التاريخ يعيد كبواته

 

1
يبدو كل شيء عاديا
عاديا تماما
أرى (المسيح) يصلب مرارا
أي يد تنقذ الإنجيل؟
و(عشتار) تنهب القرى الآمنة ولا تعد
أحدا بالزواج
أيها الراعي بين السوسن كن ذئبا
للمرة الأخيره
فالقدس (سمكة صيد)

2
يبدو كل شيء عاديا
عاديا تماما
أرى (سليمان) تهزمه الظلال مرارا
(كلهم قابضون البنادق
متعلمون الحرب)
عازمون أن ينهشوا الهيكل
(إخوة يوسف) يبكونه في الساحات
وفي القمم
تركوه للدم وللخيانة أيضا
يا بنات (أورشليم) اغضبن
واهززن الكون فجنود (إدموند ألنبي) اكتشفوا خوفهم
3
يبدو كل شيء عاديا
عاديا تماما
أرى (أيوب) ينخره إمبرطور الوجع
أنا الوجع
والقدس توجعني أكثر
فأنكسر كأم أضاعت طفلها في عرض البحر
يا أيوب مسني الشوق
اسقيني ماءك الذي يمر بين أصابعك
فإن الشوق يطغى

4
يبدو كل شيء عاديا
عاديا تماما
أرى (الفلسطيني) يسجد عكس اتجاه الشمس
لا يرضع ثديا أفرغه أولاد السوء
لا يبكي الهواء
يعانق فجر النصر الموؤد ملامه
ويقول ممشوقا بهامه:
الموت في سبيل القدس فخامه
فيا أنت
اخلع نعليك إنك بأرض التاريخ علامه
5
يبدو كل شيء عاديا
عاديا تماما
أرى (القدس) يحيطه الضباب المأجور
آه .. كم نزل من دم لا يزول
وفجأة جاءت الأخبار
دب الخوف جنود الحصار
الأمهات لا ينكسرن
الرجال يجرعون المرار
إن القدس هي الحقيقة
وهي الأبد


الكاتب : سليمان محمد تهراست

  

بتاريخ : 15/02/2019

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *