الدعوة لإحداث مؤسسات جديدة لرعاية المواليد الخدّج بالدارالبيضاء ، خلال تخليد اليوم العالمي للممرضين بـ «قطرة الحليب»

حث أنس الدكالي، يوم السبت 4 ماي 2019 بالدارالبيضاء، مهنيي الصحة على بذل المزيد من المجهودات من أجل المساهمة في تجويد المنظومة الصحية، مؤكدا أن الوزارة هي على وعي تام بكل المشاكل التي يتم تسجيلها، وتستحضر المطالب المرفوعة من طرف كافة الفئات الصحية، مشددا على أن تلك التي ليس لها أي وقع مالي فإن الوزارة قد انخرطت من أجل إيجاد حلول عملية لها، من خلال اللجان التي تم تشكيلها بعد الحوار الذي تم فتحه لهذه الغاية، في حين أن الإشكالات ذات الأثر المالي لها علاقة بقطاعات أخرى، وتتطلب وقتا ونفسا، مؤكدا على أن هذا الأمر لا يلغي أن الوزارة تضعها ضمن برنامج عملها.
وزير الصحة، الذي كان يتحدث بمقر جمعية “قطرة الحليب” خلال لقاء نظمته هذه الجمعية بتنسيق مع الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، تخليدا لليوم العالمي للمرضين، دعا أيضا إلى بذل مزيد من الجهد من أجل أنسنة فضاءات الاستقبال بالمؤسسات الصحية العمومية، ومنح الثقة للمواطنين والحرص على شفافية مسطرة الانتظار في مسارات الفحص والعلاج. وشدّد الدكالي على أن وزارة الصحة تولي اهتماما كبيرا لمهنيي الصحة بكل فئاتهم، وخاصة منهم الممرضين والممرضات، بالقطاعين العام والخاص، الذين يقدمون مجموعة من الخدمات الجليلة، بما فيها الوقائية والعلاجية، ويمثلون نسبة 56 في المئة من مجموع مكونات الموارد البشرية بقطاع الصحة العمومية. وعبّر وزير الصحة عن اعتزازه الكبير بالممرضات والممرضين الذين يقومون بعمل جبار في أقاصي البلاد، خدمة للمواطنين، مبرزا أن الوزارة تولي اهتماما خاصة لتطوير كفاءات الممرضين والممرضات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تحسين جودة التعليم والتكوين لفائدة هذه الفئة يأتي ضمن أولويات المخطط الصحي 2025. وأكد الدكالي أن هناك سلسلة من المجهودات المبذولة للنهوض بأوضاع الممرضين والممرضات، مستحضرا ما قام به سلفه الوردي، مضيفا أن التوجه اليوم هو نحو تفعيل نظام الإجازة والماستر والدكتوراه الذي تم إقراره سنة 2013، إذ يبلغ عدد الطلبة الممرضين في سلك الإجازة حوالي 6450 طالبا يتم تكوينهم في 5 تخصصات تضم 21 محورا بمختلف معاهد المهن التمريضية.
من جهته أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، في كلمة افتتاحية لهذا اللقاء في دورته الخامسة، على أدوار الممرضات والممرضين في المنظومة الصحية، مشددا على ضرورة المساهمة الجماعية من أجل توفير الظروف المناسبة لممارسة مهنية سليمة. وشدد الدكتور عفيف على الدور الذي تقوم به مؤسسة جمعية “قطرة الحليب” من أجل إنقاذ المواليد الخدج، مبرزا أنها تعتبر ملاذا للكثير من المعوزين الذين يتوجهون إليها بحثا عن حاضنة حين تكون حاضنات المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد مشغولة من طرف خدّج آخرين، موضحا أن الطلب مرتفع مقارنة بالعرض، وهو ما يدعو إلى ضرورة التفكير والعمل على إحداث فروع للجمعية بأحياء أخرى على مستوى الجهة، لتقريب الحاضنات من المواطنين والمساهمة في إنقاذ عدد أكبر من المواليد الخدج، وهو ما تفاعل معه وزير الصحة إيجابيا، إذ عبّر عن استعداده للمساهمة فيه والبحث عن السبل والشراكات الكفيلة بتحقيق هذه الغاية.
بدوره شدّد الدكتور مولاي هشام عفيف، مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، على التكامل بين مهنيي الصحة والمجهودات الجبارة التي يتم بذلها من أجل خدمة المريض، مؤكدا أنه لا علاجات بدون ممرضات وممرضين الذين هم ركيزة أساسية فيها، لهذا يتكامل الطبيب والممرض في عملهما المهني. ودعا الدكتور هشام عفيف إلى الالتفات إلى الخدمات الإيجابية التي يقدمها المهنيون مستدلا على ذلك بالمركز الاستشفائي الجامعي، في ظل تعدد الإكراهات وارتفاع الطلب على مرافقه، مبرزا أن خدمة المريض هي الأولوية التي يسعى المهنيون لترجمتها، منبها في نفس الوقت إلى أنه يجب استيعاب ثقافة الاستعجال، بالنظر إلى رغبة المواطنين في الاستفادة من الخدمات العلاجية بشكل سريع، والحال أنه تكون هناك حالات أكثر استعجالا وحدهم مهنيو الصحة القادرون على تصنيفها كحالة استعجالية من عدمه.
الدكتور العلمي عبد اللطيف مدير جمعية “قطرة الحليب”، أوضح أن الجمعية التي تم إحداثها منذ أكثر من 100 سنة، وتتوفر على المنفعة العامة، تتمكن بفضل مهنيي الصحة وعلى رأسهم الممرضون والممرضات من علاج حوالي 1000 من المواليد الخدج الذي يلجون مقرها، والذين يكونون في وضعية صعبة، يعانون من صعوبات في التنفس ويحتاجون للإنعاش وغيرها من التدخلات الطبية. وأكد الدكتور العلمي أن الجمعية تهتم بالخدج أو بحديثي الولادة الذي يعانون من تشوهات خلقية أو أمراض تعفنية يكونون معها في حاجة إلى العلاج، وبأنها تبذل مجهودات كبيرة لإنقاذهم، مشيرا إلى أنه كل سنة يتم تسجيل حوالي 40 وفاة في صفوف هؤلاء المواليد، في حين يتم إنقاذ عدد كبير، مبرزا أن هناك خصاصا كبيرا في الحاضنات نظرا لأن حوالي 3 آلاف مولود خديج قد لا يجد حاضنة لإنقاذه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/05/2019

أخبار مرتبطة

بمشاركة 1500 عارض من 70 بلدا تتقدمهم إسبانيا كضيف شرف   انطلقت أمس بساحة صهريج السواني بمكناس فعاليات دورة 2024

يرى خالد السراج، عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة، أن ما تم تحقيقه اليوم بالنسبة للمسار التكويني الممهد لممارسة مهنة الطب،

بكثير من الانشغال، عبّر الأستاذ سعيد المتوكل، وهو يلتقي «الاتحاد الاشتراكي» حين إنجاز هذا الملف، عما يؤرق باله ويختلج صدره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *