الأرض تغلق الغيوم

قرب الشجر المنحسر
جهة القنديل المتأرجح
ودّعها
امتزجت دموع المساء
بألوان الحرائق
أفشى لها بآخر الأسرار
مدّ كفه
تحسّس خد السماء
صلّى لله
وراح ينتظر
امتلأت النوافذ ببخور الصباح
ولم يستيقظ الدعاء
على الأبواب المغلقة
بعد ثلاثين خلوة مع الأسرار
خرج بحزنه المستتر
من تأمّل الفصول
يبحث عنها
لم يجدها جنب القمر القريب
سأل شجر الضوء
وسأل الزيت عن سر النور
قالت الغجرية
لم يبق من الموسم
سوى وقت خارج الزمن
قد وَرَثَتْ عنكَ
وجه العشب وأرق الاتجاهات
أماط الوجع عن تقاسيم الأسماء
لم يجدها
الصغيرات أوتار حزينة
نادى عليها بصوت مكلوم
سأل العجوز
تحت أبعد صفصافة
هل تتسع سيرة المطر
لعصافير الريح
من سيتجرع فوق قبري
الحلم الأبيض
قالتْ
خلف كل تراب باب
يخفي عصفور الفضة
وخلف كل مسافة
خطىً متأخرة
إبحثُ عنها في المقابر النائية
بكى بكاء اليتيم
كثيراً بكى
قال
تتخشب الصور
إذ ما الأرض أغلقت الغيوم
سأظل لكِ وعداً على النافذة
حتى تعودين
مازال ينتظرها
كل يوم
يعبر قبور الأطفال حافياً
يرسم وجهها
على أجنحة الطيور المهاجرة
وكفه مغلقة على أمنيات الصغار

* كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك


الكاتب : حسن العاصي *

  

بتاريخ : 04/09/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *