المغرب يتحول إلى مقبرة لمعدات البناء والأشغال العمومية : سوق غير مهيكل يضيع على الخزينة ملايين الدراهم ويتسبب في هدر 5000 منصب شغل

على الرغم من الأهمية البالغة التي يكتسيها قطاع «معدات البناء والأشغال العمومية» الذي يدر عائدات مالية تقدر ب4 ملايير درهم، ودوره في رفع مردودية الأوراش وتحسين وتيرة خلق مناصب الشغل، إلا أن غياب إطار قانوني وتنظيمي، يجعل هذا القطاع في المغرب عرضة للفوضى والاختلالات وطغيان الطابع غير المهيكل ، وهو ما يحد من تطوره و يضيع على خزينة المملكة مداخيل ضريبية هائلة ويحرم السوق من ألاف مناصب الشغل المباشرة.
وفي هذا السياق، يقول جعفر الطاهري،المدير العام المساعد بمجموعة»سطوكفيس» شمال إفريقيا خلال ندوة صحفية يوم الجمعة بالدارالبيضاء، إن غياب إطار تنظيمي صارم في القطاع ، جعل المغرب وجهة مفضلة لخردة الأليات المتهالكة المستعملة في البناء حيث يتم إغراق السوق المغربية بالآليات القديمة الأوروبية أساسا وهو ما يتسبب في خسائر فادحة للشركات المهيكلة في القطاع والمعدودة على رؤوس الأصابع كما يساهم في هدر 1000 منصب شغل مباشر وحوالي 4000 منصب عمل غير مباشر.
وأوضح الطاهري الذي كان يتحدث للصحافة على هامش حفل تدشين فضاء سطوكفيس للعرض بمنطقة زناتة، أنه نتيجة لهذه الفوضى، فإن مبيعات الأليات القديمة المستعملة في البناء العمومية بالمغرب تطغى على مبيعات الأليات الجديدة والتي لاتتعدى 700 آلة جديدة في أحسن الأحوال، في حين أن حاجيات السوق تسمح برفع حجم المبيعات إلى 3000 آلية في السنة، غير أن غياب إطار قانوني منظم للقطاع ،يجعل الغالبية العظمى من الأوراش المغربية للبناء والأشغال العمومية تعتمد على المعدات المستعملة والتي يفوق متوسط عمرها في الغالب 9 سنوات، وذلك على الرغم من أن كلفة صيانة وإصلاح هذه الأليات المتقادمة تكون جد باهظة بالمقارنة مع الأليات الجديدة .
ويعتبر المهنيون أن قطاع «معدات البناء والأشغال العمومية» في المغرب يعتبر متخلفا حتى بالمقارنة مع جيرانه، حيث تفوق مبيعات الأليات الجديدة في الجزائر 5000 وحدة و 1000 في تونس ، دون المقارنة مع تركيا التي تفوق مبيعات الأليات الجديدة بها 12 ألف وحدة سنويا.
وعلى الرغم من أن مهنيي القطاع لطالما تقدموا للحكومة بمجموعة من المطالب بضرورة تنظيم هذا القطاع وإخراجه بشكل استعجالي من حالة الفوضى والتسيب التي يعيشها، إلا أن صرخاتهم لم تلق أي تجاوب جدي من طرف الوزارة الوصية على القطاع، ما يجعل القطاع مرشحا لمزيد من الفوضى، خصوصا و أن هؤلاء المهنيين يتوقعون ارتفاع وتيرة استيراد الأليات والمعدات المستعملة من دولة قطر بعد انتهاء الأوراش العملاقة الخاصة بتظاهرة كأس العالم 2020، حيث لن تجد هذه المعدات والاليات المستعملة ، أي ترحيب من لدن الأسواق الصارمة والمنظمة في شمال إفريقيا، ما يجعل السوق المغربي ملاذها الأخير .


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 20/02/2020

أخبار مرتبطة

إفريقيا لا تعبئ سوى 11.4 مليار دولار سنويا من أصل 580 مليارا تحتاجها للتمويل انعقد أول أمس على هامش الملتقى

تنظم خلال الفترة ما بين 24 أبريل و 13 ماي المقبل، الدورة الـ12 للقاء ورزازات الدولي للصناعة التقليدية، الذي سيشهد

بمشاركة 1500 عارض من 70 بلدا تتقدمهم إسبانيا كضيف شرف   انطلقت أمس بساحة صهريج السواني بمكناس فعاليات دورة 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *