الحليمي يستعرض برنامج المؤتمر الدولي للإحصاء الذي ستحتضنه مراكش في يوليوز القادم

سيحتضن المغرب، استجابة لطلب المعهد الدولي للإحصاء، الدورة 61 للمؤتمر الدولي للإحصاء من 16 إلى 21 يوليوز 2017 بمراكش، مع العلم أن المعهد الدولي للإحصاء الذي أسس سنة 1885، هو عبارة عن شبكة عالمية تضم بين أعضائها إحصائيين مرموقين على الصعيد العالمي والعديد من المؤسسات الإحصائية، الوطنية والدولية.
وأوضح أحمد علمي لحليمي أن هذه المؤسسة، التي تتمتع منذ سنة 1949 بوضع استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، لها تأثير مهم على المجتمع الإحصائي الدولي اعتبارا للمكانة العلمية التي تحظى بها الجمعيات السبع المنضوية تحت لوائها، المتخصصة في مختلف مجالات الإحصاء ولاسيما الإحصاء الرياضي والاحتمالات والإحصاءات الرسمية ومنهجيات البحوث الإحصائية وكذلك إحصاءات المقاولة والتعليم والبيئة، ويشكل المؤتمر الدولي للإحصاء الذي ينعقد كل سنتين إحدى أنشطتها الرئيسية.
وأضاف أحمد علمي لحليمي المندوب السامي للتخطيط، في ندوة صحفية عقدها،أول أمس، أن اختيار المغرب لاستضافة هذا المؤتمر الدولي الكبير يعكس مستوى الثقة التي يحظى بها المغرب، مؤكدا في نفس الوقت أن المؤتمر يعتبر مناسبة حقيقية لإبراز المغرب كإحدى الدول الرائدة في مجال الإحصاء على مستوى القارة الإفريقية والمنطقة العربية.
وفي ذات السياق أشار المندوب السامي إلى أن اختيار مدينة مراكش لاستضافة الدورة 61 للمؤتمر العالمي للإحصاء، بعد انصرام أقل من سنة على احتضانها للدورة ال22 لمؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ (COP22)، لدليل على الإشعاع الدولي للمدينة الحمراء وقدرتها على استقبال وتنظيم تظاهرات من هذا الحجم.
وسيلتئم خلال الدورة 61 للمؤتمر 1795 مشاركا من 120 بلدا، ينتمون إلى المعاهد الإحصائية الوطنية والجامعات ومراكز البحث والجمعيات المهنية للإحصائيين ومؤسسات إقليمية ودولية، فضلا عن القطاع الخاص. وهو بذلك يوفر للمشاركين، لاسيما المنتمين للدول العربية والإفريقية، فرصة حقيقية لتبادل تجاربهم والممارسات الفضلى مع باقي المشاركين، وإبراز التقدم المحرز في مجال الإحصاء في هذه المناطق.
ومن المرتقب أن تحضر هذه الأشغال، إضافة إلى أعضاء من الحكومة المغربية ومسؤولين من القطاع الخاص والمجتمع المدني، شخصيات أجنبية مرموقة، نذكر على الخصوص  صداناندا كاودا  D.V.S SADANANDA GHAWDA، وزير الإحصاء وتنفيذ البرامج بالجمهورية الفدرالية للهند، وعلي الكواري، الكاتب المساعد المكلف بالشؤون الإحصائية بوزارة تخطيط التنمية والإحصاء بدولة قطر، فضلا عن  المديرين العامين للمؤسسات الوطنية للإحصاء وبالتحديد جون لوك طافيرنيي « Jean Luc Tavernie  «المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية بفرنسا، وكذا ممثلون عن مؤسسات دولية وجهوية من قبيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وقسم الإحصاء التابع للأمم المتحدة، وفريق الخبراء الدولي المعني بتغير المناخ، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والبنك الدولي، والبنك الإفريقي للتنمية، واللجنة الاقتصادية لأوروبا، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومركز الإحصاء للاتحاد الأوروبي.
يذكر أنه في ختام أشغال المؤتمر سيتم منح الجائزة الدولية للإحصاء التي تم إحداثها لأول مرة، إلى البروفسور ديفيد كوكس، الإحصائي البريطاني البارز عن عمله حول نموذج تحليل المعطيات المتعلقة بالبقاء على قيد الحياة «Proportional hasards model».  وسينظم الحفل الرسمي لتسليم الجائزة التي تعتبر أعلى تقدير شرفي في مجال الإحصاء، يوم الجمعة 21 يوليوز 2017 بمراكش.
وبخصوص البرنامج العلمي للمؤتمر، فسيشمل 152 جلسة للضيوف (498 مداخلة) و87 جلسة تتناول مواضيع خاصة (327 مداخلة) و65 جلسة للمداخلات الحرة (449 مداخلة) و30 جلسة نقاش على شكل موائد مستديرة، وبمجموع 334 جلسة، سيقدم باحثون من مختلف المشارب 1274 مداخلة، من بينهم 92 باحثا مغربيا، ضمنهم 33 من أطر المندوبية السامية للتخطيط.
أما المواضيع التي سيتم التطرق إليها خلال مختلف العروض التي ستقدم أثناء جلسات المؤتمر فستتناول أساسا التطورات الأخيرة التي عرفها مجال الإحصاء والتخصصات ذات الصلة (الاحتمالات وسحب العينات وتحليل المعطيات والمعلوميات، الخ)، والإحصاءات الرسمية وتحديات تحديث المعطيات الإحصائية (الحكامة، الجودة، الخ) والمناهج المبتكرة لتجميع واستغلال وتحليل ونشر المعطيات والابتكارات التكنولوجية واستخدامها في الأعمال الإحصائية وأخيرا ثورة المعطيات والتحديات التي تطرحها للمجتمع الإحصائي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وبمراكش كذلك، ستنظم المندوبية السامية للتخطيط، حدثين خاصين لهما بعد دولي، وسينظم الحدث الأول، يوم 16 يوليوز 2017، بشراكة مع الرئاسة المغربية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية COP22 حول موضوع «ما هي المقاربات الإحصائية لقياس البيئة وآثار تغير المناخ؟ « والثاني، بشراكة مع وزارة التخطيط التنموي والإحصاء لدولة قطر، يوم 19 يوليوز 2017، حول موضوع «ثورة المعطيات في خدمة أهداف التنمية المستدامة».
كما ستنظم المندوبية السامية للتخطيط، أيضا، بشراكة مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا (CEA) التابعة للأمم المتحدة، لقاء يضم المديرين العامين للأجهزة الوطنية للإحصاء بالدول الإفريقية، ويهدف هذا اللقاء، إلى إطلاق مبادرة التفكير والتحضير لتنظيم ندوة سنة 2018 بالمغرب، حول موضوع «دور الإحصاء في مسلسل اندماج إفريقيا».


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 30/06/2017