الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس.. تنافس محتدم في ظل أجواء من التوتر

تُجري تونس انتخاباتها الرئاسية السابقة لأوانها فنشعر بأننا معنيون،
وعندما كانت تونس تجرب الشارع في تغيير الدولة، كنا نشعر بأننا مهتمون..
ليس التاريخ وحده، هو ذريعتنا في أن نهتم بتونس والاهتمام لها،
تاريخنا المشترك، هو ولا شك، سبب »تاريخي« لكي نلتفت إلى ما يصير في الخضراء
وليس الشعر وحده
منذ أن صاح شاعرها إذا الشعب يوما أراد الحياة،
مستنهضا شعوب المستعمرين إلى حريتهم، هو وحده ذريعتنا الثانية في ذلك..
ولا الجغرافيا وحدها…،
تونس انشغال ضروري في كل منعطف،
بسبب البراغماتية الثورية في زمن الحبيب بورقيبة وتفعيل الواقعية في تحرير البلاد على جرعات،
وهي أيضا انشغال ضروري في كل تجاربها،
لقد أغرت تونس الكثيرين في العالم العربي والمغاربي
وفي شارعنا المغربي،عندما خرجت بالياسمين إلى الطريق السيار للتاريخ وعجنت من عرقها، وبفعل عوامل متداخلة خبزا لمسيرتها الديمومقراطية…
ولا تغرينا تونس بالثورات فقط
ولا بالشعارات
تونس أغرتنا أيضا بتونستها
في ذلك المزيج العجيب لتأجيل الديموقراطية إلى حين تنتصر الحداثة المادية والفكرية.
وإلى أن يجد الاقتصاد قوته في تمكين تونس وطبقاتها الثلاث من قبعة جديدة لدخول المحفل التاريخي للدول التي تعيش حداثة مادية بأريحية تتسامح مع الحداثة السياسية..
تونس تغري،
ولهذا نتابع بانتباه خاص ما يدور فيها، وهي تحتكم إلى دستورها في تأصيل لعبة جديدة بلاعبين جدد وقدامى.
وهي تجيب عن أسئلة إلهية بتقعيد اللعبة السياسية من جهة ودسترة الهوية المتعددة لأبنائها….
تونس تجربة في حقوق المرأة، وفي تطبيع الفاعل الإسلاموي في الحقل السياسي، وفي تحريك التاريخ، وسط زحام جغرافي بين جارتين قويتين ترابيا ونفطيا وعسكريا، لكنهما عرضة للجمود أو للفبار…********.
في المغرب
قد تغرينا تونس بتجربتها في التمرد
لكنها لا تغرينا بالضرورة في تدبير ما بعدها،
وفي ترتيب أولويات فاعليها السياسيين
بدون أن تكون لنا نفس المرآة..
وتونس تجتهد في كينونتها الجمهورية، من أجل أن تقوي الشرط الديموقراطي، ونحن نتابع ونقرأ اية******* خضراء…
تهمنا تونس لا مواقف كثيرة في الخضراء لها ارتباط بالمغرب الكبير
وبتدبير الصراعات فيه
وفي علاقات المواطنين في الدول الخمس
وفي تأثير ذلك كله على مصير هذا الفضاء المغاربي الواسع
وتعميم ثرواته على أبنائه وتمنيعهم من صراعات ماضية، فيها جزء كبير بسبب التردد الديموقراطي.


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 10/09/2019