الشاعر بشير البكر يحصي « آخر الجنود»

صدر حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا، المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر السوري بشير البكر، بعنوان “آخر الجنود”.
في سابعِ مجموعاته الشعرية يشيد الشاعر بشير البكر مدنا من الخراب، يرتب الأنقاض بقصائد مؤلمة، وذاكرة تعج بأصوات القنابل والانفجارات، كأن كل نهاية دمار، وما يأتي لاحقا هو عدم ولا شيء، فالمنافي الباردة، تزيد من الألم وتُعمق الجراح البعيدة. هنا تبدو العتبتان اللّتان استهل بهما الشاعر كتابه، بخلفيتِهما السوداء وبياضهما المؤلم، مهمتَيْن للمضي في رصد أنطولوجيا الحرب ومآسيها؛ وسيرة آخر الجنود.
يكتبُ البكر:
“الألمُ ذلك الشيءُ/ الذي لا يُسبِّبهُ أحد…” ويضيف: “ما عدا القنابلَ/ والأطلالَ/ والدمعةَ في العين/ لا شيءَ/ أيتها البلاد”.
في “آخر الجنود” ستتلاحق الصور الممزقة، وتمتزج بيوميات غريب في بلاد آمنة، فتصعد غيوم دخان من فنجان القهوة، ومن كأس البيرة تصعدُ فقاعات غرقى، ستطفو الذكريات كجثث فوقَ سطح البحر.
هكذا، يصبح تدوين الكوابيس وتسجيل المنامات عملا يوميا، يحدث كأي شيء يومي في دورة الحياة. هل ستكونُ الكتابة منجاة؟ أم هي عكس ذلك، حتّى وإن ارتبطت بالتفاصيلِ العادية، لرجلٍ ضائع ما بين الجمر والرماد، رجل تحيط ببيته أشجار الحدائق في لندن، بينما تتسلل إلى غرفة نومه رائحة شجرة من الغوطة في الخريف.


بتاريخ : 22/02/2020