عاشت أطراف الوطن خلال شهر أكتوبر 2017، أياما ولحظات سينمائية، سمتها التواصل الجمالي والفني والإبداعي، إذ أن من يحب الحياة حقا يذهب للسينما، مع هذه المناسبات نتساءل ما فحوى هذه الأيام والمهرجانات في غياب القاعات، ونتوصل أن الضرورة حاليا تدعو لتكاثر هذه المناسبات لإيصال الرسالة التي مفادها أن المواطن لا يحتاج فقط للفضاءات السكنية والفضاءات التجارية، بل يحتاج لفضاءات الحياة، وهي القاعات السينمائية، التي قال عنها نور الدين الصايل في إحدى محاضراته خلال الموسم الجامعي، 2016/2017، في لقاء الفن والجامعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، “أن السينما تحيي فينا الحس الجماعي والنقدي والتواصلي، إذ بدونه وفي غياب تقليده وتربيته نصبح فردانيين، مع أدلجة الفيس بوك والتويتر والوات ساب وسلالتهم، لكم مع السينما نعيش طقس الفرجة الجامعية والاحتفاء بها والاستعداد لها ومن تم تجمعنا فرجة تضم رسائلها التي نشفرها في نقاشاتنا ونتداولها في حديثنا”، هذا الفعل الذي نتحصل عليه بشكل سلس في المهرجانات والأيام السينمائية، التي تدعونا جميعا إلى الاحتفاء بالجماعي والاجتماعي والتواصلي فينا..
مدينة الجديدة العاصمة الدكالية، لها التاريخ والجغرافية المؤهلين الهامين اللذين يجعلانها محطة فنية وإبداعية وملتقى سينمائي فاعل وإضافي، يتواصل فيه الفن مع مرتاديه، وتتواصل فيه السينما مع عشاقها وجمهورها، كما لها المجايلة الفنية والإبداعية والإرث الثقافي المؤهل بقوة لتلعب دور الريادة..
ولأن الفضاءات بأهلها، والحياة بعشاقها، يبادرنا مرة أخرى نورس البريجة، الإعلامي والكاتب والسيناريست، خالد خدري، بالدورة السابعة للأيام السينمائية لدكالة بالجديدة، التي أقامت ندوتها الصحفية يوم السبت 14 أكتوبر 2017 بالجديدة، وأعلن عن فحوى وجديد الدورة السابعة التي تضاف العقد المرصوص الذي زرعه مؤسسي هذا المهرجان والذي سينظم خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 29 أكتوبر 2017 الجاري بالجديدة، وستحتفي الدورة 7 بالفنان رشيد الوالي، حيث سيتم عرض مجمل أعماله السينمائية الطويلة والقصيرة التي وقعها بصفته مخرجا.. كما ستعرض أفلام أخرى قام ببطولتها..وسيقدم رشيد الوالي”ماستر كلاس” عن منجزه الفني والإبداعي والسينمائي على وجه الخصوص.
وبالمناسبة ستكرم الأيام السينمائية شخصيات فنية محلية أخرى، ويتعلق الأمر بالسيد بوشعيب حنطان صانع ومصلح الآلات الوترية بمدينة الجديدة لاسيما آلة العود، حيث زارته في ورشته أعلام من أمهر العازفين على هذه الآلة من داخل وخارج الوطن، كما سيشمل التكريم الثنائي الموسيقي الشعبي بوشعيب ولد الطالب والتونسي لعروسي وهما من قيدومي الأغنية الشعبية بمدينة الجديدة وإقليم دكالة وعازفين على آلتي الكمنجة والوتار.
هذا، وسيعرف المهرجان لأول مرة فقرة جديدة تتعلق بتنظيم معرض تشكيلي له علاقة بالمحور العام للمهرجان “السينما والموسيقى”، هي السينما تدعونا للاحتفاء بالأدب وبالتاريخ والموسيقى والتراث والفن والإبداع والحياة عموما..