لو أنك فكرت لحظة بالبحث عن عدد العاهات المزمنة التي تطل عليك كل مساء عبر الشاشتين من خلال وجوه الممثلين وما يتقمصونه من شخصيات ؟
لو أنك فكرت بتدوين ما يتلفظ به ممثلو برامج آخر ساعة ارتباطا برمضان بعد الآذان على القناة الأولى والثانية أو ما يسمى عبثا سلاسل وسيتكومات انطلاقا من سيناريو أو نص إبداعي ؟
لو أنك استشرفت مستقبل 7 ملايين تلميذ بالمدارس التعليمية المغربية على ضوء ذلك ؟..
قطعا ستصاب بمرض عضال ، وستكتشف إلى أي حد أنت ضحية لأكبر عملية ارتجال مؤدى عنها ، لن تعثر على جملة واحدة مفيدة ، ولن تكتب سوى كلمات الدرب ، وجمل زنقاوية فارغة ، وعبارات تافهة ومبتذلة من المعيش اليومي في أرذل درجاته. كما ستصادفك عاهات مرضية جسدية وذهنية يتم تسويقها إبداعا ، عاهات لا تجد حرجا في تصدير غبائها وتفاهاتها كما لو كانت تؤدي واجبا وطنيا
يحدث هذا رغم أننا في بلد راكمت نخبته آلاف التجارب الإبداعية وأنجب العديد من الكتاب والروائيين والمفكرين أمثال محمد زفزاف ومحمد برادة وإدريس الخوري ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي وعبد الكبير الخطيبي و…
أكاد أجن وأصعق حين أقرأ في جينيريك بعض السيتكومات، « الخاوة « مثلا، (محترف الكتابة) وتظهر أسماء لتجارب باهتة ، وأتساءل : هل عبارة « امسخوط الوالدين واش بغيت تخرج علي – يعطيك موصيبة..واش بغي تخرج علي ..» التي يكررها هكذا ممثل مثل ببغاء هل مثل هذا السقوط الكلامي المدوي يحتاج لكاتب عبقري ومؤلف محترف يستحق الظهور ويتم نقشه في ذاكرة المغاربة طيلة شهر رمضان ؟
جربوا وتأملوا ما يتفوه به بعض الممثلين، تجاوزا، فستكتشفون أن نبوءة السوسيولوجي المغربي محمد جسوس قد تحققت ؟ وأن جيلا من الضباع طور التنشئة ، فيما تم تلقيح الأوصياء ومروضي شاشة الحديقة الحيوانية الكبرى ضد كل أشكال النقد حتى يكملوا مهمة التضبيع بنجاح..