الإسبان يركضون لأول مرة في طرقات مدريد ضد الانتحار

شارك مئات الأشخاص يوم الأحد الأخير، 11 نونبر 2018، في السباق الأول ضد الانتحار بمدريد بإسبانيا، للفت الانتباه إلى هذه المعضلة الاجتماعية التي باتت تعرف حضورا كبيرا في الوسط الإسباني، إذ تشير الأرقام إلى تسجيل مابين3600 و 3700 حالة وفاة بفعل الانتحار كل سنة، التي ترخي بتبعاتها المأساوية على أسر المنتحرين، والذين يتصدر قائمتهم رجال الأمن والحرس المدني وأطباء مختصون في الصحة النفسية والعقلية، نتيجة لطبيعة العمل وفقا لما تمت الإشارة إليه، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام.

المشاركون في هذا الحدث الرياضي ببعده الإنساني والصحي، لبوا دعوة جمعية دقت ناقوس الخطر بشأن ظاهرة الانتحار التي تترسخ كل سنة وتجد لها موطئ قدم، حيث تم التأكيد على أن النساء هن أكثر إقبالا على فعل الانتحار مقارنة بالرجال، بسبب حالات الاكتئاب بالخصوص وعدد من المشاكل المرتبطة بالصحة العقلية والنفسية، بالإضافة إلى عوامل اقتصادية وأخرى عاطفية. ودعت جمعية “بارانديلا”، التي نظمت السباق التحسيسي، إلى بلورة مخطط وطني للوقاية من هذه الخطوة القاتلة، وهي التي سبق وأن سطرت عددا من الخطوات التحسيسية منذ 2016، فضلا عن إطلاقها لعدد من المبادرات التي تهدف إلى التوعية بمخاطر الانتحار والدوافع التي تؤدي له، وتدعو إلى مواجهته، إذ أطلقت خطا هاتفيا خلال شهر فبراير الفارط، حمل اسم “هاتف ضد الانتحار”، والذي تمت من خلاله معالجة أكثر من 800 اتصال، 400 من بين المتصلين، يضيف مصدر من الجمعية وفقا لما نشرته وسائل إعلام إسبانية، طلبوا معلومات معينة، وآخرون ونتيجة للحوار المباشر الذي تم فتحه معهم عدلوا عن فكرة الانتحار، بعد تعزيز الخبراء في مجال الصحة المكلفين بالتواصل مع المتصلين، لنقاط القوة والعوامل الإيجابية في شخصياتهم، التي شكّلت حافزا لاستمرارهم في الحياة وتراجعهم عن قرار الانتحار.
يذكر أن خطوة الانتحار باتت تعرف ارتفاعا في عدد من المجتمعات نتيجة لعوامل مختلفة، وقد سجل المغرب عددا ليس بالهين من حوادث الانتحار في صفوف راشدين وقاصرين، إناثا وذكورا، عاطلين وآخرين يعملون، خاصة في سلك الأمن، في ظل غياب دراسة دقيقة بشأن الظاهرة التي تعرف تفاقما وتزداد حدّة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/11/2018

أخبار مرتبطة

طهران تعلن نجاح الهجوم على إسرائيل، وتل أبيب تتوعد بالرد الحازم   خول مجلس الوزراء المصغر للاحتلال الإسرائيلي رئيس الحكومة

مجلس الأمن: خطوة مهمة نحو وقف إطلاق النار في غزة   أكدت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك،

كان لا يزال في السجن قبل عشرة أيام فقط     إلى حدود منتصف نهار أمس الاثنين، سجل المرشح المعارض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *