الحصن الأصفر،‮ ‬ومتحف العمران‮: ‬البنايات تبدأ أساسها من‮ .. ‬السماء‮!‬ -11-

‭ ‬يبدو‭ ‬البرج‭ ‬الأصفر،‭ ‬معلمة‭ ‬مدينة‭ ‬يوهان‮..‬‭‬ بني‭ ‬اللون‮.‬‭‬ تلفه‭ ‬أشجار‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب،‭ ‬ويسعى‭ ‬إليه‭ ‬الضباب‮.‬

صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬الصين،‭ ‬كان‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستسلم‭ ‬لإغراء‭ ‬الدعوة‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬الصينيين‭ ‬الجميلين‭ ‬لنزور‭ ‬معلمة‭ ‬مدينتهم‮.‬
الطريق‭ ‬الصاعد،‭ ‬يقودك‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬عالية،‭ ‬في‭ ‬وسطها‭ ‬نافورة‭ ‬تحيي‭ ‬الزائرين‭ ‬بضباب‭ ‬كثيف،‭ ‬وعلى‭ ‬مرأى‭ ‬العين‭ ‬تمتد‭ ‬أبراج‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬ورائها‭ ‬نهر‭ ‬يانزي‭ ‬العظيم‮.‬
الشعوب‭ ‬هنا‭ ‬تتكاثف‭ ‬لكي‭ ‬ترى‭ ‬هذه‭ ‬الأهرامات‭ ‬الرفيعة،‭ ‬بالحجر‭ ‬والخشب،‭ ‬وكأن‭ ‬العُدة‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬تليق‭ ‬بمكان‭ ‬بني‭ ‬أصلا‭ ‬لكي‭ ‬يعوض‭ ‬السماء‭ ‬عن‭ ‬وظائفها‭ ‬في‭ ‬العظمة‮..‬
التلة‭ ‬التي‭ ‬بني‭ ‬عليها‭ ‬البرج،‭ ‬أو‭ ‬القلعة‭ ‬بالتحديد،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مكانا‭ ‬حربيا‭ ‬بامتياز،‭ ‬ويحمل‭ ‬رمزا‭ ‬صينيا‭ ‬فريدا‭ ‬أيضا‭ ‬‮:‬تلة‭ ‬الثعبان‮..‬‭‬ حيث‭ ‬قاومت‭ ‬طيلة‭ ‬عشرين‭ ‬قرنا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬تقول‭ ‬المرافقة،‭ ‬ذات‭ ‬اللباس‭ ‬القرمزي،‭ ‬إن‭ ‬القلعة‭ ‬أو‭ ‬الحصن‭ ‬أو‭ ‬البرج‭ ‬الأصفر،‭ ‬تعرض‭ ‬لعمليات‭ ‬هدم‭ ‬كثيرة‭ ‬‮.‬‭‬وتقول‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬إن‭ ‬البناية‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬تعود‭ ‬إلى 223م، ‭ ‬ابان‭ ‬حقبة ما سمي‭ ‬مرحلة ‭»‬المملكات‭ ‬الثلاث‮»..‬ كنا‭ ‬ننظر‭ ‬بهدوء‭ ‬إلى‭ ‬الضباب‭ ‬المتصاعد‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬البنايات‭ ‬ومن‭ ‬البحيرة،‭ ‬مشبعا‭ ‬بعطر‭ ‬الصندل،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يشابهه،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬العين،‭ ‬كانت‭ ‬البنايات‭ ‬الحديثة‭ ‬تتطاول‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬تقليدا‭ ‬للقلعة‮.‬
قادتنا‭ ‬المضيفات‭ ‬عبر‭ ‬الطوابق‭ ‬الثلاثة‭ ‬للبرج،‭ ‬عبر‭ ‬مصعد‭ ‬حديث‭ ‬العهد‭ ‬ولا‭ ‬شك‮.. ‬للشاعر‭ ‬لي‭ ‬باي‭ ‬الشهير،‭ ‬حضور‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يسأل،‭ ‬لكن‭ ‬لوحات‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬العتيق،‭ ‬تجعله‭ ‬حاضرا‭ ‬يتابع‭ ‬الزائرين‭ ‬بأصل‭ ‬الحكاية،‭ ‬في‭ ‬بركة‭ ‬رسمت‭ ‬عليها‭ ‬أشكال‭ ‬قرابة‭ ‬99‭ ‬طائرا،‭ ‬تحكي‭ ‬قصيدة‭ ‬للشاعر‭ ‬لي‭ ‬باي،‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬المخيلة‮.‬
تقول‭ ‬القصيدة‭ ‬إن‭ ‬شخصا‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬البرج،‭ ‬ورأى‭ ‬لقلاقا‭ ‬أصفر‭ ‬طائرا،‭ ‬فطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬فوق‭ ‬كتفيه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬البرج،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬قاده‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬السماء،‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬يذكر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‮..‬
لي‭ ‬باي‭ ‬يتحث‭ ‬بلغة‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬القديم‭ ‬فكتب‭:‬
‭”‬صديقي‭ ‬القديم‭ ‬ودعتنا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الغرب،‭
‬هنا‭ ‬في‭ ‬برج‭ ‬اللقلاق‭ ‬الأصفر في‭ ‬الشهر‭ ‬الثالث‭
‬حيث‭ ‬غيمة‭ ‬من‭ ‬الصفصاف‭ ‬قد‭ ‬أينعت،‭ ‬ذهب‭ ‬إلى يانغزهو ‬
الحجاب‭ ‬الفريد‭ ‬ظل‭ ‬بعيدا،‭ ‬على‭ ‬صفة‭ ‬أزرق‭ ‬فارغ‭‬
ومن‭ ‬السماء‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬نهر‭ ‬يانزي‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬البعيد‭”‬‮..‬
‬ومنذ‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬إمبراطورية‭ ‬الممالك‭ ‬القديمة،‭ ‬إلى‭ ‬ماوتسي‭ ‬تونغ‭ ‬تغري‭ ‬المنطقة‭ ‬بالشعر‮..‬
في‭ ‬الوسط‭ ‬انتصب‭ ‬جرس‭ ‬ضخم‭ ‬من‭ ‬برونز‭ ‬عتيق‭ ‬أيضا‭ ‬يصطف،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يرن‭ ‬كل‭ ‬ساعة‮.. ‬‭‬في‭ ‬الأصل‭ ‬كان‭ ‬جرسا‭ ‬من‭ ‬‮..‬‭ ‬خشب‮.‬
يا‭ ‬جرس‭ ‬الخشب‭ ‬
بز‭ ‬خرف‭ ‬ستنطق‭ ‬رناتك‭ ‬
وأي‭ ‬صندل‭ ‬سيعبق‭ ‬به‭ ‬التاريخ‭‬؟

‮…‬

قطع‭ ‬الجرس‭ ‬الكبير‭ ‬سنجدها‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المسرح‭ ‬التقليدي‭ ‬الصغيرة‮..‬دخلنا‭ ‬القاعة‭ ‬وكان‭ ‬العرض‭ ‬قد‭ ‬بدأ‮.‬‭‬ تلمسنا‭ ‬مقاعدنا‭ ‬في‭ ‬الظلام‭ ‬ثم‭ ‬تابعنا‭ ‬الرقص‭ ‬الصيني‭ ‬التقليدي‮.‬
كانت‭ ‬اللوحات‭ ‬حكاية‭ ‬الفصول‭ ‬وهي‭ ‬تتوالى،‭ ‬والموسيقى‭ ‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬آلات‭ ‬النفخ‭ ‬التقليدية‭ ‬المعروفة‭ ‬وآلات‭ ‬العزف،‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الأجراس التي‭ ‬اصطفت‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬مدروسة،‭ ‬ذات‭ ‬اليمين‭ ‬وذات‭ ‬الشمال‮..‬
يقف‭ ‬العازف‭ ‬أمامنا‭ ‬مباشرة،‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬هراوة‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬صلب،‭ ‬ينقر‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬المعدن‭ ‬الصلب‭ ‬بدورها‭ ‬فتصدر‭ ‬نغما‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬النغم‭ ‬الذي‭ ‬يليه،‭ ‬والكل‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬الآلات‭ ‬الرهيفة‭ ‬كالنايات‭ ‬أو‭ ‬القانون‭ ‬الصيني‭ ‬العتيق‮..‬
موسيقى‭ ‬الفصول‭ ‬بآلات‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬ورهافة‭ ‬الصينيات‭ ‬وهن‭ ‬ينثنين‭ ‬كخيزران‭ ‬ملون،‭ ‬بثياب‭ ‬زاهية،‭ ‬تتماشي‭ ‬ألوانها‭ ‬والفصول‮..‬نتجول‭ ‬في‭ ‬الباحة‭ ‬وفي‭ ‬متحف‭ ‬الحجارة‭ ‬النادرة،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬لوحات‭ ‬الخط‭ ‬الصيني‭ ‬الأصلي،‭ ‬يحكي‭ ‬كل‭ ‬حرف‭ ‬قصيدة‭ ‬أو‭ ‬شجرا‮.. ‬‭‬ولا‭ ‬تغيب‭ ‬عنا‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة،‭ ‬عن‭ ‬الممكن‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المستحيل‭ ‬الصيني‮..‬
شيء‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نفقد‭ ‬الحلم‭ ‬ونحن‭ ‬نراه‭ ‬فوق‭ ‬تربة‭ ‬أخرى،‭ ‬ونحنُّ‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬بعيدة،‭ ‬نحملها‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬القلب…‬
وسط‭ ‬مدينة‭ ‬يقطنها‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬كلها‭ ‬أوراش‭ ‬وبناء‭ ‬وميتروهات،‭ ‬وعمارات‭… ‬
في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬العتيق،‭ ‬جلبة‭ ‬الحاضر،‭ ‬ومن‭ ‬مظاهرها،‭ ‬تلك‭ ‬البنايات‭ ‬التي‭ ‬يبدأ‭ ‬إنشاؤها‭ ‬من‭ ‬‮… الأعلى،‭ ‬كما‭ ‬قدموها‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬المنتدى‭ ‬ورأيناها‭ ‬ونحن‭ ‬نسير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الجسر، ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬بعد‮..‬
هذه‭ ‬الهندسة‭ ‬الصينية‭ ‬الرفيعة،‭ ‬تقول‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬أساس‭ ‬العمارة‭ ‬يبدأ‭ ‬‮..‬‭‬من‭ ‬الأعلى‭…‬
ايييه‭ ‬اللساس‭ ‬فالسما‭ ‬احميد‭ ‬اولدي‮!‬
جلبة‭ ‬الحاضر‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬سوى‭ ‬جلبة‭ ‬الماضي‭ ‬كما‭ ‬قدمته‭ ‬لنا‭ ‬مضيفتنا‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬المعماري‭ ‬الرهيب،‭ ‬النموذج‭ ‬الحديث‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬التحف‭ ‬‮!‬
عند‭ ‬الباب،‭ ‬جدارية‭ ‬بهية‭ ‬بحروف‭ ‬صينية،‭ ‬سيقول‭ ‬لنا‭ ‬الوفد‭ ‬المرافق‭ ‬لنا،‭ ‬إنها‭ ‬قصيدة‭ ‬ماوتسي‭ ‬تونغ‭ ‬عن‭ ‬النهر،‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬كتب‭ ‬بها‭ ‬الصيني‭ ‬القديم‭ ‬لي‭ ‬باي‭ ‬قصيدته‭ ‬عن‭ ‬البرج‮..‬
متحف‭ ‬التعمير‭ ‬أو‭ ‬العمران‭ ‬يوجد‭ ‬ضمن‭ ‬بناية‭ ‬ضحمة،‭ ‬هي‭ ‬بناية‭ ‬المواطن‭‬‭ ” ‬Wuhan Citizen Home‭ “‬تقول‭ ‬التسمية‭ ‬المكتوبة‭ ‬بالأحرف‭ ‬اللاتينية‭ ‬والصينية‭ ‬طبعا‭..‬
جداريات‭ ‬مصطفة‭ ‬عن‭ ‬المعامل‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬المدينة‮: ‬‭‬هنا‭ ‬جدارية‭ ‬الجامعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وتليها‭ ‬صورة‭ ‬البرج‭ ‬الأصفر،‭ ‬وبعدها‭ ‬جداريات‭ ‬عن‭ ‬شوارع‭ ‬تاريخية‭ ‬وأخرى‭ ‬عن‭ ‬النهر‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬المدينة‭ ‬والصين‭ ‬‮..‬‭ ‬خضرة‭ ‬وحضارة‮.‬
‭ ‬ثم‭ ‬معرض‭ ‬صور،‭ ‬يليه‭ ‬معرض‭ ‬فيديو‭ ‬عن‭ ‬المعالم،‭ ‬بألوان‭ ‬تبدو‭ ‬عتيقة،‭ ‬لكنها‭ ‬استنسخت‭ ‬الطبيعة‭ ‬لتعطي‭ ‬سحرا‭ ‬صينيا‭ ‬لما‭ ‬تراه‭ ‬عيون‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬العالم‮.‬
تقديم‭ ‬بانوراما‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬هي‭ ‬لحظة‭ ‬الذهول‭ ‬الكبرى،‭ ‬عندما‭ ‬نرتفع‭ ‬بأمتارعديدة‭ ‬ونطل‭ ‬على‭ ‬الماكيت‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للمدينة،‭ ‬ويبدو‭ ‬لنا‭ ‬الحجم‭ ‬القزمي‭ ‬للمكان‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬فيه‭ ‬طوال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬وكنا‭ ‬نخال‭ ‬بأننا‭ ‬نعبر‭ ‬المدينة‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‬،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬نتحرك‭ ‬في‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬ آلاف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‮!‬
نصف‭ ‬جهة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭- ‬سطات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬تحتله‭ ‬مدينة‭ ‬واحدة‮..‬
في‭ ‬باحة‭ ‬من‭ ‬باحات‭ ‬المتحف‭ ‬تشدنا‭ ‬قاعة‭ ‬كبيرة‭ ‬داخلها‭ ‬أطفال‭ ‬يرسمون،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬سبت‮..‬‭‬ عرفنا‭ ‬أنها‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬الخاص‭ ‬بالمدينة‭ ‬يدعى‭ ‬لها‭ ‬الأطفال‭‬‮…‬
خيم‭ ‬الصمت‭ ‬مجددا‭ ‬ونحن‭ ‬نغادر‭ ‬هذا‭ ‬المتحف‭ ‬الهائل
الفاره‭ ‬والحديث،‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬المدن‭ ‬أوروبية‮!‬

