الإذاعة المدرسية لإعدادية القدس بفاس مشتل حقيقي للمواهب في التذييع الإعلامي والصحفي الناشئ

منذ تأسيسها سنة 2013 كمنصة تواصلية تلاميذية والإذاعة المدرسية لإعدادية القدس بفاس منبر المتعلم ومنصته التي يعبرمن خلالها عن ذاته وميولاته، عن طموحاته وانتظاراته وحتى مشاكله. بالإضافة إلى كونها عنصرا من عناصر صناعة النجاح من خلال الدعم اليومي الذي يلامس كل مكوناته الدراسية ومقرراته وحصصه التعليمية من لغات، رياضيات، اجتماعيات وثقافة عامة، فهي إلى جانب ذلك، مشتل حقيقي لانبثاق جيل جديد من ناشئة ملهمة في مجال الصحافة والإعلام عامة والمجال الإذاعي على نحو خاص.
وتعتبر لجنة التذييع والتنشيط الفني المتكونة من التلامذة غيثة غزلان، آية بناني نجلاء اليوبي، آية بوعيس، ياسمين الموساتي، سامية الوشاني، المهدي الملولي وآدم تحون باقة من الأصوات النشطة وغصنا من شجرة الأصوات الإذاعية الأثيرة والواعدة، وقبسا من الطاقات والكفاءات الكامنة والمنبثقة من تربة إعدادية القدس المتميزة بجاذبية فضائها، وجمالية التحصيل التربوي والتعليمي والمعرفي بها.
تلميذات مذيعات، وتلاميذ في الهندسة الصوتية، ومقدمات واعدات للبرامج والإعدادات الأثيرية بالعاصمة العلمية للمملكة، اكتسبن خبرة كبيرة في مجال التذييع، لا تقل أهمية عن مذيعات وصحفيات محترفات كعزيزة الشاوي ومريم لمغاري بإذاعة محطة فاس الجهوية، برعمات تملكن بحب آليات التنشيط الإذاعي التي يجب أن يتمتع بها أي مذيع محب للراديو وهي التمكن من القراءة، الطلاقة باللغة العربية في تشكيل الحروف، وإيصال المعلومة والخبر، مهما كانت وضعية المستمع، وبإحساس عال الرقة، بحيث لايحتاج لأي تفسير أو توضيح، وأنت تستمع للمذيعات التلميذات في فضاء الساحة، وهن يقرأن بترو الأخبار والطرائف والتحذيرات، ويوجهن التحذيرات بطريقة موحية، ستصلك النبرات كما تكون أقرب للشرح، ويتناهى الخبر إلى مسامع المتعلم في أرجاء الساحة بكل بساطة وعفوية، بعيداً عن أي صعوبة أو تعقيد.
إنهن طاقم الإذاعة المدرسية للمؤسسة الإعدادية القدس التابعة لمديرية فاس،هذه الوسيلة التواصلية الفاعلة في تنشيط الحياة المدرسية وإغناء الرصيد المعرفي والثقافي لدى المتعلم وباقي مكونات المجتمع المدرسي. كما أنها لا تكف عن تقريب المسافات وردم الهوة وإذابة الجليد بين التلميذ وطاقم المؤسسة الإداري والتربوي، حيث يقضي المتعلم فيها وقتا قد يتجاوز الوقت الذي يقضيه مع أسرته ومحيطه الاجتماعي، إذ يتجلى المعنى الحقيقي للإذاعة كوسيلة ناجعة لامتصاص الشحنات السلبية، للمتعلم كالعنف في الوسط التلاميذي والحد بنسب متفاوتة مع باقي أشكال الانحرافات الطائشة، إذ تزج به في دائرة المبادرة والمشاركة والإنتاجية والتفاعلية.
ويقدم الطاقم برنامج عمله اليومي بانشراح وتفاؤل «تشرع الإذاعة المدرسية في تنشيط الحياة المدرسية رسميا بمؤسسة القدس الإعدادية في فترات الاستراحة الصباحية، والمسائية خلال أيام الأسبوع، وكذلك خلال الأنشطة المناسباتية كالأيام الوطنية والعربية والإسلامية والدولية طبقا لما هو مسطر في برنامج مشروع المؤسسة، وتبقى برامجها القارة يوميا تتلخص في كلمة اليوم، حكمة الصباح أو المساء، ألغاز وحلول، بنك الأسئلة لدعم التعلمات، مسابقات ترفيهية، الرالي، الكرميس، الحلزون، على أن المكان المناسب لكل هذه الأنشطة التفاعلية هو فضاء المؤسسة.
وتتشكل هذه المنصة الإذاعية التواصلية التربوية بامتياز من فاعلين اجتماعيين، حيث الداعم الرسمي ماديا ومعنويا وتقنيا هي جمعية الأمهات والآباء التي تسهر على اقتناء الأدوات والآليات المستعملة في التنشيط والأزياء الخاصة بطاقمها، أما الداعم الأدبي والفني فهما الطاقمان الإداري والتربوي للمؤسسة بقيادة المدير حسن الشلوشي، حيث تستمد الإذاعة المدرسية مواد البث من أخبار تخص الحياة المدرسية، اللقاءات التربوية والرياضية والاجتماعات الإدارية، تغييب الأطر، مواقيت الفروض، وأسئلة الدعم الإذاعي في جميع المقررات الدراسية.
جدير بالإشارة إلى أن منشطات ومنشطي هذه المنصة التواصلية الإذاعية المدرسية هم تلامذة مؤسسة القدس الإعدادية من مختلف المستويات من السنة الأولى إلى السنة الثالثة اعدادي وهم موزعون على المجالات التالية،الإذاعيات والإذاعيون، لجنة التنظيم، لجنة البيئة والنظافة.
الحسن الشلوشي مدير الإعدادية قدم شروحات ضافية حول تجربة الإذاعة المدرسية بالإعدادية، وعلى الدورالإستراتيجي لهذه الخدمة الإذاعية المدرسية في صيانة البعد التربوي، وتهذيب السلوك وتوسيع دائرة المعارف لدى تلامذة المؤسسة، فيما صوت المذيعة يتنقل بين الأخبار والمعلومات الأدبية الصغيرة والكبيرة، وتوجيه عبارات الحيطة والحذر للتلامذة قبل وبعد سماعهم صفارة الدخول بعد استراحة دامت بضع دقائق، كان تعليقها وصوتها ينساب بسلاسة، وإصراره على الاتقان كان مؤشرا حقيقيا لنجاح المذيعة وتألقها في مجال التذييع المدرسيي.
وعن البدايات، يقول ذ عبد السلام السنى رئيس الجمعية «بزغت فكرة تأسيس الإذاعة المدرسية مباشرة بعد تأسيس مكتب جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ثانوية القدس الإعدادية، حيث شرع الأعضاء مباشرة في تخطيط وتسطير برنامج تنشيط الحياة المدرسية بالمؤسسة، وعيا منهم لما لهذه الأنشطة من وقع إيجابي للرفع من إيقاع التحصيل الدراسي، وبعد مناقشة مستفيضة اقتنع الجميع بإحداث الإذاعة المدرسية على غرار الإذاعة التربوية، وهكذا انبثقت الفكرة ودخل الشركاء غمار التجربة التي استحسنها الجميع وحظيت بالإعجاب والتقدير من قبل شركاء المنظومة التربوية.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 17/12/2018