إحياء الذكرى 98 لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني

تحتضن مدينة خنيفرة وإقليمها يوم الجمعة 29 مارس 2019، مراسم إحياء الذكرى 98 لاستشهاد أحد أبطال المقاومة والتحرير، الذي يسجل له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز مواقفه البطولية وصموده الكبير في وجه القوات العسكرية الأجنبية الغازية، المدججة بترسانة من الآليات العسكرية والأسلحة الحربية الفتاكة.
إنه الشهيد موحى أوحمو الزياني، بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود.
والشهيد موحى أوحمو الزياني يعد بحق علما من أعلام الجهاد ببلادنا، ورمزا من رموز الكفاح الوطني، نستحضر بإحياء ذكراه ملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، تجسيدا لقيم الوفاء لأرواحهم الطاهرة، وإشادة بأعمالهم الجليلة ونضالاتهم المريرة والمستميتة من أجل عزة الوطن وكرامته، والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، ومقوماته التاريخية والحضارية.
ففي يوم السابع والعشرين من شهر مارس سنة 1921، استشهد موحى أوحمو الزياني الذي هب منذ تنامي الأطماع الاستعمارية على بلادنا، إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، وخاض معارك طاحنة بزمور وزعير، منها على سبيل المثال، معركة تافودايت في أبريل 1912 ببلاد زمور، ومعركـة أكوراي ببـلاد كـروان جنـوب مكنـاس فـي مـاي من نفـس السنة، ومعركة الزحيلكة بتراب زعير، ومعركة إيفران بسيدي عبد السلام، بتراب بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس سنة 1913 بناحية وادي زم.
لقد تمكن موحى أوحمـو الزياني من استقطاب وحشد طلائع المجاهدين المناهضين للتدخل الأجنبي، والذين هلوا ووفدوا من كل المناطق المجاورة لقبائل زيان لتعزيز صفوف المقاومة بروح يغمرها الحماس الديني والوطني وتحركها قيم وخصال الشجاعة والشهامة والإباء والغيرة الوطنية وروح التضحية والمسؤولية.
وتجلت مقاومة البطل موحى أوحمـو الزياني بقوة غداة محاولات المستعمر لبسط سيطرته على خنيفرة سنة 1914 حيث وقف بصمود منقطع النظير في مواجهته والتصدي لمخططاته، فخاض غمار معارك بطولية ضارية تحتفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة هذه الربوع المجاهدة بأمجادها وروائعها.
إن أكبـر انتصـار حققــه موحـى أوحمـو الزيانـي، هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا. وبالرغم من التعتيم الإعلامي، فقد استطاع أن يحطم جيش الكولونيل «لافيردور» تحطيما كاملا، وأن يحوله إلى جثث من القتلى وأجسام الجرحى، انتشرت على أرض قرية الهري الصغيرة، وأن يغنم كميات من المدافع والرشاشات، وعددا كبيرا من البنادق وقطع الأسلحة.
وقد حاولت إدارة الإقامة العامة للحماية الفرنسية استمالته بشتى الإغراءات، لكن لم يفلح أي وسيط أو مبعوث في إقناعه، وكان جوابه دائما حسب ما وثقته المصادر: «لن أرى مسيحيا إلا من خلال فوهة بندقيتي وأصبعي على زناد الرمي».


بتاريخ : 27/03/2019