«القابلة» التي واجهت الأمطار والفيضان لتوليد امرأة حامل بنواحي الريش

إنقاذ الأرواح مهمة تقوم بها بشكل يومي وعلى مدار الساعة العديد من الممرضات في مختلف التخصصات، في مجال التخدير والإنعاش وغيره، داخل المؤسسات الصحية وأثناء القيام بعملية النقل الصحي، دون أن نغفل الدور المحوري للمولّدات، ليس فقط في المدن الكبرى وإنما في البوادي والجبال والمناطق النائية، التي يكون التنقل بين ثناياها أمرا ليس بالسهل في ظل ضعف البنية التحتية وقساوة الطقس، مما يعرض المواطنين عموما والنساء الحوامل خصوصا لكل الأخطار المحتملة.

خلال سنة 2019، تم تسجيل تدخل بطولي، قد لا يكون الأول ولن يكون الأخير كذلك، لكنه تدخل يستحق الاستحضار ونحن نستقبل سنة جديدة، تنويها وإشادة بالمتدخلة، ومن خلالها بالجسم الصحي عامة، أطباء وممرضين وأعوان كذلك، لأن لكل واحد دوره الإيجابي والبناء. ويتعلق الأمر بإلهام قاشاو، التي تبلغ من العمر 30 سنة، والتي التحقت بالعمل في 2014، هاته المولّدة وجدت نفسها تلبي نداء الواجب نهاية شهر غشت 2019، بعد توصل مدير مستشفى القرب بالريش بمكالمة هاتفية من طرف ممرض المركز الصحي بامزيزل الذي يبعد عنه بحوالي 35 كيلومترا، على إثر تسجيل فيضانات شهدتها المنطقة بعد ارتفاع منسوب مياه واد تماكورت الذي يربط هذه المنطقة بالريش، بفعل غزارة التساقطات، مما أدى إلى انقطاع الطريق المؤدية إلى أقرب مستشفى.
الممرض بالمركز الصحي الذي لا يتوفر على مولدة، وجد نفسه أمام سيدة تبلغ من العمر حوالي 35 سنة، في وضعية حمل مقبلة على الوضع وتعاني من نزيف، وليس هناك من يمكنه تقديم المساعدة لها، وأضحت حياتها في خطر بسبب انقطاع الطريق وغزارة الأمطار، استنجد بمدير المستشفى الذي انتقل على رفقة المولدة على متن سيارة إسعاف يسوقها أحد الأعوان، بعد أن ربط الاتصال بالسلطات المحلية وبمسؤولي سرية الدرك الملكي من اجل تكثيف الجهود، وتمكنت سيارة الإسعاف بالفعل من الوصول إلى وجهتها، في ظل الصعوبات على مستوى البنية التحتية وتلك التي تسببت فيها العوامل المناخية، حيث باشرت المولدة عملية التوليد وتمكنت من إخراج الجنين بنجاح في ولادة هي الثانية من نوعها بالنسبة للمرأة الحامل، وإنقاذ حياة الأم، التي تمكنت من رؤية مولودها الثاني واحتضنته إلى أن تم نقلهما لاحقا إلى مستشفى القرب الريش.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/01/2020