الصين والدول الافريقية تتفق على تعزيز الحوار الجماعي وتوسيع آفاق التنمية بالقارة الافريقية

دعا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الثلاثاء ببكين، إلى تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي لرفع التحديات التي تواجه القارة، كالإرهاب العابر للحدود والهجرة والجريمة المنظمة والتغيرات المناخية.
وأكد العثماني في كلمة ألقاها في أشغال القمة الثالثة لمنتدى التعاون الإفريقي – الصيني، أنه بالرغم من هذه التحديات التي تواجه القارة الافريقية، إلا أنه يمكن التغلب عليها «بفضل عزيمة القارة ودعم وإسناد شركائها الصادقين»، مشيرا إلى أن النظام الدولي يمر بتغييرات عميقة سواء من حيث الأطراف المؤثرة فيه أو وسائل تدبيره.
ولفت رئيس الحكومة أنه رغم انخراط إفريقيا منذ عقود وبشكل طوعي في مجموعة مهمة من منتديات التعاون الثنائية والقارية، إلا أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي تبقى له مكانته الخاصة، مبرزا أن قمة بكين «ستعطي دفعة قوية للعلاقات، مستندة في ذلك إلى رصيد جيد من التعاون والاحترام المتبادل، وإلى إرادة والتزام الدول الأعضاء بتعزيزها والارتقاء بها».
وأكد رئيس الحكومة، في السياق ذاته، أن « المملكة المغربية، العضو النشط والمسؤول في هذا المنتدى والملتزم بقضايا القارة الإفريقية، والتواق إلى نظام اقتصادي أكثر عدلا وتوازنا، لتعرب عن ارتياحها للتقدم الحاصل في تنفيذ ومتابعة مخطط العمل ما بين 2016 و2018».
وأعرب العثماني عن تقدير المملكة المغربية الخالص لجمهورية الصين الشعبية، على حرصها لجعل هذا المنتدى متفردا ومتميزا من حيث فلسفته وطرق تدبيره، وآلياته وأهدافه وتوجهاته، أو من حيث طبيعة مخرجاته، واصفا المنتدى بمثابة «منصة للتبادل وللحوار وللتعاون المتميز وإطار فعال لإثراء المقومات الاستراتيجية للعلاقات الإفريقية الصينية وتوسيع آفاق التعاون العملي بين الجانبين».
كما وجه رئيس الحكومة الشكر للرئيس الصيني على مبادراته الثمانية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي المهم، في الاستثمار والدعم للتنمية في إفريقيا، والتي أعلن عنها في خطابه الافتتاحي للقمة، معتبرا أن هذه المبادرة أعطت للتعاون الصيني الإفريقي بعدا عمليا وتنمويا.
يشار إلى أن العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية شهدت تناميا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، جعلت الصين تتبوأ المركز الثالث ضمن قائمة الم صدرين الأساسيين للمملكة، إذ ارتفعت المبادلات التجارية الثنائية بنسبة 50 في المائة خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
كما استثمرت الصين، مند بضع سنوات، في عدد مهم من المشاريع بالمغرب، ما بوأ المملكة المرتبة الثانية من حيث جلب الاستثمارات الصينية بإفريقيا.
واتفقت الصين والدول الافريقية على تعزيز الحوار الجماعي والعمل معا نحو بناء مجتمع مصير مشترك ،وتوسيع آفاق التنمية بالقارة الافريقية .
وجاء في إعلان بكين، الذي اعتمدته قمة منتدى التعاون الصيني – الافريقي، الثلاثاء، بان الصين والدولة الافريقية اتفقت على «تعزيز الحوار الجماعي وتعزيز الصداقة التقليدية وتعميق التعاون العملي والعمل معا نحو بناء مجتمع مصير مشترك أقوى» .
ووصف الاعلان افريقيا بأنها «مشاركة مهمة في مبادرة الحزام والطريق، وان التعاون الصيني – الافريقي في إطار المبادرة سيولد المزيد من الموارد والسبل وسيوسع السوق والمجال أمام التنمية الافريقية وسيوسع آفاق التنمية بالقارة».
وأكد ان الدول الافريقية تدعم استضافة الصين لمنتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي في عام 2019 ،مشيرا الى ان الجانبين أشادا بدور المنتدى ،خلال الـ 18 عاما الماضية، لدوره في تعزيز العلاقات الصينية – الافريقية.
وأضاف أن الصين والدول الافريقية تدعمان بقوة التعددية وتعارضان كافة أشكال الأحادية والحمائية،وان الصين تدعم إحراز تقدم في تطوير منطقة التجارة الحرة بالقارة الافريقية، وسوق النقل الجوي الافريقي الموحد،
وحث الاعلان الدول المتقدمة على احترام تعهداتها الرسمية بتقديم مساعدات تنموية للدول النامية، وخاصة للدول الافريقية، بشكل كامل وفي الوقت المناسب.
وتعهدت الصين، بحسب الوثيقة، «بمواصلة تعزيز التضامن والتعاون مع الدول الافريقية في التمسك بمبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية ومبدأ التمسك بالعدالة والسعي إلى تحقيق مصالح مشتركة «.
وعن التعاون في مكافحة الفساد، أكد الاعلان ان الصين والدول الافريقية ترحب بإطلاق عام مكافحة الفساد الافريقي وتعهدت باستغلال الفرصة لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة بشكل مشترك.
وبخصوص مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، دعا الإعلان الدول المتقدمة إلى احترام تعهداتها، ودعم الدول الافريقية بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، مشيرا الى ان الصين ستعمل مع افريقيا لمكافحة الاتجار غير المشروع في الحياة البرية.
وأكد ان الصين والدول الافريقية ترحب بالسنغال في الرئاسة المشتركة لمنتدى التعاون الصيني- الافريقي المقبل،مشيرا الى ان المؤتمر الوزاري الثامن للمنتدى سيعقد في السنغال في عام 2021.
وأشار الاعلان الى ان الصين ستواصل، التزاما بمبدأ التعاون القائم على المنفعة المتبادلة والربح للجميع، المساعدة في تعزيز قدرات الانتاج الافريقية في القطاع الثانوي وقطاع الخدمات، وتعزيز تحول وتحديث التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا مع التركيز على تحسين النمو المدفوع داخليا في افريقيا لتقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام.
وفي ختام قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ ،في مؤتمر صحفي،ان إعلان بكين بلور التوافق بين الصين وافريقيا بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، ووجه للعالم إشارة قوية على أن الجانبين يمضيان قدما يدا في يد.
وأضاف شي أن القمة تبنت خطة عمل بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي (2019 – 2021) لتأكيد أن الصين وافريقيا ستعززان بشكل شامل التعاون البراجماتي بتركيز على تنفيذ المبادرات الكبرى.
وأوضح أن أعضاء المنتدى قرروا بالاجماع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وافريقيا «يتولى المسؤولية المشتركة، ويسعى وراء التعاون المربح للطرفين، ويقدم السعادة للجميع، ويتمتع بازدهار ثقافي مشترك، ويضمن الأمن المشترك، ويعزز التناغم بين الانسان والطبيعة، ما سيضع نموذجا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية».
وعبرالرئيس الصيني عن استعداد بلاده والدول الافريقية لتعزيز الدمج بين الاستراتيجيات وتنسيق السياسات، والمضي قدما نحو تنمية مشتركة للحزام والطريق، والربط الوثيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة واستراتيجيات التنمية للدول الافريقية.
يذكر ان المغرب شارك في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي بوفد برئاسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويضم بالخصوص الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، السيد محسن الجزولي، وكاتب الدولة المكلف بالاستثمار عثمان الفردوس، بالإضافة إلى وفد من رجال الأعمال المغاربة يمثلون مختلف القطاعات.
