المعارضة الفنزويلية أمام فرصة لسحب السلطة من مادورو ومآلات تطور الأزمة

 

– بدأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ولاية رئاسية جديدة سيبقى بموجبها في السلطة حتى العام 2025 بعد تحقيقه انتصارا في انتخابات اعتبرتها المعارضة والمجتمع الدولي مزورة في وقت تبدو قبضته على السلطة أقوى من أي وقت مضى.
لكن لماذا يتحدث المحللون عن وجود أمل بالتغيير السياسي؟
بث المهندس الصناعي خوان غوايدو (35 عاما) الذي تولى في الخامس من يناير رئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تهيمن عليها المعارضة روحا جديدة في الهيئة التي باتت عاجزة عمليا جراء مناورات مادورو الدستورية.
وقال جيف رامسي الخبير في الشأن الفنزويلي لدى مركز أبحاث “مكتب واشنطن لأمريكا اللاتينية” الذي يتخذ من واشنطن مقرا له “الأمر أشبه بإعادة ميلاد. باتت المعارضة أكثر اتحادا من أي وقت مضى”.
وكتب الصحافي المعروف والمختص بالشؤون الأمريكية اللاتينية أندريه أوبينهايمر “لأول مرة منذ عدة شهور (…) مادورو في موقع دفاع”.
وفي غضون أسابيع فقط من توليه مهامه الجديدة، نجح غوايدو في دفع الأغلبية المعارضة في البرلمان إلى الإعلان رسميا بأن مادورو مغتصب للسلطة وإعادة انتخابه هي نتيجة تزوير الاقتراع. وقد تعهد باستصدار “عفو” عن كافة المسؤولين العسكريين والحكوميين الذين يتخلون عن الرئيس.
واستعصى هذا الإنجاز على أسلافه الذين تم نفيهم وسجنهم أو أ سقطت عنهم الأهلية.
وضع د غوايدو النبرة في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” الثلاثاء مستندا إلى بنود في الدستور الفنزويلي تدعو الناس إلى رفض الأنظمة التي تنتهك القيم الديمقراطية. وقال “أملك القدرة على تسلم منصب الرئاسة على أساس مؤقت للدعوة إلى انتخابات حرة وعادلة، وأرغب في ذلك”.
ويتفق مدير مركز أبحاث “الحوار الأمريكي الداخلي” مايكل شيفتر على أن سحب غوايدو السلطة من مادورو سيكون متماشيا مع القانون.
وقال “ما يحصل في فنزويلا ليس انقلابا. الجمعية الوطنية ورئيسها الحالي غوايدو شرعيون تماما والقانون والدستور إلى جانبهم”.
لكنه أضاف أن المعارضة التي تواجه المحكمة العليا الموالية للنظام والقادرة على إبطال كافة قرارتها أمام اختبار لمدى قوتها التي اكت ش فت مؤخرا.
وأوضح الدبلوماسي المخضرم مايكل ماتيرا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره الولايات المتحدة، “سيكون دعم الجيش والشعب الفنزويلي والمجتمع الدولي ضروريا للسماح لغوايدو بتولي منصب الرئاسة رسميا ولعب دور يحاول مادورو الآن التشبث به بطريقة غير شرعية”.
ولهذا الهدف، مدت الجمعية الوطنية هذا الأسبوع بشجاعة يدها إلى الجيش فتعهدت بمنح عفو لجميع الأشخاص الذين يدعمون العودة إلى النظام الدستوري.
وقال رامسي إن غوايدو سيحتاج إلى الحصول على الدعم من المؤيدين المعتدلين للرئيس الراحل هوغو تشافيز، سلف مادورو.
تواجه كراكاس ضغوطا دولية متزايدة منذ إعادة انتخاب مادورو في مايو الماضي، لكنها ازدادت مع وصول زعيم يميني متشدد إلى السلطة في البرازيل حيث يتفق الرئيس الجديد جاير بولسونارو مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأن مادورو “ديكتاتور”.
واجتمع بولسونارو الذي وصفه مادورو بأنه هتلر العصر الحديث في قصر بلانالتو الرئاسي في البرازيل مع ميغيل أنخيل مارتن، رئيس محكمة العدل الفنزويلية العليا في المنفى المعينة من قبل الجمعية الوطنية. وحضر الاجتماع كذلك مستشار أمين عام منظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو.
وفي هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أراوجو بمعارضين فنزويليين وممثلين عن الولايات المتحدة ومجموعة ليما، وهو تكتل دول منتقدة لمادورو.
وبعد الاجتماع، أصدرت وزارة الخارجية بيانا أعربت فيه عن استعداد البرازيل تولي غوايدو الرئاسة “موقتا”.
ورغم أن لدى مادورو عدة حلفاء في أمريكا اللاتينية والعالم، يتوقع أن يرحب الجزء الأكبر من المجتمع الدولي بالانتقال الديموقراطي للسلطة في فنزويلا، بحسب شيفتر.
وقال إن “هذه العملية تحتاج لأن تدار بمهارة وأن تكون الرؤيا واضحة في ما يتعلق بالعقبات” المحتملة.

روسيا تدخل على الخط

ماذا لو طرحنا موضوع السترات الصفر في مجلس الأمن؟”، سؤال مفاجىء طرحه السفير الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا على نظيره الالماني كريستوف هوسغن الذي كان قال للتو إن مناقشة الوضع في فنزويلا تندرج في إطار “الدبلوماسية الوقائية”.
وبدأ هذا الجدل بين الدبلوماسيين في مجلس الأمن عندما توجه السفير الالماني بالكلام إلى نظيره الروسي معتبرا أن اجتماع مجلس الأمن حول فنزويلا لم تطلبه الولايات المتحدة وحدها، بل أيضا البيرو وجمهورية الدومينيكان، وهما بلدان عضوان غير دائمين في مجلس الأمن.
وقال السفير الالماني وهو يتطلع مباشرة إلى نظيره الروسي “في فنزويلا هناك تهديد محتمل للسلام”، لذلك لا بد من اللجوء “إلى الدبلوماسية الوقائية”.
فرد عليه نيبنزيا بالقول “الدبلوماسية الوقائية … شيء جميل جدا”، قبل أن يضيف “ماذا تقول لو طلبت روسيا مناقشة الوضع في فرنسا في مجلس الأمن، ومسألة +السترات الصفر+ الذين نزلوا إلى الشوارع بالالاف واليوم بالتحديد؟”.

وقال السفير الروسي أيضا “اطمئن ممثلة فرنسا (آن غيغن السفيرة المساعدة التي كانت حاضرة): لا ننوي دعوة مجلس الأمن للنظر في هذا الوضع”.
وتابع “نطالب باحترام السلطات الشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم فرض حلول من الخارج، بل مساعدة الفنزويليين على حل مشاكلهم بالسبل السلمية”.
عندها، رد السفير الالماني وسط دهشة الحضور، معربا عن الأسف لأن السفير الروسي “لم يرد” على ما قاله بشأن “الخروقات الفاضحة لحقوق الناس” في فنزويلا.
وتابع السفير الالماني “لقد تكلم عن 22 الف متظاهر في فرنسا، ولم يتكلم عن 3،3 ملايين فنزويلي فروا من بلادهم”.
بعدها، أخذ وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا الكلام وتطرق ايضا إلى “السترات الصفر” في فرنسا الذي جمعوا السبت نحو 22 الف متظاهر في مختلف انحاء البلاد احتجاجا على سياسات الرئيس ايمانويل ماكرون الاجتماعية.
وقال الوزير الفنزويلي أمام مجلس الأمن “بأي حق توجه فرنسا مع دول أخرى انذارا مدته ثمانية أيام لاجراء انتخابات في فنزويلا” ؟. واضاف “إن ماكرون بدلا من أن يهتم بمسألة +السترات الصفر+ يتكلم عن فنزويلا … اهتموا بشؤون بلدانكم!”.
ومع أن هذا التطرق إلى مسألة “السترات الصفر” أثار حفيظة الدبلوماسيين الفرنسيين، فإن المندوبة الفرنسية لم ترد خلال اجتماع مجلس الأمن.
وقال دبلوماسي فرنسي فضل عدم كشف اسمه على هامش اجتماع مجلس الأمن “إن الملاحظات الروسية والفنزويلية حول فرنسا و+السترات الصفر+ في غير محلها وخارج الموضوع”.
وأضاف “تجتاز فنزويلا أزمة سياسية وانسانية مع خروقات لحقوق الانسان لا مثيل لها. لقد عبر ثلاثة ملايين شخص الحدود هربا من هذا الوضع الذي يساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وتابع الدبلوماسي الفرنسي “أن المقارنة بين الوضع في فنزويلا ومسألة +السترات الصفر+ في غير محلها تماما وخارج الموضوع. إن الانتخابات في فرنسا ديموقراطية، ونتعامل مع الوضع الداخلي في إطار احترام دولة القانون والحوار”.
وتم إحصاء 69 ألف شخص تظاهروا السبت في كافة انحاء فرنسا بينهم اربعة الاف في باريس، بحسب وزارة الداخلية. ووقعت بعض الحوادث خلال هذه التظاهرات وحصلت بعض الاعتقالات خصوصا في باريس.

تحت طائلة الاعتراف بغوايدو

حددت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا السبت للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات في بلاده وإلا فانها ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو “رئيسا” بالوكالة لتنضم إلى موقف دول أخرى منها الولايات المتحدة.
وتأتي المهلة الأوروبية مع تصاعد الضغوط الدولية على نظام مادورو للموافقة على إجراء اقتراع جديد، خصوصا مع اعتراف الولايات المتحدة وكندا ودول بارزة في امريكا اللاتينية بغوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة خلال تظاهرات حاشدة الأربعاء.
وفي السياق نفسه، أعلن الاتحاد الاوروبي على لسان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني انه “سيتخذ اجراءات” اذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات في فنزويلا “في الايام المقبلة”.
وقال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز في إعلان رسمي بثه التلفزيون “إذا لم تتم الدعوة خلال ثمانية أيام إلى انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في فنزويلا، فإن إسبانيا ستعترف بخوان غوايدو رئيسا”.
وتبعه الرئيس ايمانويل ماكرون الذي قال إن فرنسا “مستعدة للاعتراف” غوايدو “رئيسا” لفنزويلا في حال عدم الدعوة إلى إجراء انتخابات “خلال 8 أيام”.
وفي برلين، أوضحت مارتينا فيتز المتحدثة باسم الحكومة الالمانية في تغريدة “يجب ان يمنح للشعب الفنزويلي حق أن يقرر بحرية وأمان مستقبله. اذا لم تعلن انتخابات في غضون ثمانية أيام، فسنكون مستعدين للاعتراف بخوان غوايدو الذي يقود مثل هذه العملية السياسية، كرئيس بالوكالة”.
وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على تويتر “بعد منع مرشحي المعارضة وتزوير صناديق الاقتراع والمخالفات في عمليات الفرز في الانتخابات التي تضيق بالعيوب، أصبح من الواضح أن (الرئيس) نيكولاس مادورو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا”.
وأضاف “غوايدو هو الشخص المناسب للمضي بفنزويلا إلى الأمام”.
ولاحقا، صرح وزير الخارجية البرتغالي اوغوستو سانتوس سيلفا لاذاعة تي اس اف “اما ان يوافق نيكولاس مادورو على المشاركة في هذه الانتخابات والبدء بالعملية بحيث تقودها لجنة انتخابية مستقلة (…) واما نعترف بان السلطة الشرعية الوحيدة لاجراء هذه العملية الانتخابية هي الجمعية الوطنية ورئيسها” خوان غوايدو.
وأضاف انه مع دول أخرى في الاتحاد الاوروبي “خلصنا إلى ان اسبوعا واحدا سيكون مهلة مناسبة”.
وانضمت هولندا مساء السبت إلى موقف الدول الاوروبية الخمس، وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك “ينبغي ان يتمتع شعب فنزويلا بالحق في تقرير مستقبله كما يشاء”.
وأضاف في رسالة إلى البرلمان “اذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات حرة وشفافة وديموقراطية في فنزويلا خلال ثمانية ايام، فان هولندا بدورها تعتزم الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا بالوكالة”.
ورحب غوايدو بدعم القوى الأوروبية الكبرى

وتاتي هذه الإعلانات المتزامنة والأكثر وضوحا من جانب دول في الاتحاد الأوروبي في وقت يستعد الاتحاد لبيان مشترك في ما يتعلق بموقفه من الأزمة في فنزويلا.
ولم يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على “اعلان مشترك” حول فنزويلا خلال اجتماعه الجمعة.
وكانت إسبانيا تو د أن يمارس الاتحاد ضغوطا على مادورو من أجل إجراء انتخابات فورية، لكن دولا مثل النمسا واليونان والبرتغال أبدت ترددا حيال ذلك.
وفي الرباط، دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة السياسة الأمريكية “التدميرية” في فنزويلا.
وترتبط إسبانيا، المستعمر السابق، ارتباطا وثيقا بفنزويلا، إذ يعيش حوإلى 200 ألف من مواطنيها هناك. وأصر رئيس وزرائها سانشيز السبت على أن إسبانيا “لا تسعى إلى فرض حكومات او اطاحتها في فنزويلا، بل نريد الديمقراطية والانتخابات الحرة”.
واعترضت المعارضة على إعادة انتخاب مادورو العام الماضي الذي يواجه معارضة دولية كبيرة، لكنه احتفظ حتى الآن بولاء الجيش القوي.
وحاول غوايدو، الذي وح د المعارضة المنقسمة، هذا الاسبوع الحصول على تأييد الجيش عبر منحه عفوا لأي عسكري ينشق عن نظام مادورو، لكن بدون جدوى حتى الآن.
وردا على إعلان مادورو استعداده للقاء غوايدو، سارع الأخير إلى رفض المشاركة في “حوار شكلي ” بل دعا إلى تعبئة عامة ضد مادورو في الشوارع في تصعيد للأزمة التي خل فت 26 قتيلا في مواجهات بين معارضي مادورو وقوات الأمن.
وأعنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه أن أكثر من 350 شخصا اعتقلوا خلال تظاهرات هذا الاسبوع.
وحذ رت مفوضية الدول الامريكية لحقوق الانسان الجمعة من أن حياة غوايدو في خطر في خضم التوتر السياسي غير المسبوق في البلاد.
وتقود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغوط الدولية على مادورو، الذي يتهم واشنطن بالوقوف خلف محاولة “انقلاب” باعتبار نظامه “غير شرعي”.
وأعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية بين كراكاس وواشنطن وأمهلت كراكاس الدبلوماسيين الأمريكيين حتى السبت لمغادرة البلاد.
واكدت واشنطن انها لن تلتزم قرار مادورو لكن ها طلبت من الطاقم الدبلوماسي “غير الضروري” مغادرة البلد.
السيناريوهات المحتملة في فنزويلا

تفاقمت الأزمة السياسية في فنزويلا بعد إعلان الزعيم المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا، وبات مستقبل هذا البلد مرتبطا بشكل أساسي بموقف الجيش في الداخل، والولايات المتحدة في الخارج.
وفي بلاد تعاني انهيارا اقتصاديا فعليا، مع نسبة تضخم قد تصل إلى عشرة ملايين بالمئة خلال العام الحالي، اعتبر رئيس البرلمان غوايدو ان هناك فراغا في السلطة، فأعلن تسلمه الرئاسة بالوكالة خلفا للرئيس نيكولاس مادورو.
الا أن الاخير رفض بشدة هذا القرار، وأعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي يتهمها بتحريك الامور في بلاده عبر المعارضة.
الحل الذي يدعو اليه غوايدو هو تشكيل “حكومة انتقالية” تشرف على اجراء انتخابات مبكرة. ودعا ايضا قادة الجيش الداعمين لمادورو، إلى الكف عن دعم “الديكتاتورية” مقابل العفو عنهم. الا ان الجيش يبقى حتى الان داعما لرئيس الدولة مادورو الذي تسلم السلطة عام 2013، ورفض الاعتراف بما اعتبره “انقلابا”.
واعتبر المحلل بيتر حكيم من مركز الحوار بين الامريكيين، أنه في حال واصل الجيش دعمه لمادورو فإن “فرصة التغيير” تصبح عندها مرتبطة بقدرة المعارضة على التوحد، وموافقتها على “مرحلة انتقالية على المدى الابعد”.
ويمكن ان تتقدم الامور بسرعة أكبر في حال قرر العسكريون تغيير موقفهم، الا أن ذلك سيعني العفو عن كبار العسكريين وكبار المسؤولين الفنزويليين الذين تتهم الولايات المتحدة عددا كبيرا منهم بالفساد وانتهاك حقوق الانسان والاتجار بالمخدرات.

وما يمكن أيضا أن يسرع الأمور باتجاه مرحلة انتقالية، قيام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على صادرات النفط الفنزويلي (ثلث الصادرات النفطية الفنزويلية تذهب إلى الولايات المتحدة أي اكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا خلال العام 2018) ما سيوجه ضربة شديدة إلى الاقتصاد وسيزعزع شبكة الحماية القائمة حاليا حول مادورو، بحسب ما يعتبر مركز “كابيتال ايكونوميكس”.
وقال مايكل شيفتر من مركز الحوار بين الامريكيين، إنه رغم رهان المعارضة على تغيير في موقف الجيش، فإن هذا الامر “قليل الاحتمال”، وخصوصا ان قادة الجيش كرروا تأكيد وقوفهم وراء مادورو.
من جهته قال بيتر حكيم في الاطار نفسه “في حال لم تتوحد المعارضة، وواصل العسكريون دعم مادورو، فهذا يعني بقاء الحكومة التشافية وبقاء مادورو رئيسا”.
وكان أعيد انتخاب الاشتراكي مادورو حتى العام 2025 في انتخابات قاطعتها المعارضة، وشكك الاتحاد الاوروبي بنتائجها مع العديد من دول امريكا اللاتينية.
وقال المحلل بول هير من جامعة بوسطن، ان مادورو قد يسعى للحصول على دعم مادي من دول حليفة مثل الصين وروسيا وايران “الموحدة بمواجهة الولايات المتحدة اكثر مما هي موحدة في تعاطفها مع مادورو”.
وتسلم كراكاس الصين نحو 300 الف برميل من النفط يوميا لسداد دين بقيمة 20 مليار دولار. كما تفيد مصادر عدة ان فنزويلا مدينة لروسيا ب10،5 مليارات دولار.
واضاف بول هير “قد تحاول الصين وروسيا انقاذ النظام عبر دفعه لاجراء اصلاحات اقتصادية جدية واعادة هيكلة القطاع النفطي”. لكن الاحتمال الاخر القائم أيضا هو مطالبة الدول الدائنة ب”رحيل مادورو واستبداله بزعيم مقبول سياسيا في شكل اكبر”.
وقال بيتر حكيم أيضا انه في حال سحب الجيش دعمه لمادورو وبقيت المعارضة منقسمة، فان العسكريين يمكن ان يتسلموا زمام الامور “على الاقل لفترة موقتة”.
من جهته اعتبر مايكل شيفتر انه من غير المستبعد دخول البلاد في “مرحلة قمع او حرب اهلية”، وهذا يعني “اسوأ السيناريوهات” من دون استبعاد “مخاطر قيام حكومتين متعاديتين”.
والمعروف ان ترامب اعتبر أن “كل الخيارات مطروحة” في اشارة إلى احتمال حصول تدخل عسكري.
أعرب مادورو عن استعداده للالتقاء بخوان غوايدو، الا ان الاخير رفض الدخول في “حوار شكلي”.
ويدعو قسم من المجتمع الدولي إلى حل من هذا النوع. فالاتحاد الاوروبي الذي يعتبر ولاية مادورو الرئاسية هذه غير شرعية، لا يعترف بالمقابل بغوايدو رئيسا، ويدعو إلى تشكيل “مجموعة اتصال” بين الفريقين.
كما تدعو المكسيك والاوروغواي ايضا إلى الحوار.
اما المحلل مايكل شيفتر فاعتبر ان “السيناريو الافضل والاكثر واقعية هو قيام تفاوض طويل الامد بين معارضة موحدة وحكومة في موقع دفاعي”، ما يمكن أن يوصل إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 28/01/2019