استئنافية الجديدة تدين مغتصبي عجوز ب 45 سنة سجنا

في ليلة عيد المولد النبوي الشريف كان دوار السرابتة أولاد يرو الكائن بتراب الجماعة القروية أولاد احسين، 20 كيلومترا عن الجديدة، هادئا وسكانه منهمكون في استعدادات استقبال العيد ، بل منهم من غادر الدوار لصلة الرحم مع الأحباب والأقارب ، لكن ما أن اقتربت عقارب الساعة من منتصف الليل، حتى تسلل ثلاثة من الشبان إلى خيمة امرأة مسنة، استفردوا بها ونهشوا جسدها النحيل رغم استعطافاتها التي لم يتركها الجناة تتسرب إلى آذان الجيران .
«أنا من كنت قابلة لوالدة أحد الجناة»

(ف.ل ..84 سنة) هي جدة لأحفاد ، تعيش لوحدها في منزل أسواره قصيرة، أمامها كومة حجارة تسهل عملية التسلق نحو الداخل، وبباب المنزل ثلاثة كلاب تتولى حراسته، لكن في ليلة الاستفراد بالعجوز، تعمد الجناة طعن أحد الكلاب بسكين كبيرة الحجم، ونجحوا في إبعادها عن محيط جريمتهم النكراء. لما دلفوا إلى باحة المنزل، توجهوا مباشرة إلى غرفة، كأن لهم دراية مسبقة عن المكان، حيث كانت العجوز ترقد على سرير بمفردها، وهناك بدأت فصول واحدة من أبشع صور الاغتصاب.
أنين الضحية كان يكسر هدوء المكان،عندما قرر قائد الدرك الملكي الاستماع اليها في بيتها جراء الحالة الصحية المتدهورة التي كانت عليها بينما في غرفة ثانية كانت نساء من الدوار مذهولات بهول ماوقع، أتين من أجل العيادة والمواساة، فيما شباب من الدوار يتوعدون الجناة ويطالبون بأن تنزل عليهم العدالة أقصى العقوبات. كانت الضحية مستلقية على سرير وهي تردد بصعوبة «قتلوني الكفرة بالله ما خلاو فيا والو».
على وجهها تظهر كدمات شاهدة على تلقيها تعنيفا من الجناة في مختلف أنحاء جسدها، الذي هو فقط عبارة عن «حفنة عظام «.
حكت للدرك الملكي ما يلي : «كنت في تلك الليلة نائمة على سريري قبل أن أجد نفسي بين أيدي غرباء لا أعرفهم، كمموا في البداية فمي وخلعوا ملابسي ومارسوا علي الجنس في أوضاع متعددة، وبطرق شاذة».وأضافت «توسلت إليهم كثيرا أن يشفقوا لحال جسدي النحيل، لكنهم واصلوا إشباع نزواتهم الحيوانية في عجوز لا حول لها ولا قوة، وعلمت في ما بعد أن أحد الجناة أنا من كنت «قابلة « لوالدته يوم أطلق صرخته الأولى».
واصلت الضحية، التي أكد تقرير طبي أنها تعرضت إلى «تمزقات خطيرة في أماكن حساسة من جسدها وكانت على وجهها وصدرها آثار تعنيف، «لما تناوبوا على جسدي تحت تهديدي بسكين كبير، أمروني بالتزام الصمت، ثم فتشوا الغرفة واستحوذوا على كمية من السمن وبعض الأواني وأغطية ومستلزمات أخرى وغادروا المنزل تحت جنح الظلام».
اكتشاف الجريمة

ظلت الضحية تئن إلى حلول صباح اليوم الموالي الذي صادف يوم العيد، عندما اكتشف أقاربها الذين جاؤوا لزيارتها حالتها «المؤلمة» وربطوا الاتصال بقائد المنطقة والدرك الملكي، وكلهم حلوا على عجل بدوار السرابتة أولاد يرو، وبدأ السكان يتقاطرون من دواوير مجاورة، وارتفعت أصواتهم منددة بما وقع، وساد الاعتقاد بداية أن الفاعل شخص غير سوي يقطن بالجوار، قبل أن تفضح المسروقات أحد الجناة ليتم التبليغ عنه، ما مكن الدرك الملكي من إيقافه في حدود الساعة 12 زوالا من يوم العيد، ودل على شريكيه حيث ألقي عليهما القبض عصر اليوم نفسه .
اعترافات الفاعلين

الجناة ثلاثة أعمارهم تباعا، 18 سنة و28 و29، بعضهم له سوابق، ضبطت بحوزتهم محجوزات متحصلة من ليلة اغتصاب العجوز وكميات متفاوتة من الشيرا والكيف وطابا، ولم يترددوا لحظة الاستماع إليهم في محضر رسمي، في الاعتراف بأنهم احتسوا كمية كبيرة من «المرنيغا»والكيف قبل أن يقرروا انتهاك حرمة دوار السرابتة وإتيان جرمهم المشهود الذي هز كل إقليم الجديدة.
ولأن القضية خطيرة ولا تحتاج الى تحقيق نظرا لوضوحها واعترافات المتهمين، فإن الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، أحالهم مباشرة على جلسة الحكم، بتهم ثقيلة تتعلق بالاغتصاب والتهديد بالسلاح والسرقة الموصوفة، فيما حضرت الضحية محمولة على الأكتاف إلى الجلسة عندها أخر الأستاذ نور الدين فايزي ، رئيس غرفة الجنايات الابتدائية، القضية اسبوعين وأخبر أقرباءها أنها معفية من الحضور مستقبلا أخذا بعين الاعتبار حالتها الصحية المتردية.
15 سنة سجنا لكل واحد

الجناة الذين استرجعوا انفاسهم بالسجن المحلي حاولوا تبرير فعلتهم بانها مجرد سرقة في الوقت الذي واجهتهم الهيئة بالاعترافات والصور والتقرير الطبي، ورغم بسط اوجه الدفاع لدفاعه قصد التخفيف من عقوبتهم ، إلا أن الهيئة كان لها رأي آخر فأدانت كل واحد منهم ب15 سنة سجنا نافذا .


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 20/02/2018