الممثل الامريكي روبير دي نيرو والمخرج المكسيكي غريميو ديل تورو يبرزان تجربتهما السينمائية المميزة أمام جمهور المهرجان

تميزت برمجة أول أمس الاثنين من فعاليات الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتنظيم لقاءين «ثقيلين» من حيث الأهمية السينمائية لرواد هاته التظاهرة، من مهنيين سينمائيين وفنانين ونقاد وإعلاميين، باعتبار التجربة الكبيرة والوازنة التي راكمها ضيفا اللقاءين المفتوحين، حيث كانوا حاضرين بكثافة للاستمتاع والاستفادة
اللقاء الاول، الذي كان بصيغة حوار ثنائي، سؤال – جواب بين منشطة «المحادثة» و الضيف الذي كان هو الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو، كشف فيه هذا الأخير عن العديد من المعطيات التين جعلت منه نجما سينمائيا لامعا، حيث أن على الممثل أن يتوفر على إمكانيات تعبيرية – تجسيدية تمكنه من تشخيص جميع الادوار التي تسند إليه، وبالتالي بألا يخاف من المغامرة التي تدخل في صلب العمل الفني.
وأضاف ذي نيرو، الذي ارتكزت أرضية محادثته انطلاقا من فيلمين لعب بطولتهما وهما « الوقوع في الحب» مع الممثلة مريل ستريب، و «البرونكس»، أن الممثلين مؤثرون في أي عمل سينمائي او تلفزيوني..، ونجاح الفيلم رهين بنجاح عطائهم فيه بالدرجة الاولى.
وقال إنه يحبذ أن يشارك في الافلام التي لا توظف الكثير من مشاهد العنف و العري، وانه غالبا ما يتدخل في تركيبة السيناريو رفقة المخرج حتى المستوى المأمول الذي يريده ويستطيع تنفيذ الفيلم بإحكام. وأوضح دي نيرو ان عامل الحظ له دور كبير في مسيرة أي فنانن الذي ينبغى عليه الصبر والتريث حتى تاتي الفرصة المناسبة لبروزه ومن ثمة ستتهافت عليه الادوار من كل جانب من قبل المنتجين والمخرجين..
اللقاء الثاني الذي كان مثل سابقه من حيث التنشيط كان نجمه المخرج المكسيكي المتألق غريميو ديل تورو صاحب راوئع- افلام الخيال العلمي، التي حققت نسب متابعة عالية في القاعات السينمائية العالمية.
ديل تورو كشف في هذا اللقاء الاسباب و الدوافع التي جعلته ينهج هذا النهج في الاخراج السينمائي، وهي سينما الفنتاستيك والخيال، التي كان مصدرها بالدرجة الاولى تربيته الاسرية وخاصة جدتة من جهة الام التي قامت بتربيته.. في مكان ملئ بالكتب التي ساهمت في تشكيل شخصيته وترجم بعضها غلى افلام منها ما يتعلق بالاحداث والاشخاص والمعتقدات الدينية والخرافية التي طبعته منذ الصغر، موضحا انه باخراج ذلك حرر نفسه من هذه المخلوقات التي تسكنه منذ الطفولة بما حملته من قلق و توجس.. خاصة ما تعلق بالوحوش والاشباح والكائنات الخرافية، قائلا « لدي رهاب من الاشباح إلى درجة أنني أصبحت أحبهم». موضحا «يجب أن يكون هناك مزيج بين الجمال والقبح، وجوهر الفن هو أن يكون هناك هدنة بين غير المثالي وغير المكتمل.
وعلى صعيد تجربته السينمائية وعلاقته بالممثلين ابرز غريميو ديل تورو انه في البداية كان صعب المراس مع الممثلين، لكن فيما بعد أصبح يعطي هامشا للحرية من أجل الإبداع اكثر، وهذه نتيجة – يقول – يتم الوصول إليها من خلال الممارسة، حيث اضاف «يمكن أن يكون المخرج عبقريا، لكن جوهر أي فيلم هو الممثل الذي يجسد ما أعطي له لتنفيذه بدقة.»
وعلى مستوى اعتماده على الالوان الكثيرة والحركات والمجسمات في افلامه، أوضح ديل تورو أن ذلك ليس استعمالا اعتباطيا» ، فنحن نشخص جزءا من الطبيعة و الاشياء الواقعية بالرغم من غرائبيتها وعجائبيتها. سواء في على صعيد اللباس والشكل الخلقي.»
وبخصوص نصيحته للشباب الراغب في ركوب مغامرة العمل في السينما قال غريميو ديل تورو، الفشل هو الوقود للنجاح، والنجاح هو الذي يكسر الفنان، ومن ثمة يجب أن نعطي اهمية للفشل.
أما عن المغرب أوضح المخرج المكسيكي الكبير أنه يشعر بعلاقة خاصة مع الكسكس، و المكان و الحرف المغربية، موجها نصيحة للسينمائيين المغاربة بأن يحملوا معهم دائما المغرب في جميع إنتاجاتهم وأعمالهم السينمائية.


بتاريخ : 05/12/2018