المهرجان الدولي للسينما بفاس في دورته الأولى .. جوهرة أخرى تنضاف لعقد المهرجانات الدولية السينمائية بالمغرب

أجمع الإعلاميون والفنانون والمثقفون والنقاد السينمائيون بفاس على أن الزميل محمد بلغريب أقدم على مغامرة كبري لتحقيق حلم طالما انتظره الجمهور العاشق للسينما بفاس، ويتعلق الأمر بتنظيم مهرحان دولي للسينما لينضاف إلى المهرجان الدولي للموسيقى العريقة والمهرجان الدولي للصوفية ليصبح.
ويرجع أسباب الموقف الذي عبر عنه الإعلاميون خلال الندوة الصحافية التي نظمت بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس يوم 11 فبراير إلى الخوف من فشل التجربة، نظرا لعدة عوامل من بينها غياب الدعم المادي وعدم تكوين لجان مختلفة تتشكل من الفنانين والنقاد السينمائيين والإعلاميين بفاس، بالإضافة إلى لجان مختلفة كلجنة اللوجستيك والإعلام وغيرهما، لأن الحماس لا يكفي في مثل هذه المبادرات الدولية.
وقد أوضح الزميل بلغريب، رئيس المهرجان الدولي للسينما بفاس في دورته الأولى، أن غيرته وحبه لفاس و حلمه في تحقيق مهرجان سينمائي بفاس، دفعاه لخوض هذه المغامرة، و أنه قام باتصالات بعدد من الشركات والشخصيات لدعم المهرحان، ولكنها لم تستجب، ولولا وزارة الثقافة والاتصال وغيرة الوزير محمد الأعرج على فاس الذي التزم بدعم هذا المولود و رصد له ميزانية 30 مليون سنتيم ما كان لهذا المهرجان أن يرى النور….
وفي تدخله أشار المخرج السينمائي النشيط المدير الفني للمهرجان رشيد الشيخ أنه تحمل هذه المسؤولية لإنقاذ صورة فاس أمام المخرجين السينمائيين الأجانب الذين وجهت لهم الدعوات للمشاركة في هذه الدورة، مشيرا إلى أن المشاركين التحقوا بفاس، شاكرا مدير وكالة زلاغ ياسر جوهر الذي ساهم بشكل كبير في إنقاذ المهرجان، الذي يجب إنجاحه وذلك ما اتفق علية كافة الحاضرين في الندوة.
فماذا يمكننا أن نقول؟ عن هذه الدورة الأولى للمهرجان الذي انطلقت فعالياتة يوم 12 فبراير بمسرح سينما ميكراما بحضور مجموعة من السفراء من بينهم سفير مصر و ممثل عن سفارة فلسطين والإمارات العربية والكاتب العام لوزارة الثقافة و الاتصال وجمهور هام من عشاق الفن السابع..
بعد كلمات رئيس المهرجان والكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال وممثل جماعة فاس تم تكريم المايسترو عبد الوهاب الدكالي والمخرج السينمائي محمد عبد الرحمان التازي والراحلين المخرج محمد الكغاط والممثل القدير حسن الصقلي، وبعد تقديم لجنة التحكيم برئاسة المخرج الفلسطيني ماهر حشاش وعضوية السيناريست المصرية سناء الشيخ والمخرجة اليونانية بيلسي ستيلاني والمخرج الفرنسي روز والمخرج السينمائي المغربي فؤاد السويبة والمخرج الايطالي اريكو، استمتع الحاضرون بلقطات من فيلم ” للا حبي ” و” البحث عن زوج مراتي” وفيلم قصير للمخرج رشيد الشيخ عن حياة الممثل حسن الصقلي..
هذا، و استحضر كل من الفنان الدكالي والسينمائي محمد عبد الرحمان التازي ذكرياتهما وشغبهما الطفولي بأزقة و دروب فاس، و أكدا أنهما سيظلان وفيين لعشقهما القديم وسيدعمان المهرجانات السينمائية المقبلة بفاس.
المهرجان في دورته الأولى، الذي انعقد من 12 فبراير الى 16منه عرف مشاركة 19 فيلما طويلا وقصيرا تم إخراجها سنة 2018، و قد فاز فيه الفيلم اليوناني ” هولي ” لماريا لافي بالجائزة الكبرى للمهرجان وعادت جائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل مخرج للمخرج المغربي حميد باسكيط عن فيلمه ” صمت الفراشات ” والمخرج الهندي زكريا محمد عن فيلمه” سوداني من نيجيريا ” وفاز بأفضل سيناريو المصري خالد دياب عن فيلمه ” طلق صناعي ” .
وفي فئة الأفلام القصيرة فاز شريط المخرج المغربي ربيع الجوهري ” خلية ” بالجائزة الكبرى للمهرجان، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم للمخرجة اليونانية اميريسا باسطا عن عملها ” المظلة ” ونال جائزة أفضل مخرج للتونسية أمينة نجار عن عملها “رقصة الفجر” أما جائزة أفضل سيناريو فقد استحقها المخرج اليوناني ديمتري سانكوس عن فيلمه القصير ” تجمد “..
ومما يؤسف له، ورغم المجهودات الجبارة التي بدلها رئيس المهرجان ومغامراته المالية وكذا المجهود الكبير والحنكة و التجربة السينمائية لرشيد الشيخ، الذي استطاع أن يوصل سفينة المهرجان إلى بر الأمان، فقد غابت القنوات التلفزية و الإذاعية عن التغطية الإعلامية ليمر هذا المولود في صمت كما يقول المثل المغربي حسي مسي.
فهل هكذا يكون تشجيع مثل هذه التظاهرات التي يمكن أن تعطي لفاس مزيدا من الإشعاع الدولي ؟


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 21/02/2019