المغاربة يدخنون حوالي 15 مليار سيجارة في السنة

حذرت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها من خطورة التدخين الإرادي والسلبي، مبرزة أن نصف المدخنين يفارقون الحياة، مشيرة إلى أن التبغ يتسبب سنويا في وفاة أكثر من 8 ملايين نسمة، 7 منهم يدخنون بشكل مباشر وبكيفية إرادية بينما نسبة 1.2 مليون نسمة هي من الذين يُفرض عليهم تقاسم دخان التبغ قسرا وهو ما يعرف بالتدخين السلبي أو غير الإرادي.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية نهاية الأسبوع الفارط، أن حوالي 80 في المئة من المدخنين، الذين يقدّر عددهم بـ 1.1 مليار شخص على الصعيد العالمي، يتواجدون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مشيرة إلى أن عبء الاعتلالات والوفيات الناجمة عن التبغ فيها يبلغ ذروته، وإلى أن تعاطي التبغ يسهم في الفقر من خلال تحريف إنفاق الأسر المعيشية عن احتياجات أساسية مثل الأكل والمسكن إلى التبغ، مشددة على أن الكلفة الاقتصادية لتعاطي التدخين هائلة، وتشمل تكاليف الرعاية الصحية الباهظة لمعالجة الأمراض التي يسببها، فضلا عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات والمراضة.
وفي المغرب، وفي الوقت الذي كانت قد أكدت فيه دراسة أجرتها وزارة الصحة أن 18 في المئة من المغاربة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة وما فوق هم معنيون بالتدخين، وبأن 9.5 في المئة من التلاميذ في الوسط المدرسي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 15 سنة هم مدمنون على التدخين، في إشارة إلى تفشي الظاهرة في أوساط البالغين والقاصرين على حدّ سواء، أوضحت معطيات رقمية أخرى أن المغاربة يستهلكون سنويا حوالي 15 مليار سيجارة، أي بمعدل 680 سيجارة سنويا للفرد الواحد، وبأن الذكور يدخنون 16 سيجارة يوميا في حين تدخن الإناث 8 سجائر لليوم الواحد. هذه الأرقام التي سبق لمنظمة الصحة العالمية أن كشفتها، وضعت المغرب في المرتبة 79 دوليا في استهلاك التبغ، قبل أن يتقدم في هذا الصدد ويصبح في الرتبة 53، في حين أوضحت المناظرة الوطنية لمكافحة التدخين التي انعقدت بالمغرب سنة 2013 أنه يحتل المرتبة الأولى في منطقة الحوض المتوسط، والتي كشفت أيضا أن 48 في المئة ممن يدخنون في المغرب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و19 عاما، بينما تبلغ نسبة مستهلكي السجائر من الذين تفوق أعمارهم 20 عاما 36 في المئة.
ونبّهت منظمة الصحة العالمية إلى التبعات الخطيرة للتدخين اللاإرادي الذي يفرض على الأشخاص في أماكن العمل والمطاعم والمقاهي وغيرها من الفضاءات المغلقة، مشددة على أن التبغ يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، عدد منها يسبب السرطان، مبرزة أن دخان التبغ غير المباشر يتسبب في حدوث أكثر من 1.2 مليون وفاة مبكرة سنويا، إلى جانب وفاة 65 ألف طفل نتيجة لأمراض لها صلة بالتدخين من حولهم، فضلا عن كونه يؤدي إلى إصابة البالغين بأمراض قلبية وعائية وتنفسية خطيرة، كما هو الحال بالنسبة لمرض القلب التاجي وسرطان الرئة، ويتسبب في مضاعفات الحمل ونقص وزن المواليد وغيرها من التبعات الصحية الوخيمة. وبلغة الأرقام فإن 41 في المئة من المغاربة يتعرضون للإصابة بأمراض قاتلة بسبب التدخين السلبي، لكونهم غير محميين قانونيا بالنظر إلى التعثر الذي طال المراسيم التطبيقية لقانون لم ير النور ولم يخرج إلى حيز الوجود الذي يمنع التدخين في الأماكن العمومية وفضاءات العمل، في الوقت الذي تتوفر هذه الحماية القانونية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لأكثر من 1.6 مليار شخص، أي بنسبة 22 في المئة من ساكنة العالم.
ودعت منظمة الصحة العالمية في منشورها الأخير حكومات الدول إلى العمل على منع الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته من أجل تقليص معدلات استهلاكه، والعمل على سنّ ضرائب أكثر عليه بهدف حث المدخنين على الإقلاع عن التدخين، مشددة على أن هذا الإجراء الأخير يتّسم بالنجاعة والفعالية ويمكن له أن يحقق نتائج إيجابية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/08/2019