‮..‬.

كانت‭ ‬تنتظرنا‭ ‬زيارة‭ ‬جعلناها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الاهتمام،‭ ‬هي‭ ‬لقاء‭ ‬الطلبة‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬يوهان‮:‬
في‭ ‬قاعة‭ ‬حميمة‭ ‬التقينا،‭ ‬استمعنا‭ ‬لهم‭ ‬وهم‭ ‬يحدثوننا‭ ‬عن‭ ‬مساراتهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المغامرة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬هنا‮.‬
تحدث‭ ‬رئيس‭ ‬الجهة‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ينتظرهم،‭ ‬حثهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الصينية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلوم‭ ‬التي‭ ‬جاؤوا‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬إليهم‭ ‬رئيس‭ ‬الغرفة‭ ‬الفلاحية‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬همار،‭ ‬عن‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬ستجعل‭ ‬منهم‭ ‬جيلا‭ ‬فريدا‭ ‬ومثالا‭ ‬يحتذى‮..‬
التقطنا‭ ‬الصور،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬أحفاد‭ ‬ابن‭ ‬بطوطة‭ ‬وهم‭ ‬يتنقلون‭ ‬بالطائرة‭ ‬إلى‭ ‬يوهان
من‭ ‬أجل‭ ‬العلم
‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬المغامرة
‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬العائلات‮..‬
لنا‭ ‬بذور‭ ‬هنا،‭ ‬نتمناها‭ ‬صانعة‭ ‬لمستقبل‭ ‬يصنع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الصين‮…‬
‮يا‭ ‬أهل‭ ‬يوهان‭ ‬الوداع
شكرا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أعز‭ ‬ما‭ ‬يطلب‮..‬
يا‭ ‬بلاد‭ ‬العمل،‭ ‬يا‭ ‬بلاد‭ ‬لا‭ ‬كسل‭ ‬فيها
ولا‭ ‬خمول‮..‬
يا‭ ‬بلاد‭…


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 06/11/2018

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *