السيدة الأولى بدولة النيجر تدعو من مراكش إلى الاعتراف بالدور الهام الذي تضطلع به المرأة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

دعت السيدة الأولى بدولة النيجر ورئيسة مؤسسة «غوري لحياة أفضل» السيدة عيساتا إيسوفو، بمراكش، إلى ضرورة الاعتراف بالدور الهام الذي تضطلع به المرأة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت في كلمة خلال أشغال المنتدى الثاني «النساء والفلاحة في إفريقيا»، (أوا 2018) المنظم ما بين 8 و10 ماي الجاري، إنه «يوجد حاليا قرابة 240 مليون شخص يعانون من سوء التغذية بالقارة الإفريقية، وإذا أردنا ضمان الأمن الغذائي والتغذية للمواطنين الأفارقة، فيجب الاعتراف بالدور الهام الذي تلعبه المرأة لتحقيق الأهداف ذات الأولوية للتنمية المستدامة».
وأبرزت السيدة الأولى بالنيجر، استنادا إلى تقارير نشرتها منظمة الأغذية والزراعة، أنه إذا ما توفرت نفس الفرصة للفلاحات الإفريقيات للاستفادة من الإمكانات المتاحة للرجال، فباستطاعتهن الرفع من المردودية بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 في المائة، والرفع من الإنتاجية الفلاحية بالبلدان النامية بنسبة تتراوح ما بين 5ر2 و4 في المائة والتقليص من معدل الأشخاص الذين يعانون من المجاعة بنسبة تتراوح ما بين 12 و 17 في المائة.
وعبرت إيسوفو، الراعية للمنتدى، عن ارتياحها للوعي الجماعي الذي أضحى يتكرس لدى المسؤولين الأفارقة بضرورة وضع النساء في صلب الاستراتيجيات التنموية، مبرزة البرامج والسياسات والاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى ضمان الاستقلالية الاقتصادية للمرأة القروية بالنيجر.
كما أكدت إيسوفو، على أن النهوض بأوضاع المرأة وضمان استقلاليتها يوجد حاليا في صلب كل المشاريع لتمكينها من المشاركة العادلة والنشيطة في جميع الأنشطة الاقتصادية.
أكدت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، السيدة نديرة الكرماعي، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن تنمية القارة الإفريقية لن تتأتى إلا من خلال إدماج النساء والفتيات في كل مناحي التنمية.
وأضافت في كلمة خلال المنتدى الثاني» النساء والفلاحة في إفريقيا»، (أوا 2018) المنظم ما بين 8 و10 ماي الجاري، أن الولوج، بكيفية عادلة، إلى الموارد والخدمات الصحية للقرب والتمدرس يعد مطلبا حقيقيا من شأنه تشجيع إدماج وتثمين دور المرأة، مؤكدة على ضرورة إدراج المبادئ والسياسات الملائمة بخصوص المساواة والعدالة بين الجنسين في جميع مراحل التنمية.
وقالت الكرماعي، إن الحكومات الإفريقية مدعوة إلى العمل في هذا الإطار لتمكين النساء الإفريقيات من العيش بكرامة واحترام، ويتبوأن المكانة التي يستحقنها في المجتمع.
وبعد أن أبرزت الدور الذي تلعبه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها مشروعا مجتمعيا يهدف إلى تقليص الفقر والهشاشة، ومحاربة الإقصاء الاجتماعي بالمغرب، أكدت السيدة الكرماعي، أنه بفضل تعبئة وانخراط جميع الفاعلين المعنيين، استطاعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إنجاز أزيد من 44 ألف مشروع ضمنها 50 في المائة بالعالم القروي استفاد منها 4ر10 مليون شخص ضمنهم أزيد من 5ر4 مليون امرأة.
وبخصوص الاستقلالية الاقتصادية للمرأة، أوضحت السيدة الكرماعي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت من إنجاز 7100 مشروع مدر للدخل وموفر لفرص الشغل ضمنها 5200 مشروع فلاحي لفائدة حوالي 60 ألف امرأة.
أما رئيسة منظمة «لنثق في إفريقيا» (بيليف إين أفريكا)، السيدة أنجيل بي.كويمو، فأوضحت، من جهتها، أن الهدف من هذا المنتدى هو تثمين الدور الهام الذي تضطلع به المرأة الإفريقية في النهوض وتغيير القارة الإفريقية وتطوير الفلاحة بإفريقيا، مؤكدة، على أهمية الإنتاج الفلاحي في ضمان الأمن الغذائي والاستقرار والسلم الاجتماعي بإفريقيا.
وبعد أن لاحظت أن 60 في المائة من الأنشطة الفلاحية بإفريقيا تقوم بها النساء، دعت السيدة أنجيل إلى ضرورة الانخراط الجماعي للنساء من أجل صيانة كرامتهن وضمان ولوجهن إلى التمويلات وبالتالي استقلالهن اقتصاديا واندماجهن.
أما رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب (أفيم) فرع مراكش-آسفي بديعة بيطار، فدعت من جهتها، جميع النساء رئيسات المقاولات الإفريقيات إلى ضرورة إرساء تبادل بناء وخلق تعاون مشترك من أحل مستقبل إفريقيا، مبرزة أهمية خلق جسر للتعاون والتواصل بين الجمعيات والتعاونيات الإفريقية من أجل تثمين وتحسين المنتوجات المجالية بالمغرب وإفريقيا، وإحداث علامات تجارية خاصة بهذه المنتوجات.
وينظم هذا المنتدى، الذي يعرف مشاركة عدد هام من رئيسات المقاولات يمثلن عددا من البلدان الإفريقية، بمبادرة من منظمة «لنثق في إفريقيا» (بليف إن أفريكا) وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمنظمة الأمريكية للتنمية الإفريقية ومؤسسة «ايليوم كابتال».
ويعتبر منتدى»النساء والفلاحة بإفريقيا»، الذي يتميز بمشاركة عدة جمعيات وتعاونيات نسائية من المغرب وإفريقيا يعرضن منتوجاتهن المجالية، بمثابة مبادرة متجددة تهدف إلى خلق شبكة تنبني على التبادل بين شخيصات مرموقة ومقاولات إنتاجية صغرى تعمل في مجالات الفلاحة وتربية المواشي والصيد وتربية النحل والصناعة التحويلية والمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية.
ويروم هذا المنتدى إلى تسريع وتيرة استقلالية النساء اقتصاديا في المجال الفلاحي خاصة بالمناطق القروية وتحسين إنتاجيتهن وتنافسيتهن، فلضا عن كونه يشكل أرضية لتبادل التجارب الناجحة وعرض المبادرات الملموسة وإرساء خارطة طريق بغية تعبئة الموارد، وإنعاش التكوين وعقلنة القدرات الإنتاجية وتحويل وترويج المنتوجات الفلاحية.


بتاريخ : 12/05/2018