الاتحاد الاشتراكي لا يناضل بالمزايدات : ريفك يا وطني !

 

1-وصف الأستاذ ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الأحكام الاستئنافية الصادرة في حق معتقلي «حراك الريف» بأنها قاسية، ودعا المجتمع الحقوقي إلى العمل من أجل الإفراج عنهم بعد أن أصبحت الأحكام نهائية .
كلمة الأستاذ لشكر جاءت خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الوطني للمحاميات والمحامين الاتحاديين، المنعقد بالمضيق-تطوان يومي 12-13 أبريل الجاري، تحت شعار «المحاماة شريك السلطة القضائية في تحقيق العدالة وحماية الحقوق والحريات .»
وقال الكاتب الأول لحزب الوردة أن الاتحاد الاشتراكي سيعمل، إلى جانب المجتمع الحقوقي، بـ»الوسائل الحقيقية، وليس بالمزايدات، للإفراج عن المعتقلين المتواجدين بسجون المملكة .»
2-غياب النضج عند من يقدمون أنفسهم مناضلين ومناضلات، خلاصة أليمة تتأكد مع توالي الأيام وتكشفها بجلاء طريقة تعاطي هذه الفئة مع أحداث اجتماعية وسياسية إقليمية أو بعيدة عن المحيط الجغرافي للمغرب …
هذه الفئة التي تمنح لنفسها التدخل والدلو بدلوها في أحداث احتجاجية عرفها ويعرفها المغرب، وهي تشرعن لهذه التدخلات من منطق الانتماء إلى «نخبة» «العلم» و»البحث»، و»النضال»، تكشف عن قصر نظر غير مسبوقة، بل أنها تكشف عن «هوس» غريب في التأليب والتحريض .
فئة تهفو إلى أن يتحول المغرب، الذي يدبر أوضاعه ومشاكله، مهما كانت درجتها وحدتها، وهو يضع نصب الأعين، الاستقرار وصيانة أمن وسلامة مواطنيه، (يتحول) إلى بؤرة نار تلتهم كل شيء .
السقوط الذي تريده هذه الفئة، سيكون سقوطا نهائيا لأقنعة ترتديها، سقوطا لأحلام وخيالات تراودها في أن يتحول المغرب إلى حفرة عميقة تبتلع حضارة عمرت قرونا ببساطة شديدة لأنها تأسست على ركيزة الاستقرار .
هذه الفئة، ولتعنتها وقصر نظرها وغياب حصافة فكرية لديها، ولكونها سجينة المراهقة السياسية واليسارية الطفولية، تتناسى أن ميزة وتميز المغرب في لحمته، لحمة هي صمام الأمان، الذي ترعاه الملكية وتعنى به العناية، التي تنغص قلوب هذه الفئة تحديدا وقلوب السائرين على هواها والدائرين في فلكها .
قد يكون المغاربة غير راضين عن أوضاعهم، لكن لن يقبلوا بأن يقدموا استقرار بلدهم حطبا لنار الانقلابات والثورات الفاشلة.
ولكل النافخين في الكير، البرد والسلام على هذا البلد، وعلى أهله ….
3-نشهد الدنيا أنا هنا نحيا بشعار الله، الوطن، الملك… الريفيون مغاربة وطنيون… أوفياء للشعار… للشرعية… للمشروعية… للوطن… للملك.
التاريخ سجل ويسجل… نشهد ويشهد… كانوا، وما زالوا، صادقين مخلصين… لم يتاجروا بالدين ولم يتاجروا بالوطن …
ما حدث في الحسيمة يدين من أجج الفتنة لأسباب سياسوية وأهداف انتخابوية ولو على حساب الوطن في قدسيته الوحدوية .
كاتحاديات واتحاديين نتقاسم مرارة الألم مع عائلات المحكومين ونحيي قيادة الاتحاد الاشتراكي الوطنية المواطنة… الحكمة هي العنوان والوطن خط أحمر…
4-اليوم لا بد من طرح سؤال المسؤولية عما تعرض له شباب الحسيمة، الذين تم التغرير بهم، وتم دفعهم دفعا نحو تشدد كبير، ونحو الدخول مع الدولة في لعبة شد حبل كان ضروريا أن ترد عليها الدولة بنفس الحزم والصرامة… عندما كان المزايدون ينفخون في هاته النار المشتعلة ويريدون لها اشتعالا كبيرا، أطلق الاتحاد الاشتراكي نداء للعودة إلى جادة الصواب وتغليب الحوار على ما عداه من أساليب التشنج التي يخسر فيها الجميع… التظاهر الحضاري السلمي شيء، قصف قوات الأمن بالحجارة شيء آخر.. المطالبة بالمستشفى والجامعة وإصلاح أحوال البلاد والعباد شيء، رفع أعلام غير العلم الوطني شيء آخر.. إلقاء القبض على المفسدين والقضاء على الفساد شيء، التخابر مع أصحاب المخدرات وتسلم المال من الخارج شيء آخر… الآن نزلت أحكام الحسيمة استئنافية، أحكام قاسية قسوة الأفعال المنسوبة إلى المحكوم عليهم، وقسوة ما عرفته المنطقة التي دخلت احتجاجا حضاريا نوه به الاتحاد الاشتراكي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمره الوطني العاشر وفي بلاغات المكتب السياسي، قبل الانحراف وقبل أن يتضح أن المطلوب لم يكن التفاوض لأجل المنطقة، ولا إجبار الحكومة على الاستماع إلى الشباب، ولا الدفع بمشاريع  التنمية بسرعة، ولا حتى معاقبة المسؤولين عن تأخر مشروع منارة المتوسط… لا، الهدف كان شيئا آخر، لم يقله للشباب من دفع الشباب إلى كل ذلك التصعيد، الذين لا يهمهم لا المغرب، ولا شباب المغرب الذاهبون إلى السجون اليوم، ولا عائلات هؤلاء الشباب.
…ريفك يا وطني (يحلم بالورد والخبز والزيت وكتب الأطفال…).
مرة أخرى نقول مع الأستاذ ادريس لشكر «إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي دعم كل الحراكات الشعبية لا يسعه إلا أن يعتبر الأحكام، بعدما أصبحت نهائية، قاسية «وما موعد الإفراج ومعانقة الحرية ببعيد…


الكاتب : عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 19/04/2019