الأمراض العضوية والنفسية ترسل مئات الآلاف من المغاربة إلى المؤسسات الصحية العمومية

 

يعاني أكثر من 980 ألف مغربي من الضغط الدموي وما يزيد عن 870 ألف مواطن من داء السكري. أرقام تخص فقط أولئك الذين تلقوا العلاجات وتم التكفل بهم خلال سنة 2018 على صعيد المؤسسات الصحية العمومية، بتمكينهم من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم للوقاية من أمراض القلب والشرايين وتلك التي تخص داء السكري، أما عدد مرضى القصور الكلوي الذين تم التكفل بهم فيقدّر بأكثر من 10 آلاف و 359 مريضا، 3298 منهم استفادوا من خدمات القطاع الخاص في إطار عملية شراء الخدمات تفعيلا للشراكة مع القطاع العام.
أرقام مقلقة وتبرز حجم انتشار الأمراض المزمنة، وردت في التقرير المرتبط بمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الصحة، برسم السنة المالية 2020، الذي أكد أنه تم التكفل أيضا بـ 225.692 حالة إصابة بالسرطان خلال سنة 2018، 84 في المئة منهم يستفيدون من نظام المساعدة الطبية «راميد»، في حين بلغ عدد الحالات الجديدة التي تم التعامل معها على مستوى المراكز الجهوية للانكولوجيا 22.319 حالة خلال السنة الفارطة.
معطيات لا تقف عند حدود الأمراض العضوية وإنما تشمل كذلك النفسية، حيث تبين على أنه تم التكفل بحوالي 120 ألف مريض بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية إلى جانب 35 ألف مريض بمراكز الإدمان، علما بأن مستشفيات الصحة النفسية والعقلية هي تعاني من اكتظاظ مهول، ونقص كبير في الأدوية وخصاص مرتفع في الموارد البشرية، الأمر الذي دفع إلى تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية من طرف مهنيين للصحة، كما هو الحال بالنسبة لبرشيد، على سبيل المثال لا الحصر، وخلق العديد من الاختلالات التي تطورت إلى محاولة هروب لنزلاء في عدد من المؤسسات، هذا في الوقت الذي تعجّ فيه شوارع المدن وأزقتها بأعداد مهولة للمرضى النفسانيين والعقليين، الذين يشكلون تهديدا واضحا على الغير ويمسّون بالأمن العام، نظرا لأن الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الصحية لم تتمكن من استيعابهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/11/2019