السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية (ف د ش) والمديرية الاقليمية للتعليم بسيدي بنور يتدارسان: الخصاص المهول في الموارد البشرية و البنيات التحتية و التجهيزات

احتضنت قاعة الاجتماعات بالمديرية الاقليمية للتعليم بسيدي بنور يوم 9 أكتوبر الجاري، لقاء بين أعضاء مكتب السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية (فد ش) بسيدي بنور و المدير الاقليمي ذ. كريم العجان بحضور رئيسة مصلحة الموارد البشرية سهام بنقرباش و رئيس مصلحة الشراكات و المنازعات القانونية محمد كودو ، تدارس الطرفان من خلاله أوضاع الادارة التربوية على مستوى اقليم سيدي بنور .
ويأتي هذا اللقاء التربوي التواصلي الذي تم بتشاور بين الجانبين في ظل الإكراهات والصعوبات المتعددة التي تواجه الدخول المدرسي الحالي، وما تعانيه منظومة التربية والتكوين من اختلالات بنوية تتزايد مؤشراتها سنة بعد سنة وعلى رأسها معضلة الخصاص المهول في الموارد البشرية و البنيات التحتية و التجهيزات و غيرها من المجالات ، حيث وجد المسؤولون في السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، في الاجتماع المشار إليه فرصة سانحة لطرح مجموعة من القضايا التي تهم الجانب التربوي و الاداري و المالي. وبصفة عامة القضايا التي تعاني منها الادارة التربوية ، وتؤثر بشكل سلبي على الحياة المدرسية بإقليم سيدي بنور و تدارس كل القضايا والمشاكل أمام المسؤول الاقليمي على قطاع التعليم في اطار يطبعه الانخراط الجاد و المسؤول قصد تذليل الصعاب و المساهمة في استقرار الوضع التعليمي بالإقليم.
المنسق الاقليمي و نيابة عن اعضاء مكتب السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية ،أفاد أن علاقة المكتب مع ادارة المديرية مبنية على التفاهم و التعاون و الاحترام المتبادل همه الوحيد هو حل مشاكل الادارة التربوية و المساهمة الفعالة في الرقي بقطاع التعليم بالإقليم وحماية المدرسة العمومية ، و ان المكتب شكل و لازال قوة اقتراحية في تخطي العديد من الصعاب و تجاوز للمشاكل التي قد تظهر بهذه المؤسسة او تلك،و تماشيا مع ما تم ذكره تقدم المنسق الاقليمي بمشروع جدول أعمال تمت الموافقة عليه و يتضمن ثلاثة محاور رئيسية أولها تقييم الدخول المدرسي الحالي بالاقليم و ثانيها الموارد البشرية و التجهيزات و البنيات التحتية و ثالثها العلاقات بين الادارة التربوية و مصالح المديرية الاقليمية من جهة و بين المفتشية التربوية و باقي الشركاء من جهة اخرى … و هكذا يقول المنسق الاقليمي فقد شكل الدخول المدرسي الحالي ضغطا كبيرا على الادارة التربوية من حيث تأهيل فضاءات المؤسسة و تسجيل التلاميذ و استقبالهم رفقة مرتفقيهم و ما شكلته عملية تيسير و كذا عملية مليون محفظة، ناهيك عن الجانب الاداري و التربوي المتعلق بهيئة التدريس و ما يواكب ذلك من اجراءات قصد تحقيق الاستقرار النفسي و الاجتماعي … و استمرارا في طرح القضايا الآنية تم التطرق الى مشكل قلة الموارد البشرية في الجانب الاداري، حيث سجل خصاص كبير في الادارة التربوية و هيئة الحراسة العامة و المساعدين الاداريين و التقنيين … كما تم طرح الخصاص المهول في الموارد البشرية العاملة بالمديرية الاقليمية بما ينعكس سلبا على المردود المنشود منها اتجاه زائريها بصفة عامة، كما تمت الاشارة الى مشكل التجهيزات بكل انواعها و مواد النظافة بالإضافة الى جانب الاطعام المدرسي و ما تعرفه مجموعة من المؤسسات من هشاشة في البنيات التحتية و غياب الربط بشبكة الماء و الكهرباء و شبكة الانترنيت مع تحيين المعطيات بكل من ESEIZو GRESA مشيرا الى الوضع المقلق لمجاري الصرف الصحي و موضوع البناء المفكك و الخصاص الذي تعرفه بعض المؤسسات في قاعات الدرس و ايضا ما يتعلق بالتعويضات الجزافية، و عقد دورات تكوينية … و استنادا الى جدول الاعمال شدد اعضاء مكتب السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية من خلال تدخلاتهم على أهمية تفعيل المذكرات الوزارية التي تروم الى تنظيم العلاقة ما بين الادارة التربوية و المديرية الاقليمية والمصالح بها ، بما سيوضح و يحدد المسؤوليات و الواجبات و يساهم في فض مجموعة من النزاعات و التصدي الى المشاكل بشكل تشاركي بما يؤدي لا محالة الى تجاوزها و تقاسم المسؤوليات في شأنها حماية للحقوق و صونا للمكتسبات التي ناضل من اجلها نساء و رجال التعليم و أيضا حماية للمؤسسة العمومية بكل مكوناتها …
المدير الاقليمي أكد في كلمته على الدور الذي تلعبه الادارة التربوية في الرقي بقطاع التعليم ، و ان اللقاء مناسبة لتجسيد مجال الاشتغال بطريقة تشاركية يكون من شأنها التغلب على مجموعة من المشاكل خصوصا في الجانب الاداري، موضحا أن المشكل الحقيقي المقلق مرتبط اساسا بجانب التواصل، مؤكدا أن أبواب المديرية ستظل مفتوحة أمام رؤساء المؤسسات التعليمية و ممثليهم لدراسة الحالات و العمل على ايجاد الحلول المناسبة لها ، و ردا على تساؤلات اعضاء السكرتارية الاقليمية للادارة التربوية وعد المدير بالعمل على حل مشكل التعويضات الجزافية في القريب العاجل و فيما يخص التجهيزات أفاد أنه تمت برمجة عدد مهم من المؤسسات التي ستستفيد هذه السنة من تجهيزات اعلامياتية ( حواسب – ناسخات – طابعات – السكانير …) و عن مواد النظافة اخبر أنه سيتم تزويد المؤسسات قريبا بما يلزم ،أما فيما يتعلق بالبناء المفكك و صيانة المباني و المرافق و وضعية بعض المؤسسات التي ليست في المستوى أو تلك التي هي في حاجة الى تقسيم… أفاد المدير الإقليمي أن عملية التخلص من المفكك مستمرة وفق برنامج تم تسطيره لهذا الغرض و نظرا لتعدد المهام الملقاة على عاتق الادارة التربوية ،أكد المدير الاقليمي على الدور الذي تلعبه التجهيزات بصفة عامة بما يدفع الى توفير الطاولات و الوسائل الديدكتيكية بصفة عامة و كذا كل ما يتعلق بالجانب المعلوماتي، حيث سيتم قريبا دعم الادارة التربوية بالعدة المعلوماتية اللازمة و الجيدة ، و لذلك يقول المدير الاقليمي أن هذا العمل يندرج في اطار الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 وخاصة المشروع المندمج المتعلق بتطوير استعمالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم والمشروع المندمج الخاص بتقوية نظام المعلومات للتربية والتكوين .
موضوع آخر أخذ حيزا زمنيا مهما من النقاش نظرا لأهميته و يتعلق الأمر بمجال الخدمات (حراس الامن – النظافة – الطبخ ) حيث تم الخوض فيه بشكل مستفيض لما قد تحدثه من تغيير ايجابي على فضاءات المؤسسات التعليمية و المجال البيئي في النظافة و الحراسة … و عن علاقة الادارة التربوية بالمفتشين اقترح أعضاء السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية ( ف د ش ) بسيدي بنور عقد لقاء يضم نقابة المفتشين و المديرية الاقليمية و السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية (فد ش) قصد التواصل من جهة و تسطير برنامج عمل سنوي ينصب في صالح المؤسسات التعليمية بالإقليم من جهة أخرى الأمر الذي ثمنه المدير الاقليمي .
في ختام اللقاء التربوي التواصلي ثمن المدير الاقليمي إيجابية الاجتماع وروح الصراحة والشفافية التي طبعت مداخلات الحاضرين، كما عبر عن تفهمه لكل القضايا والمطالب المطروحة من طرف السكرتارية الاقليمية للإدارة التربوية (فد ش) وأكد على مواصلته لنفس النهج في الاعتماد على المقاربة التشاركية مع الفرقاء الاجتماعيين في تدبير شؤون قطاع التعليم لما فيه مصلحة الجميع.


الكاتب : أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 17/10/2019