«الكلام المرصع» يكشف صفحات وجوانب من مسارات الإعلامي محمد الصديق معنينو

أضاءت الحلقة الأخيرة من البرنامج التلفزيوني الحواري «الكلام المرصع»، التي تعده وتقدمه الإعلامية بشرى مازيه، لفائدة قناة «الأولى»، عن جوانب مهمة من «ذاكرة الإعلام والتلفزيون بالمغرب» من خلال إلقاء الضوء على بعض من مسارات أحد رجالات الإعلام المغاربة الذين بصموا بقوة هذا القطاع في العشريات الأخيرة من القرن الماضي.. وهو الكاتب الإعلامي المقتدر محمد الصديق معنينو، الذي تقلد، حينذاك، كثيرا من المهام والمسؤوليات المرتبطة بالقطاع، بدءا بمهمة محرر ومذيع بمؤسسة دار الإذاعة والتلفزة، مرورا بمهام رئيس التحرير، ثم مديرا لقسم الاخبار، ومديرا للتلفزة، ومديرا للاتصال بالوزارة إلى تكليفه بمهمة كاتبا عاما لوزارة الاتصال، بالإضافة لإشرافة على المناظرة الوطنية الأولى للإعلام والاتصال.. سنة 1993…
الحلقة، التي كانت نموذجية في كل شيء، سواء من حيث وزن الضيف (معنينو)، واختيارات محاوريه (عبد الحميد اجماهري، مدير نشر صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» وعثمان المنصوري، رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي)، بالإضافة إلى شهادات بعض رجالات الإعلام المغاربة، لامست وقاربت قضايا مهمة وحساسة في «جسد الإعلام المغرب»، كان بعضها قد شغلت بال الرأي العام الإعلامي والسياسي..، في زمن مضى من تاريخنا المغربي القريب، من قبيل وصاية وزارة الداخلية على قطاع الإعلام، في عهد وزير الداخلية الاسبق ادريس البصري، حيث كشف معنينو بالمناسبة عن بعض من الكواليس الخفية التي ارتبطت بهذا «الزواج القسري»، الذي كان غير مبارك من لدن جميع رجال الإعلام المغاربة، وأيضا كواليس تنظيم المناظرة الوطنية الأولى للإعلام بمشاركة ومساهمة أسماء إعلامية وطنية وازنة كعبد الكريم غلاب، مصطفى القرشاوي، علي يعتة، العربي المساري، خالد الناصري وغيرهم.. أو قضايا لا تزال تؤرق بال هذا الرأي العام ك «مصير» و«مآل» الممارسة الصحافية في المغرب على ضوء المستجدات السياسية والاجتماعية.. المحيطة بها، والأهم من ذلك المستجدات التكنولوجية ، التي قد تصيب هاته الممارسة في مقتل،.. بعد التدني الخطير لمبيعات الصحافة الورقية الوطينة بدخول «أطراف» أخرى منافسة كالصحافة الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.. ولمناقشة هذا الموضوع («الصحافة في المغرب») فقد استضاف «الكلام المرصع» الكاتب الإعلامي عبد الحميد اجماهيري، الذي أوضح، بداية، أن واقع الحال هذا، يمكن التعايش معه مثلما هو الحال في الدول الاسكندنافية، من خلال البحث والاجتهاد في إيجاد تدابير مناسبة تبقي على جميع المكتسبات الإعلامية الوطنية في هذا الإطار، مقدما في هذا الاتجاه العديد من المعطيات، بالإحصائيات والأرقام، حول المستجدات الطارئة على هذا القطاع، التي أفرزت تحولا مدهشا حول كيفية التعامل مع الخبر.. والوصول إليه و التفاعل معه، وبالتالي، يرى اجماهيري، أن اليوم هناك نقاش واسع في العالم حول «المجتمع ما بعد الحقيقة» من خلال القدرة على «صناعة» الرأي العام عبر ترويج أخبار زائفة..، وهذا، يضيف اجماهري، يؤذي إلى طرح السؤال إذا لم يكن هناك مستوى عال في التعامل مع الصحافة والبناء الصحافي..، فهل يمكن أن نضمن حسن الاستماع..؟؟
وقد عزز الضيف الرئيس لـ «الكلام المرصع» الصديق معنينو هذا الطرح، معتبرا أن الصحافة الورقية بالمغرب تواجهها الكثير من المشاكل، على رأسها تدني المبيعات والمنافسة الشرسة من قبل الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الكل صحافيا، الأمر الذي يفرز الكثير من الإشاعة.. التي قد تكون لديها تداعيات خطيرة الإنسان والمجتمع
وأضاف معنينو، في سياق آخر أن الجائزة الوطنية للصحافة حاليا، فقدت الكثير من مصداقيتها التي انطلقت منها منذا البداية بعدما وقع نفور منها والابتعاد عنها وعدم الاهتمام بها، الشيء الذي يعني أن هناك مشكلة في التنظيم واللجن المشاكلة لها..، لذلك قال معنينو، وهو الذي سبق وان تحمل مسؤولية رئاستها لمرتين، إنه تم تقديم اقتراح إلى الوزير المعني لإعادة النظر في مجموعة من الأمور التي ترتبط بهاته الجائزة ، حتى تعود لها مصداقيتها و ألقها….
مناسبة البرنامج، الذي كان مليئا بالقضايا والمقاربات، التي يمكن أن تأخذ ساعات وساعات من النقاشات دون الإيفاء، كانت، أيضا، فرصة للحديث عن تجربة الكتابة لدى المحتفى به الصديق معنينو، من خلال تأليفه سيرة ذاتية من خمسىة أجزاء (السادس في الطريق) ترصد جوانب من شخصيته منذ الطفولة رفقة والدة المجاهد الحاج معنينو ومن خلالهما مسار وتاريخ الحركة الوطنية بالمغرب، وكذا جوانب في مساره المهني الإعلامي الحافل بالأحداث السياسية والاجتماعية و الثقافية..


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 19/04/2019