وأعلنت مجموعة شركات صينية، تم تشكيلها من قبل اثنين من صانعي معدات توليد الطاقة في الصين ، فوزها بصفقة دولية لبناء محطة كهربائية في مصر تعمل بالفحم النظيف، الأولى من نوعها في إفريقيا بإجمالي استثمارات تناهز 4،4 مليار دولار.
وذكرت شركتا «دونغفانغ الكتريك» ومجموعة «شانغهاي للإلكترونيات»، في بيان اليوم الثلاثاء فوزهما بالصفقة وقالتها إنه تم توقيع اتفاق بهذا الشأن مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية في بكين على هامش القمة الثالثة لمنتدى التعاون الإفريقي الصيني.
وبمقتضى العقد ستتولى المجموعة الصينية بناء ست وحدات لتوليد الطاقة تعمل بالفحم، تقريبا خالية من الانبعاثات الملوثة، ستبلغ قدرة توليدها الإجمالية 6.6 جيغاوات.
ومن المتوقع بناء محطة توليد الكهرباء على بعد 800 كيلومتر من القاهرة، في غضون ست سنوات لتصبح أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في أفريقيا.
ونقل البيان عن تسو لي، رئيس مجلس إدارة شركة دونغفانغ الكتريك، قوله إن هذا العقد «يعد علامة بارزة بالنسبة لمصنعي معدات توليد الطاقة في الصين حيث يجلبون تكنولوجيا توليد الطاقة بالفحم النظيف إلى العالم لأول مرة».
وأعلن الرئيس السنغالي، ماكي سال، الثلاثاء، أن المنتدى المقبل حول التعاون الصيني – الإفريقي، سيعقد في عام 2021 بالسنغال.
وقال ماكي سال، في تغريدة عبر حسابه على موقع (تويتر) «تتشرف السنغال باستضافة القمة المقبلة لمنتدى التعاون الإفريقي- الصيني في عام 2021. وسيشكل هذا الموعد فرصة لتقييم خطة عمل بكين وتعزيز إرادتنا المشتركة لبناء مجتمع أقوى وأكثر تماسكا».
وأكد الرئيس السنغالي أنه «من خلال شخصي، فإن الشعب السنغالي هو الذي تم تكريمه»، معربا عن شكره للرئيس شي جين بينغ والشعب الصيني على «الاستقبال الحار» الذي تم تخصيصه له»، و»التنظيم المحكم» للمنتدى الصيني- الإفريقي.
الجديد».
وقال نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي ميكيلي غيراتشي ، الثلاثاء ، إن بلاده تتطلع إلى إمكانية القيام بمشاريع مشتركة بين المقاولات الإيطالية و الصينية في أفريقيا ضمن مبادرة الحزام والطريق، التي أعلن عنها الرئيس الصيني، شي جين بينغ قبل خمسة سنوات.
وقال غيراتشي، الذي يشارك في أشغال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الإفريقي – الصيني، التي انطلقت الاثنين ببكين، إنه ناقش هذا المقترح مع مسؤولين في العاصمة الصينية بكين على أمل تجسيده على أرض الواقع.
وتقوم إيطاليا بمبادرات مختلفة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين روما وبكين، آخرها زيارة وزير الاقتصاد الإيطالي للصين الأسبوع الماضي والزيارة التي يقوم بها حاليا نائب وزير التنمية. و تتمحورت النقاشات والمشاورات خلال القمة ،التي تتواصل على مدى يومين تحت شعار «الصين وإفريقيا.. نحو مجتمع أقوى بمصير مشترك عبر الشراكة المربحة للجميع»، حول عدة مواضيع أساسية، أهمها تجديد الدعوة لبناء مجتمع بمصير مشترك للصين والدول الإفريقية في إطار الشراكة المربحة والمصالح المشتركة، عبر إيجاد استراتيجية أقوى للتعاون ما بين الجانبين في ظل التحولات الدولية.


بتاريخ : 06/09/2018