الراوية والحكاءة نزهة الأكحل: شوفي مسافرة زادها الخيال

حكاءة، راقصة، مغنية، سفيرة… بعفوية وإبداع يجعل من كل الحواس جسرا الى روح وعقل المتلقي، تنقلك نزهة الاكحل شوفي الى عوالم الحكاية، التي تجمعها بها قصة عشق قديمة.. حكايات الجدات وأغاني المهد التي شكلت خزانا ثريا صقل مواهب الكثير من المبدعين، كتابا وفنانين، حاولوا محاكاة هذه العوالم كل حسب رؤيته الإبداعية.
نزهة الأكحل الشوفي من فضاء التدريس المغلق بالمغرب ، الى رحابة الحكي والسفر في الذاكرة …رحلة توجها اختيار شخصي واع بما للحكاية من إمكانات للمصالحة مع التراث والتلاقح بين ثقافات الشعوب.
كانت البدايات من لقاء ثقافي بباريس قرأت خلاله قصة للجمهور ، الذي لمس طريقة خاصة في الحكي وتجاوب معها، قبل أن تقرر اختراق هذا العالم السحري ، فاتجهت الى صقل موهبتها عبر العودة الى التراث، بهدف مصالحة الجمهور خاصة المغربي مع الماضي والحاضر لنقله الى المستقبل. لهذا قررت تدوين هذه التجارب الشفوية خوفا من أن يطالها النسيان بتعاون مع دار نشر « أفريك أوريون» في كتاب « رزينة السلطانة الحكيمة» الذي توج بجائزة بجائزة الأطلس الكبير للأدب في نسختها 23 في 2016 في صنف أدب الشباب، لتواصل تدوين هذا الموروث في كتب أخرى نذكر منها : «صيام الغول»، «la guerre des batatas»، pimousse la poule rousse «….
كل الجسد منذور للحكاية : ليست الشفتان هما أداة الحكي: اليد ، العين ، الإيقاع، موسيقى الجسد، إذ تعتبر نزهة أن هناك ممرات في القصة لا تحتاج الى الحكي المباشر بالكلمات، لكنها تحتاج الى أشكال تعبيرية أخرى تصل بسرعة الى المتلقي خاصة الجمهور المغربي المتذوق للموسيقى، والتي تعطي للحكاية شكلا آخر منفتحا على السفر وتلك قوتها ، خصوصا مع الجيل الجديد الذي يفتقر الى التركيز الجيد ، لذا يجب فتح المجال للقصة والحكاية، عبر هذه الاشكال التعبيرية الأخرى لتسهيل الاستيعاب في ظل غزو التكنولوجيات، وهذه المهمة لا تقصرها على الأطفال فقط بل تحاول أن توصلها الى الأمهات اللواتي كن الى عهد قريب حاملات هذا الموروث وأمينات سره .
ترى نزهة الأكحل التي سافرت كثيراواحتكت بثقافات عديدة، أن الحكاية عالمية لأنها تسافر وترفُد من عدة ثقافات محلية وهذا مصدر غنى في التراث الشفوي، مؤكدة أن هناك أحيانا أكثر من 2000 طريقة لسرد نفس الحكاية باختلاف المناطق والدول، وهذا ما يخلص إليه كل باحث في التراث الشفوي. هناك حكايات تتشابه من جورجيا الى تركيا الى ألمانيا الى المغرب. وحينما تبدأ ساعة الحكي، يضيف كل راوٍ بهاراته المحلية على الحكاية الأصل، ناقلا معه عادات وأنماط عيش تتسرب الى المتلقي من نوافذ تفاصيل الحكاية .
شاركت نزهة الأكحل شوفي في عدة مهرجانات وطنية ودولية كمهرجان: أصوات صديقة بفرنسا وبإسبانيا، مهرجان حكايات بجزر بالكيبيك ،المكتبات الوسائطية الفرنسية، متحف جاك شيراك واستضيفت بمعهد العالم العربي بباريس، وبالمعاهد الفرنسية بالمغرب، لكنها تصر في كل عرض على تقديم المغرب قبل الحكاية وفي الحكاية وعبر الحكاية.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 17/10/2018