرة اللقاءات التشاورية، التي تشتغل وزارة الشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم على إطلاقها في كل الأقاليم والجهات، تجسد إرادتها للنهوض بالتخييم بالمغرب وبرامجه وفضاءاته ليكون قادرا على تمكين الجمعيات المهتمة على تطوير قدراتها من خلال تقوية كفاءات أطرها التربوية.
وللإجابة عن هذه الأسئلة لابد من استحضار رغبات أطفالنا حتى لايكون المخيم خارج رغباتهم العاطفية مما يستوجب استحضارهم في رؤيتها، لأن المخيم بعيون أطفالنا لايمكن اعتباره عنوان مرحلة تنتهي بموسمه بل المطلوب منا جميعا أن يكون هدفا للتفكير، من كل جوانبه التربوية والصحية والتأطيرية . كما أنه لا يمكن إيجاد جواب عنه بعيون الكبار، فتوفير حرية الجواب عنه من طرف الأطفال هو المدخل الرئيسي لأية آفاق مطلوبة من البرنامج الوطني للتخييم، حيث لايمكن استبعاد أدوار الأسرة في موضوع التخييم لأنها الحلقة الأساسية فيه، فكلما تحققت الثقة بين الأسرة تتحقق النجاحات المرجوة من برنامجه، فلابد أن تتكامل الرسالة التربوية . كما أن الحديث عن الفاعل الجمعوي في مخيمات بلادنا يستلزم منا أولا عدم إنكار التراكمات الفكرية والتربوية والعلمية التي قام بها لبلورة مفهوم المنظومة التربوية .
إن البحث عن الحلول من خلال فتح نقاش عمومي هو قوة جديدة ودينامية لتجسيد مفهوم التدبير التشاركي والتأسيس لمرحلة الانفتاح وخلق شراكة وتعاون مع جميع المتدخلين في البرنامج الوطني للتخييم ومجالاته، وجعله قاعدة البيانات التي ستعمل الوزارة والجامعة الوطنية للتخييم على اعتمادها وتسطير استراتجية قادرة على الإجابة عن كل إكراهاته .
هي بعض الأسئلة والأجوبة التي نستحضرها لتكون نقاشا عموميا في أفق انعقاد هذه اللقاءات التشاورية والتي نتمنى أن تكون محطة لخلاصات واستنتاجات عملية بهدف إغناء تجربة البرنامج الوطني للتخييم ومجالاته.


الكاتب : محمد قمار

  

بتاريخ : 11/12/2018