احتلال الملك العام يتسبب في إصابة «درب السلطان» بـ «ضيق التنفس»

 

عاد احتلال الأرصفة والشوارع للاستئساد والاستفحال بشكل أكثر قوة بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، وبات متعذرا المرور بعدد من المحاور الطرقية، كما هو الشأن بالنسبة لزنقة العباسيين التابعة للنفوذ الترابي للملحقة الإدارية 17 التي تطل على الزقاق وتقف موقف المتفرج حيال كل الظواهر السلبية المتفشية، إذ لم يكتف أصحاب المحلات التجارية و»البراريك» بالاستحواذ على رصيف الراجلين، بل طال الأمر حتى الشارع، خاصة في الصباح لحظة توجه المواطنين والمواطنات بفلذات أكبادهم صوب المؤسسات التعليمية، ونحو مقرات عملهم، مما يجعل المرور من هذه النقطة المرورية يتحول إلى نقمة شديدة التبعات، لا سيما وأن الموعد الصباحي بالأساس، يعرف حضورا كذلك لشاحنات جمع النفايات، فتعيش المنطقة بذلك على إيقاع الاختناق في غياب كل من له صلاحية التدخل لإيجاد حلول، علما بأنه يمكن تفادي ما يقع يوميا بتحرير الملك العمومي، شارعا وأرصفة، وبتغيير مواعيد مرور شاحنات جمع النفايات التي بات يتزامن حضورها مع الاستعمال المكثف للطريق بفعل تغيير الساعة القانونية للمملكة؟
نقطة أخرى تعرف هي الأخرى فوضى عارمة بشكل يومي وعلى مدار الساعة، ويتعلّق الأمر بساحة القريعة، التي بات فيها التوقف مباحا في أي مكان ضدا على القانون، وأضحت الدراجات الثلاثية العجلات، والباعة، ومختلف أنواع السيارات يعبثون برقعتها الإسمنتية بكل أريحية، بالرغم من التواجد الشكلي لسيارة تابعة للسلطة المحلية، وبعض العناصر الذين يمكن أن تكون لهم أولويات أخرى، غير تحرير الشارع وضمان انسيابية حركة المرور؟
وضع تعيشه عدد من الأحياء الأخرى والمناطق التي تعرف رواجا تجاريا، التي باتت تعيش على إيقاع الفوضى اليومية والتسيب، في غياب أي تدخل وقائي أو ردعي، لتنظيم استعمال الأرصفة والشوارع وضمان احترام القانون، وإعادة الملك العام إلى المواطنين كافة، علما بأنه على مستوى العباسيين والقريعة، وهما المنطقتان اللتان تمت الإشارة إليهما كنموذج، فقد كانتا تعرفان نظاما ملموسا على عهد المسؤولين الترابيين اللذين طالتهما الحركة الانتقالية وغادرا تراب العمالة نحو وجهة أخرى، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن العمل الجاد والدؤوب الذي كان يتم القيام به، إن كان تجسيدا لتعليمات واضحة ومحددة تشمل تراب العمالة ككل، أم هو مجهود شخصي منهما فقط، بمجرد أن غادرا انمحى أثره وعادت الفوضى إلى عادتها القديمة؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/11/2018