«الكل يكتب عن الحب إلا أنت» عبد الهادي سعدون في أول ديوان بالإسبانية

بعد مضي أكثر من 25 عاماً على إقامته في إسبانيا والتعايش مع اللغة الإسبانية، هذه هي المرة الأولى التي يكتب فيها الأديب العراقي عبدالهادي سعدون ديوانه الشعري «الكل يكتب عن الحب إلا أنت» بهذه اللغة مباشرة. وإن لم يكن إصداره الأول بالإسبانية فقد ترجمت أغلب أعماله القصصية والشعرية وآخرها رواية «مذكرات كلب عراقي» إلى اللغة الإسبانية، سواء في دور نشر إسبانية أو في دول امريكا اللاتينية كما عليه في كوبا وفنزويلا والمكسيك. إلا أن كتابه الشعري الجديد (الكل يكتب عن الحب إلا أنت) والصادر حديثاً عن دار نشر بالا برديدا المدريدية، يعد الأول المكتوب مباشرة بلغة ثربانتيس.
جاء الكتاب بـ 74 صفحة وقد قسم إلى قسمين، الأول بعنوان (عشوائية الأيام) والذي يضم القصائد المطولة، والثاني بعنوان (ركن الأرقام الفردية) والذي يضم القصائد القصيرة. وقد قدم الكتاب بدراسة قيمة الشاعر الإسباني المعروف (خوان كارلوس ميستري) مؤكدا على فرادة الصوت الشعري لعبدالهادي في الكتابة بالإسبانية التي يضيف لها بعداً آخر عبر النظرة المشرقية والتمازج ما بين المعرفة والتعايش في اللغة والمناخ، كما أكد على أن الكتابة عن موضوعة الحب من الممكن أن تجر الكتابة الشعرية إلى مآزق غير معروفة، ولكنها هنا تمضي بتكريس العلاقة لمعانيها المتعددة ما بين الفرد ومسارات الحب دون التوقف على المفردة وحسب بل تتعداها إلى جس نبض عزلة الشاعر ومقدار شجاعته في مواجهة العالم بمواصفات جديدة تمنح الحب ومعانيه المتعددة آفاقاً جديرة هي الأخرى بالتمعن والكتابة فيها بإخلاص ومتعة.
يذكر أن الشاعر العراقي سعدون قد أشار في أكثر من موضع الى أنه لا يعتبر نفسه شاعراً باللغة الإسبانية، فلا يزال يكتب ويحلم ويصارع اللغة عبر العربية، ولكن مناسبة الكتاب جاءت بالمصادفة بعد تجمع نصوص عديدة كتبها بالإسبانية في مناسبات مختلفة ونشرت في أنطولوجيات ومجلات مختصة وقد جاءت مناسبتها بعد إطلاع الناشرة عليها وإصرارها على منحها الفرصة للظهور وإن كانت بلغة غير اللغة الأم للكاتب. أما عنوان الكتاب فقد جاء تذكاراً لمناسبة حدثت للشاعر أثناء مشاركته في مهرجان الشعر العالمي في فنزويلا في عام 2005 وقد عمل التلفزيون ريبورتاجاً عن الشعراء المشاركين، وكلما ألقى سعدون قصيدة من ديوانه الأول المنشور بالإسبانية وهو (عصفور الفم) كان المخرج يحتج ويطالب بقصيدة أخرى، حتى خرجت جملته الاحتجاجية الأخيرة موجهاً كلامه للشاعر العراقي (ماذا يجري هنا، ألا تكتب قصائد عن الحب، الكل يكتب على ما يبدو إلا أنت؟!)، ويكمل عبدالهادي قائلاً ( منذ تلك اللحظة انتبهت لما أكتبه وتساءلت؛ هل فعلاً أنني لا  أكتب عن الحب، أليس الحب هو كل هذه الحياة من مآسي وحروب ومنافي وعلاقات موصولة ومقطوعة.. أليس الحب هو الصانع الفعلي لكل ما أكتب، إن لم يكن فعلاً هذا، فما جدوى الكتابة إذن؟


أخبار مرتبطة

743 عارضا يقدمون أكثر من 100 ألف كتاب و3 ملايين نسخة 56 في المائة من الإصدارات برسم 2023/2024   أكد

تحت شعار «الكتابة والزمن» افتتحت مساء الأربعاء 17 أبريل 2024، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض المغاربي للكتاب «آداب مغاربية» الذي تنظمه

الأستاذ الدكتور يوسف تيبس من مواليد فاس. أستاذ المنطق والفلسفة المعاصرة بشعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز ورئيسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *