الملتقى الجهوي للشبيبة الإتحادية بجهة طنجة تطوان الحسيمة بشفشاون إدريس لشكر: ندعو، وبإلحاح، الحكومة للإسراع في فتح ملف القوانين المتعلقة بالانتخابات واتخاذ الإجراءات والتدابير لتحفيز المواطنين على المشاركة السياسية

قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «إن الجهة الشمالية كانت دائما معادلة صعبة في المعادلات الوطنية، حيث أعطت رجالا ومناضلين أفذاذا وبرلمانيين ومنتخبين وأطرا عليا في مؤسسات الدولة».

وتطرق لشكر، الذي كان يتحدث في افتتاح الملتقى الثالث الذي احتضنته شفشاون ما بين 29 نونبر و1 دجنبر الجاري، إلى المشاكل الموضوعية التي يعاني منها إقليم شفشاون على مستوى عدة أصعدة، وفي تشخيصه لواقع الحال قال: «لابد أن نشير إلى المشاكل التي يعيشها إقليم شفشاون، الذي يعرف خصاصا في البنية الصحية»، مضيفا في الجلسة الافتتاحية للملتقى التي حضرها عضوا المكتب السياسي للحزب مصطفى عجاب والمهدي المزواري والنائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي بدائرة تطوان، محمد الملاحي، أنه لابد من إيجاد الصيغ والحلول للاهتمام بهذا الجانب لاسيما على مستوى التجهيزات، والأدوية، مع ضرورة فتح قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بشكل مستعجل وسد الخصاص الذي تعاني منه الأطر الصحية.
أما على مستوى التعليم، فقد أكد لشكر أن « إقليم شفشاون يعرف خصاصا مهولا في هذا القطاع، رغم استفادته من نسبة أكبر من حيث توظيف الأساتذة المتعاقدين، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك أقاليم لم تعرف خصاصا في رجال ونساء التعليم فإن إقليم شفشاون كان قاب قوسين من أن يعاني، خلال السنة الماضية، من سنة بيضاء، والآن حان الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها، يؤكد لشكر الذي شدد على الهشاشة التي يعاني منها إقليم شفشاون وما تسببه زراعة القنب الهندي التي تمس كرامة الفلاحين البسطاء ناهيك عن الرسائل والشكايات الكيدية التي تجعل الفلاحين وسكان المنطقة مطاردين من طرف رجال السلطة.
بعدها عرج الكاتب الأول على الشريط الساحلي الذي لم يعمل على حل مشاكل الصيادين التقليديين واستفاد منه المضاربون في الأراضي الذين استولوا على أراضيه بأرخص الأثمان، مما ضيع على المغرب فرصة لتنمية وإنعاش المنطقة اقتصاديا. وذكر لشكر في هذا الصدد بالطريق الساحلي الذي انطلق مع حكومة التناوب لكن ثماره استفاد منها المضاربون وضيعوا على المغاربة فرصة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية .
قطاع المياه والغابات كان له نصيب ضمن حديث لشكر في هاته الجلسة حيث أوضح أن هذا القطاع يعرف إشكالات كبيرة، خاصة في المجال الغابوي، مشيرا إلى الخصاص المسجل في قطاع الماء بالرغم مما يتوفر عليه الإقليم من ثروة مائية مهمة.
على صعيد آخر تطرق الكاتب الأول إلى مجال الحكامة والتدبير السياسي باقليم شفشاون معتبرا أن التدخل السافر الذي كان ضد حزب الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات التي جرت سنتي 2015و2016 أدى الى ضياع مقاعد كان أحق بها.
كما تطرق إدريس لشكر إلى الأفق الاتحادي وقال: هذا الأفق الذي أطلقناه في «يوم الوفاء» 29 أكتوبر 2019 اعتبرنا من خلاله أن غبنا كبيرا طال مجموعة من المناضلين والمناضلات الذين قدموا حياتهم في النضال وقدموا تضحيات جسام من أجل الديمقراطية والحرية ومن أجل المستقبل، هؤلاء المناضلون الذين ذاقوا ضريبة النضال لكن الذاكرة لاتعيد أسماءهم وتكتفي بالرموز، يضيف لشكر. ولذلك أردنا أن يكون يوم 29 أكتوبر يوم الوفاء ضد الظلم، وقررنا أن نجعل منها محطة وفاء للمصالحة مع الذات وأن المصالحة مع المجتمع قائمة .
ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يردف الكاتب الأول، كنا ديمقراطيين، واخترنا إرادة الشعب المغربي، والآن ها قد مرت ولايتان على هذا التناوب، متسائلا عن النتائج التي تحققت بعد أن جرب المغرب بعد حكومة التناوب بدائل، «وها أنتم عاينتم ما حصل من تراجعات». يضيف لشكر.
من جهة أخرى أكد الكاتب الأول للحزب أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يطرح أفقا متعددا جديدا يكون بمثابة قطيعة مع ما سبق، كل ذلك يضعنا هنا أمام مسؤوليات في المستقبل لأن رهاننا الديمقراطي والسياسي والديمقراطي مبني على الدور الذي يقوم به الشباب من خلال القيام بانتفاضات للتغيير، وإلى جانب الشباب هناك النساء، يضيف لشكر، لأن في غياب النساء لايمكن أن نتحدث عن مشروع تنموي، معتبرا أن أي مشروع تنموي لا يوجد فيه الشباب لايمكن أن ينجح.
وفي سياق متصل ركز الكاتب الأول على حجم التضحيات التي قام بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية داعيا مناضلي الشبيبة الاتحادية للتواصل مع المواطنين من خلال الانصات لهمومهم.
وشدد إدريس لشكر على ضرورة أن يمزج الاتحاديون بين الديمقراطية والعقل، مضيفا أن ذلك لن يتحقق إلا بتقوية البنية الحزبية وأن يتجه الشباب للمستقبل، بأمل كبير، رغم ما يعانيه في الوقت الحاضر من فقدان للثقة في المؤسسات نتيجة عدم استفادته من التطور الديمقراطي الذي عرفه المغرب منذ عشر سنوات مما أدخله في دوامة من الهشاشة والاقصاء، فهناك بطالة متفشية في أوساط الشباب، سواء بالوسط القروي أوالحضري وبأرقام مخيفة، يقول الكاتب الأول، الذي زاد في قوله « هناك حوالي 50 في المئة منهم يحصلون على أجور زهيدة لا تلبي الحاجيات الأساسية، وهاته الوضعية لها انعكاسات خطيرة على الاستقرار الاجتماعي، كما أن قطاع الصحة بدوره يعرف مشاكل كثيرة حيث أن 75 بالمئة من الشباب لا يتوفرون على تغطية صحية، فالشباب هم المستقبل السياسي للبلاد وعليهم أن يتولوا سلطة القرار داخل المؤسسات الحزبية، بحكم الإمكانيات الكبيرة التي لديهم على مستوى التأطير والاستقطاب، فالشباب الذي يرفع صوته منددا بالأوضاع التي يعيشها عليه أن يجسد ذلك على مستوى منطقته وقريته ويقوم بتأطيرالمواطنين هناك، من خلال إقناعهم بمحاربة المفسدين وطرح نفسه بديلا للإصلاح»، مستحضرا ما قامت به الأجيال السابقة بفضح الفساد وحماية العملية الانتخابية عبر مبادرات كانت تتخذها بفعالية وحس نضالي كبير، داعيا الشبيبة الاتحادية إلى تحمل مسؤوليتها في مراقبة وتتبع العملية الانتخابية لأنه لا يمكن أن نسمح بإعادة نفس السيناريو الذي تم سنة 2015 و2016 يؤكد إدريس لشكر، الذي أضاف أن التحضير للاستحقاقات القادمة يجب أن يشرع فيه الآن وأن يكون الاشتغال على اللوائح الانتخابية ضمن الأولويات المسطرة .
وعبر الأخ إدريس لشكر عن عدم اطمئنان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للوضع الحالي لأن المشهد السياسي، إذا ظل بهذه الرتابة وبهذه الطريقة دون أن نحضر جميعا لمرحلة 2021، فإن الوضع سيعرف انتكاسة كبيرة، محذرا من تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة السابقة، داعيا، وبإلحاح، الحكومة إلى الإسراع في فتح ملف القوانين المتعلقة بالانتخابات واتخاذ الإجراءات والتدابير لتحفيز المواطنين على المشاركة السياسية وعدم العزوف منها، فالمغرب، يقول الكاتب الأول للحزب، إذ لم يقدم المثال والنموذج للتصدي لمجموعة التي وصفها بالكائنات الانتخابية التي تفسد الانتخابات في ربوع الوطن لا يمكن الحديث عن انتخابات نزيهة، حيث إن المفسدين لهم قدرات كبيرة في الإفساد والتلاعب، وأردف لشكر، ضمن حديثه، أن المغرب يقدم نموذجا واضحا لمحاربة الإرهاب والمخدرات والجريمة، متسائلا إلى متى ستظل جريمة إفساد المؤسسات مستمرة، داعيا الحكومة إلى جعل الورش المتعلق بالقوانين الانتخابية ورشا إصلاحيا حقيقيا وأن يفتح اليوم لأنه لا يمكن أن ننتظر ليلة الانتخابات ليتم دعوتنا للتوافق، فالإصلاح لا يمكن أن يتوافق مع الفساد، يؤكد إدريس لشكر، الذي أضاف بقوله « استمرار هذا الوضع لا يستقيم مع المشروع التنموي الجديد الذي تتوخاه البلاد «.
وعاد المسؤول الحزبي ليذكر الشبيبة الاتحادية بضرورة استغلال ما توفره الثورة الرقمية قصد استغلالها للتعبئة ومحاربة المفسدين ومواجهة الوضع بكل مسؤولية.

 

محمد بنعبد القادر: الذاكرة هي أيضا السياسات العمومية

والأفكار التي جاء بها الاتحاديون والاتحاديات

قدم محمد بن عبد القادر، عضو المكتب السياسي للحزب، عرضا افتتاحيا بالملتقى الجهوي للشبيبة الاتحادية بشفشاون حول «المصالحة والانفتاح»، حيث أشار إلى أنه حان الأوان لاستخلاص الدروس من هذه المبادرة الهادفة التي كانت تقريبا شخصية من الكاتب الأول، الذي تحمل مسؤوليتها كقائد ليتضح جدواها في ما بعد، لا سيما بعد إقدامه على إلغاء كل قرارات الطرد.
وأشار ذات المتحدث إلى أن القيادة الحالية أرادت أن تتصالح مع الذين انسحبوا في مؤتمرات سابقة ولم يكونوا متخاصمين مع الحزب، كانوا متخاصمين مع قيادات سابقة، هناك فئات ظلت وفية للمبادئ والمؤتمر الاستثنائي حسم في الكثير من القضايا تتعلق بالقيادات والفعاليات الثنائية .
وأوضح بنعبدالقادر أن تراجعات سجلت نتيجة حالة الاكتئاب السياسي والإحباط الذي دب في الاتحاديين، مما أدى إلى تسجيل إخفاقات خلال انتخابات 2007، ومن الطبيعي أن يأتي هذا الاكتئاب بانسحاب اجتماعي من بعض القطاعات الاستراتيجية والذي سماه الراضي «بالانتحار الجماعي»،  فالغضب لا يصنع مشروعا سياسيا والمصالحة هي الخروج من هاته الحالة، فالاتحاديون كانوا في أمس الحاجة لإعادة الثقة للمجتمع بخصوص كل ما قام به الحزب أثناء تجربة التناوب لأننا لم نعرف كيف نبلغ للناس أو نتمم المشروع.
فالمصالحة، يضيف عضو المكتب السياسي، هي مصالحة مع الشرعية الديمقراطية والاتحاديون كانوا في حاجة إلى لحظة فرح وتفاعل، فالاستقطاب الذي مارسته الشبيبة الاتحادية كان إيجابيا وتجسد ذلك في أقوى لحظاتها بمسرح محمد الخامس، مشيرا إلى أن هناك مشكلا يظل مع الذاكرة التي ليست مرتبطة بالدماء والصراعات وإنما الذاكرة هي السياسات العمومية، هي الأفكار التي جاء بها الاتحاديون وتم تحقيق من خلالها أشياء كثيرة، كما أنها لا يمكن أن تختزل الذاكرة الاتحادية فقط في المعارضة، فهناك مشاركة قوية في الحكومة بعدما كان المغرب مهددا بالسكتة القلبية وتم إنجاز مشاريع نوعية ومتميزة، داعيا إلى ضرورة التصالح مع الذاكرة.
هذا وحذر بنعبد القادر من محاولة قيام البعض باستغلال ما تقدمه الثورة الرقمية لتصفية حسابات معينة عوض استغلالها للتعبئة النضالية، فالشباب من طبيعته ينفر من الغموض ويتوق إلى الوضوح.

أنس اليملاحي: حان الوقت لسن سياسات عمومية موجهة للشباب، كفئة عمرية ذات خصوصية

من جانبه أوضح أنس اليملاحي، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أن الشبيبة الاتحادية انخرطت بكل أجهزتها ومناضليها، في مبادرة الانفتاح والمصالحة، التي شكلت، بحق، نقطة تحولية في مسارالعمل الحزبي، وعكست رغبة كل الاتحاديات والاتحاديين، قيادة وقواعد، في ضرورة رسم الأفق الاتحادي بشكل جماعي، يشرك كل من آمن بالفكرة الاتحادية، وكل من يحمل القيم التي ناضل لأجلها، وعمل على ترسيخها الاتحاد الاشتراكي في المجتمع المغربي، وأضاف المسؤول الشبيبي في كلمته باسم المكتب الوطني «إنه لا يمكن حماية الوطن من أخطار الاستبداد الديني والسياسي، من دون صف وكتلة اتحادية واحدة وموحدة، في التشخيص وفي رسم الآفاق وتحديد الآليات والأساليب النضالية الممكنة».
واسترسل قائلا إن انخراطنا في مبادرة الانفتاح والمصالحة، التي أعلنت عنها القيادة السياسية، كان منطلقه الإيمان الراسخ أن نداء الأفق الاتحادي الذي أطر هذه المبادرة، يجب أن يكون أساس كل محاولة تهدف إلى استشراف مستقبل الحزب والوطن، واليوم يتأكد أن نجاح المبادرة، والذي تجسد في احتفالية الحزب بالذكرى 60 على تأسيسه، إشارة على نجاح وتفعيل رغبة وأمل كان يعتبر، مهمة مستحيلة، لكن تم تفعيل أمل المصالحة، وتحويله إلى قرار، ثم تصريفه كإجراءات ولقاءات وأنشطة، فأصبح الأمل المستحيل، واقعا حزبيا متميزا .
وتوقف أنس اليملاحي في كلمته عند الشعار المؤطر للملتقى «أي دور لشباب الجهة في بناء النموذج التنموي الجديد»، معتبرا إياه ليس فقط محطة تواصلية للتكوين والتأطير، بل هو محطة تعلن من خلاله الشبيبة الاتحادية أنها مستمرة في مواصلة معركة التغيير والبناء، ولاتزال وستظل أمل التغيير بالنسبة للشبيبة المغربية».
وسجل عضو المكتب الوطني أن أخطر مآزق الديمقراطية، هي أزمة المشاركة السياسية، وهو المأزق الذي يؤرق الشبيبة الاتحادية، على اعتبارها حركة حاملة لهم التغيير بالبلد، ومناضلة لأجل الديمقراطية بالمغرب، هي من تشكل الشريحة العريضة من المجتمع المغربي، قبل أن يضيف «إن مشاركة الشباب في السياسة، مسألة شرطية اليوم لتحقيق الديمقراطية، إذ أنه يمكن القول إنه لا ديمقراطية اليوم من دون مشاركة الشباب السياسية».
وأشار اليملاحي، في ختام كلمته، إلى أن الشباب هو المحرك الرئيس في كل الخطط والمشاريع التنموية، وعليه فضمان نجاح هذه المشاريع والخطط، رهين بمدى إشراك الشباب في صياغتها، وبحجم تضمنها لحلول وتدابير تهدف إلى تغيير أوضاعه الاجتماعية، وبالتالي تدعو الشبيبة الاتحادية، يقول أنس «إلى ضرورة سن سياسات عمومية موجهة للشباب، كفئة عمرية ذات خصوصية».

محمد المومحي: سؤال السياسة موجه الآن للشباب لإعادة الاعتبار للعمل السياسي

محمد المومحي، الكاتب الجهوي للحزب، نوه من خلال كلمته بالمبادرة التي أطلقها الكاتب الأول للحزب ومعه القيادة السياسية من أجل المصالحة والانفتاح على الأفق الاتحادي، معتبرا إياها بالسياسة النوعية ضمن المشهد السياسي المغربي، كما ثمن التفاعل والتجاوب الذي أبداه مناضلو الحزب تجاه هاته المبادرة والتي بينت بالفعل مدى استعداد الجميع من أجل أن يعود الحزب بصورة قوية إلى مكانته الطبيعة ليساهم في تحقيق مغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
المومحي أوضح أن الاتحاد الاشتراكي واع بأن المرحلة الحالية والقادمة تقتضي خلق دينامية سياسية قادرة على إشراك الشباب لبناء المستقبل لأن سؤال السياسة الآن هو أولا سؤال موجه للشباب لإرجاع الثقة للعمل السياسي وإعادة التوهج والاعتبار للعمل النضالي، الذي يظل الوسيلة الوحيد لبلوغ الهدف الذي نتوخاه جميعا، والهادف إلى تحقيق الديمقراطية والكرامة والمساواة.

البقالي الطاهري: الاتحاد الاشتراكي عنصر أساسي في المعادلة السياسية بالإقليم رغم ما تعرض له من مؤامرات

وباسم الكتابة الإقليمية للحزب بشفشاون أوضح الكاتب الإقليمي الأمين البقالي الطاهري أن هذا الملتقى الجهوي يتزامن مع ذِكْرى مُرور 60 سنةً على تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت شعار «الاتحاد الاشتراكي مسيرة متواصِلة في خدمة الوطن والمواطنين»، مذكرا أن هاته المسيرة أدى فيها الاتحاديات والاتحاديون تضحيات جسيمة من أرواحهم، ومن حرياتهم دفاعا عن حق المغاربة في وطن حر تسود فيه الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، حيث قاوم الاتحاديون الاستعمار وقاوموا الاستبداد وتزوير الانتخابات والظلم والتعسف ولهم يعود الفضل في ما تحقق من مكتسبات في سبيل بناء دولة الحق والقانون.
واستحضر الأمين البقالي الطاهري تضحيات مناضلي الحزب في الستينيات من القرن الماضي، بعد أن طالتهم حملة الاعتقالات والنفي من الإقليم، حيث منهم من رحل إلى دار البقاء ومنهم من لايزال يحمل المشعل دون كلل ولا ملل، معرجا على سنة 1984 التي عرفت تنظيم المؤتمر الإقليمي الأول بمدينة شفشاون الذي تزامن مع الأحداث الدامية التي عرفتها المنطقة في ذلك التاريخ حيث استطاع المناضلون، رغم ذلك، تركيز مؤسسات الحزب وفرضوا موقعا له في الساحة السياسية بالإقليم ليظل إلى يومنا هذا عنصرا أساسيا في المعادلة السياسية رغم ما تعرص له من خيانات ومؤامرات ومكائد…
وكان مصطفى عجاب، عضو المكتب السياسي لحزب القوات الشعبية، قد رحب في بداية الجلسة الافتتاحية للملتقى الجهوي بأعضاء المجلس الوطني للحزب وكتاب الأقاليم بالجهة وممثلي بعض الأحزاب السياسية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني، قبل أن يشير إلى أن الملتقى الجهوي للشبيبة الاتحادية يعكس الحيوية والدينامية التي يعرفها التنظيم وأن الملتقى، يضيف عجاب، فرصة لمناضلي الشبيبة الاتحادية للتكوين ودراسة الأوضاع السياسية والاجتماعية والنقابية بالمغرب.
هذا وعرفت الجلسة الافتتاحية تكريم شيخ المناضلين بإقليم شفشاون الحاج محمد الربيب، المزداد سنة 1920، والمناضلات والمناضلين رشيدة حبالة نزيهة، البشير العلمي، عبدالجبار العلمي، عبدالله العافية، محمد قلعي، الطاهر بوسعيد، كما تم استحضار وتكريم أرواح الفقيد محمد اشكر والرايس احميدو أحناش، والفقيد المفضل عرون، والفقيد أحمد بن إدريس التوناتي.

 


الكاتب : شفشاون : عبد المالك الحطري / عبد الحق بن رحمون

  

بتاريخ : 02/12/2019