العقاب البدني وآثاره السلبية على التلاميذ

يتخذ عقاب التلاميذ غالبا أسلوب الإيذاء والعنف، وهو واقع يلقي بظلال قائمة على حياة الطفل حاضره ومستقبله سواء في البيت أو في المدرسة أو في المدرسة أو في مكان آخر ، كما أنه يثير الكثير من المشاكل بين الاباء والمدرسين يؤدي في بعض الاحيان الى نتائج مؤسفة .

موضوع عميق ومتشعب، يصعب الالمام بكل جوانبه، إن لم نقل ببعضها، في مساهمة متواضعة كهاته، أملا في أن تفتح بعض جوانبه التي تتيح الخروج بتصور يولد الرغبة في البحث والاستزادة والالمام ببعض المعطيات التي تؤهل للإجابة عن قناعة وبكل جرأة وواقعية على كثير من التساؤلات التي تجري على لسان من له صلة بعالم الطفولة، وخصوصا حاملي رسالة التربية والتعليم، وهي تساؤلات متسلسلة يشد بعضها برقاب بعض ويمكن صياغتها على الشكل التالي : لماذا ؟ ومتى ؟ وكيف نعاقبهم ؟وهل للعقاب البدني أثار سلبية على حياة التلميذ في الحاضر والمستقبل ؟
يمكن القول انطلاقا من هذه التساؤلات أنه لا يمكن أن يعطى جواب قطعي شامل كوصفات طبية معينة لأمراض محددة، فنتصرف على هدية في كل الظروف والاحوال، ومع جميع الاطفال. ذلك أن لكل طفل خصوصيات ينفرد بها،تجعل منه شخصية قائمة بذاتها مختلفة عن قواعد المجتمعات الاخرى، وربما نجد هذا الاختلاف حتى في البيئة الواحدة والمجتمع الواحد، ولذلك نجد آراء وأفكار المنظرين والمهتمين بالموضوع، جاءت أحيانا مختلفة ومتباينة ولو أنها اتفقت مبدئيا على أن للعقاب البدني أثارا سلبية تؤثر في سلوك الطفل ونموه وطريقة معالجته للقضايا التي تصادفه في حاضره ومستقبله، فإنها اختلفت في مجملها من حيث الاباحة المعلقة على شروط دقيقة، ومن حيث المنع المحمول على النتائج السيئة التي تعصف بالفرد والمجتمع على حد السواء ويجب هنا التطرق الى بعض النقط الاساسية في موضوع العقاب البدني وما يقابله من ثواب وما ينجم عنه من تأثيرات.
فقد يكون الثواب هو كل ما يصدر عنا نحو الناشئ بقصد إدخال السرور والارتياح مثل عبارات الثناء والاعجاب في مقابل للعقاب الذي يفيد التأنيب أو الزجر ومعاملته بصورة من الغضب والسخط والتذمر والتقزز وإظهار علامات الانفعال السلبي،مما يولد في نفس التلاميذ الاحساس بالخطأ.
فاستعمال المدرسين لبعض الالقاب تلحق بضررا نفسيا بالتلميذ مثل «كسول – البليد – الحمار…»
فقد أثبتت البحوث النفسية أن التلاميذ الذين تمارس عليهم السلطة الاستبدادية من بعض المدرسين الذين يعتمدون الى أساليب القسر والاكراه وخنق الحريات الامر الذي تنمحي معه شخصيات المتعلمين فيتحينون الفرص لإفراغ طاقاتهم العدائية أو يميلون الى العدوانية فيما بينهم أو ضد المدرس .إن معظم علماء النفس والاجتماع والمربين والباحثين الاجتماعيين يكادون يتفقون على أن العقاب إدا تجاوز حده يصبح وسيلة قمع واستبداد وأنه قد أخفق دائما في تكوين وبناء شخصية متكاملة فحين يتخذ العقاب شكل اللامبالاة فيترك التلميذ في مؤخرة القسم ولا يكلف بأي نشاط مدرسي أو في حالة معاقبته عقابا بدنيا، فإننا لا ننتظر من هؤلاء التلاميذ سوى التمرد والغضب أو الانطواء الابدي يضاف الى صعوبة التعليم صعوبة أخرى تزيد من شدة الوطأة على المتعلمين وتقتل فيهم روح التفكير والاهتمام وتشييع الرهبة في قلوبهم فضلا على أنها تبعث عن الكراهية.
وقد يؤدي اللجوء الى العقاب الى الخوف والخوف يؤدي الى رد فعل دفاعي ثم يأتي العقاب وهكذا تظل الحلقة حامية «عقاب – خوف – رد فعل – عقاب – خوف – رد فعل…….»


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 05/12/2019