الذكرى 38 لاستشهاد المناضل محمد كرينة

حلت أمس الذكرى 38 لاستشهاد المناضل محمد كرينة، الذي فارق الحياة يوم الثلاثاء 24 أبريل 1979، إثر تعرضه لآثار الانتهاك والتعذيب داخل الزنزانة بعد اعتقاله في اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني الذي دعت له المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل .
ويعتبر محمد كرينة من أبناء الشبيبة الاتحادية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكان مناضلا صمودا ومعطاء ومثابرا، يحمل آمالا وأحلاما، مثابرا في الدراسة ولا يتهاون في تأدية رسالة النضال، شابا متيقظا ومتقدا، سابقا لعصره في ذكائه وتفكيره ومسؤولا في أسرته وحزبه، ومرتبطا بهموم الشعب المغربي.
تعرض محمد كرينة لاعتداء إجرامي بتاريخ 29 ماي 1977 بقرية تكوين ليؤدي أول ضريبة للنضال، لكنه لم يتوقف، واصل النضال في مسيرته الطويلة وازداد عزيمة، فسبر أغوار القوات الشعبية،عن كثب و بشكل مباشر، ليتناول الكلمة باسم الشبيبة الاتحادية في التجمع العام المنعقد بالمقر الإقليمي للحزب بأكادير بمناسبة يوم الأرض في 30 مارس 1979، غير أن أصحاب الحال لم يهدأ لهم بال، فخططوا للاختطاف والاعتقال، هاجموا ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء لينفذوا الاختطاف منتهكين حرمة المؤسسة في 17 أبريل 1979 ليؤدي الضريبة الإضافية للنضال مرة أخرى لإيمانه، ككل شباب اليسار المغربي، بعدالة القضية وعشقه للحرية وإيمانه بالديمقراطية.
عرض محمد كرينة أمام المحكمة يوم الاثنين 23 أبريل 1979، حيث جيء به محمولا على أكتاف بعض رفاقه مما دفع هيئة الدفاع إلى التماس إحالته بشكل استعجالي على أحد المستشفيات وإجراء خبرة طبية،غير أن المحكمة رفضت ذلك وأصرت على إحالته على طبيب السجن فقط، مع إرجاء موضوع الخبرة وضم البت فيها إلى يوم النظر في الجوهر يوم 30 أبريل 1979، ورغم معاينة وكيل الملك لآثار الانتهاك والتعذيب وعجز المعتقل ووضعه الصحي المتدهور إلا أن ذلك لم يشفع له، فتمت إحالته على السجن، وبعد أن ساءت حالته الصحية أكثر، اضطر مدير السجن بعد إذن وكيل الملك إلى إحالة محمد كرينة إلى المستشفى، وذلك يوم الثلاثاء 24 ابريل 1979، لكن بعد فوات الأوان، إذ سيلفظ أنفاسه مساء ذلك اليوم عند الساعة التاسعة وخمس دقائق.
شيع جثمان الشهيد محمد كرينة يوم السبت 28 أبريل 1979 انطلاقا من مستشفى الحسن الثاني بأكادير، حيث أقيمت صلاة الغائب بمسجد لبنان في الساعة الواحدة بعد الزوال.


بتاريخ : 25/04/2017