المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته الثلاثين : تفاعل المسرح وفعالياته، انتصارا لمدرسة المسرح الجامعي

احتفى المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء بذاته وبمحطاته الثلاثين من المرحلة الممتدة من 2 إلى 7 يوليوز 2018 هذا المهرجان الذي يعد إضافة وإغناء للفعل المسرحي المنخرط في سؤال الشباب والتجريب والبحث العلمي والانفتاح على المتلقي والتواصل معه عبر فرجات تقترح تصوراتها، المسرح الجامعي بمقترحه المهرجاني واكب تحولات كبرى على المستوى المحلي والوطني والمغاربي والعربي والافريقي والدولي عموما.
على المستوى العربي والمغاربي والإفريقي، كان الحضور والوعي بالإنتماء لازما في المهرجان إذ حضرت وتحضر هذه الدول في كل الدورات بل كانت في إحدى الدورات ضيف شرف، بمعنى أن المهرجان يعي انتماءه المغربي أولا ثم المغاربي والعربي والإفريقي ثم يعلم موقعه ودوره بالحضور الدولي فخصص ضيفية الشرف لعدة دول تمثل المعمور، بهذا الوعي والانتماء إلى الإنسان بدون حدود جغرافية اتسع حلم المهرجان وكانت استمراريته السلسة إلى أن وصل إلى المحطة الثلاثين.
سنة 1988 كان ميلاد هذا المشروع حيث تزامن وطنيا ومحليا مع مرحلة تحولية كبرى في التجربة المسرحية والإعلامية والثقافية والفنية بالمغرب، في البدء يشهد أن سنتي 1984 و1985 كانتا سنتي قحط ثقافي بالمغرب، لتكون محطة سنة 1986 محطة انطلاق ثقافي متميز بدءا من المناظرة الوطنية عن الثقافة المغربية بتارودانت التي فعل أشغالها مبدعون وفنانون وكتاب ومثقفون وجامعيون يمثلون جل الأنماط الفنية والثقافية والفكرية، وخرجت المناظرة بتوصيات كبرى، نزلت بشكل وبآخر وبشكل تلقائي في عدة مشاريع، حتى خرجنا من الأزمة الثقافية والفنية إلى اليقظة والنضج والمبادرات والمشاريع التي غيرت الرؤيا والفعل وكان التفاعل الذي نصل به اليوم هنا مع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي انفتح على كل المكونات الفنية والثقافية بعموميتها موسيقى تشكيل تعبير جسدي إلى المسرح والتلفزيون والسينما كما انفتح على كل المبدعين وخصص ورشات تكوينية وأيام ثقافية موازية للمهرجان ليشتد عوده.
تزامنا مع المرحلة الثمانينية التي رصدنا عرفت البيضاء ميلاد كلية للآداب والعلوم الإنسانية ببنمسيك الدار البيضاء سنة 1984 هذه النواة التي تنتمي للبحث العلمي راهنت في انطلاقتها على الفعل الثقافي وكان لها ذلك إلى أن جاء مشروع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء 1988، وتزامن ميلاد المهرجان مع انطلاقة القناة الثانية وميلاد المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط وميلاد تجارب مسرحية مغربية ثمانينية كمسرح اليوم ومسرح الثمانين واللائحة طويلة.
كما تزامن المهرجان مع السنوات الأخيرة لبداية أفول مسرح الهواة، وجاء المسرح الجامعي ليس كبديل أو متنفس بل جاء كمطلب تصور عمل عليه جيل من الأكاديميين والمحترفين والطلبة والباحثين مطلب ومشروع عنوانه البحث عن الذات. ويسجل بفخر في تاريخ المسرح الجامعي بالمغرب أن فعاليات مسرح الهواة الذين انخرطوا في التدريس الجامعي ساهموا بشكل كبير في ترسيخ تجربة هذا المسرح بالجامعية إلى أن جاء جيل انطلقت به مرحلة تدريس المسرح بالجامعة. وبذلك فجيل مسرح الهواة ارتبط بالمسرح الجامعي ليس كبديل ولكن كتجربة تميل إلى التجريب وإلى التعامل مع مدارس مسرحية من العالم، وفعلا كان التأثير الكبير من المسرح الجامعي على فضاء المسرح المغربي بل ساهم في قفزته النوعية على مستوى الشكل والمضمون والتقنية، ولضبط التحقيب والهوية حري بنا أن نقول عن تجارب المسرح المغربي، أن هناك مسرح هواة مسرح احتراف أو تفرغ ومسرح جامعي.
تزامن كذلك ميلاد هذا المشروع، المسرح الجامعي، مع ترافع رواد ومجايلة الفن عموما والمسرح على وجه الخصوص للبحث عن مسرح متفرغ أو كما يشار إليه بمسرح احترافي، بدء من المناظرة الوطنية للمسرح الاحترافي سنة 1992 والمناظرة الأخرى لمسرح الهواة في نفس السنة حيث نوقش حينها خلال المناظرتين المسرح الجامعي كموقع ومكانة، إلى أن جاء قانون الفنان الأول للمسرح الاحترافي سنة 2003، والذي تطور بدوره إلى أن أصبح قانون الفنان والمهن الفنية سنة 2016، وهو الآن ينتظر تنزيل نصوصه التنظيمية ولما لا تعديلات مستقبلية ليتطور أكثر.
-وبذلك حرك المسرح الجامعي البحث العلمي وكان مدخلا ولبنة ترافعية لميلاد شعب فنية متخصصة وإجازات عامة ومهنية وماستر تم دكتوراه في التخصص داخل محراب ومدرجات ومختبرات الجامعة المغربية، ويشهد كذلك للمسرح الجامعي أنه حرك ورشات مسرحية تم فنية في الجامعة المغربية بل استلهم منه تجارب مهرجانات جامعية لكليات عبر ربوع الوطن بتيمات مختلفة، آخرها انطلق من البيضاء تزامنا مع فعاليات المسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 30.
هي كرونولوجية وترابطات مختصرة تصل بنا إلى محطة تفاعل INTERACTION وهو شعار تلخيصي وتقديمي لمشروع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ككل وليس فقط للدورة 30، إذ مند أن انطلق المهرجان وهو يتفاعل مع ذاته والآخر حتى كان الاندماج في هوية واحدة عنوانها المسرح الجامعي. فإذا قمنا بنظرة بانورامية على مسيرة المهرجان نجده قد تفاعل بالفعل مع سؤال حضور الإبداع والفن والمسرح بالجامعة إلى أن كان له ذلك، وتفاعل مع الشباب وتكويناتهم المتعدد وخلق منهم ومعهم انتماءات وظيفية ومهنية انفتح بها على فضاءات سوق الشغل غير تقليدية بفضل حركية المسرح الجامعي، وبذلك من الممكن أن نعتبر المسرح الجامعي توجه ورؤية توجيهية للشباب في الشغل والحياة والمجتمع.
تفاعل المسرح الجامعي مع شباب دول العالم الذي كونوا شبكة علاقات كسرت الحدود وألغت الانتماءات القطرية والهوياتية وتم الاحتفاظ فقط بالانتماء الإنساني والفني، وبذلك كان تفاعل الحوار وتلاقح الثقافات.
تفاعل المسرح الجامعي مع المتلقي وخلق عادة تواصلية موسمية أصبح الجمهور البيضاوي المقيم والزائر ينتظر زمنها وفرجتها المختلفة التي تميل إلى التجريب ولا تضحي بالفرجة والمتعة الفنية..
تفاعل المسرح الجامعي مع الإصلاح الجامعي عبر جل مراحله، والآن يأتي السؤال: أن تصبح كل أنشطة الكلية مواد مندمجة، باعتبار المسرح والفنون جميعا مادة عامة لكل الشعب والتخصصات والتكوينات..
دورة تفاعل INTERACTION ومنجزها:
عاشت الدار البيضاء خلال المرحلة الممتدة من 2 إلى 7 يوليوز 2018، فعاليات الدورة 30 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، ستة أيام من الفعل والتفاعل وتفعيل الحضور الفعلي للمسرح بين المهرجانيين والمنظمين والجمهور والمحيط العام لفضاءات العروض المسرحية وفضاءات المهرجان، ولمقاربة هذا الحضور ندرج تقييمنا عبر النقط التالية:
النقطة الأولى:
انطلق المهرجان يوم الاثنين 2 يوليوز 2018، في الساعة السادسة والنصف مساء بروح تفاعلية لإبراز الدورة الحدث التي تصل إلى العد الثلاثين، وبذلك كانت إرساليات حفل الافتتاح متعددة الشفرات والخطابات، أعلن فيها عن عدد الدولة الحاضرة مهرجانيا والتي تصل هذه السنة إلى 16 دولة تمثل العالم، ستقدم عروضا مسرحية لها لمسات خصوصية المسرح الجامعي في 5 فضاءات متوزعة على جغرافية البيضاء بتعدد أحيائها والطموح أن تنفتح العروض المسرحية والمهرجان على جهة الدار البيضاءـ سطات، هذه العروض التي اختيرت لها لجنة تحكيم وتقييم دولية يترأسها الألماني ويلفكان شنايدر أستاذ السياسة الثقافية في المؤسسة الجامعية الألمانية هيلديسيام،وتضم في عضويتها ثلاث مغاربة الفاعل الثقافي والفنان التشكيلي أستاذ النقد الفني عز الدين الهاشمي الإدريسي، والكاتبة والأستاذة الجامعية لطيفة لبصير، والمخرج والدراماتولك والباحث في فنون العرض ذ.رشيد أمحجور، والعضو الخامس الاسبانية ذ.سونية ميركيا مديرة المدرسة العليا للفنون الدرامية ميركية أستاذة لغة الجسد والرقص والفن الدرامي.
كما خصصت فقرة هامة في حفل الافتتاح تتمثل في تقديم تحية تقدير واعتراف وامتنان وذلك بتكريم البحث الجامعي والعلمي في شخص الكتاب والمخرج المسرحي الأستاذ عبد الواحد عوزري، وتكريم الممارسة الاحترافية في للمسرح والسينما والتلفزيون والإبداع في مجال الإشهار كتابة وأداء في شخص ذ.عبد القادر مطاع، وتكريم الإعلام والصحافة التي واكبت كل الدورات وكانت نافذتنا للإطلالة على الذات والآخر في شخص الإعلامي والصحفي المقتدر والمتميز ذ.حميد ساعدني.
كما أشير في فقرات المهرجان المعلن عنها في حفل الافتتاح، أن المهرجان لم ولن يتنازل عن جانبه التكويني وبذلك خصص 5 ورشات لتكوين الشباب والمهتمين في محور تفاعل، وفي تخصصات ومسارات فنية وتقنية، إلى جانب ندوة علمية في محور تفاعل ستناقش المسرح والتفاعل عموما والمسرح الجامعي وأفق انتظار ترسيخه في المنظومة التعليمية.
النقطة الثانية:
انطلق المهرجان، وكانت عروضه 13 المتبارية في تواصل فني وفرجوي مع متلقيها ومع لجنة التحكيم التي كانت تمارس تقييمها ومقارنتها يقودها خط تحريري بنت عليه أفقها وتفاعلها ومنتظرها، ولوحظ أن تيمة المرأة كان حاضرا بقوة ولعل حضور هذه التيمة جوابا صريحا أن مقاربة النوع كان حاضرا بامتياز وليس بتوافق أو إدراج العنصر النسوي فقط، ولوحظ تفاوت كبير في إطار توظيف أو التعامل مع الجسد، إذ أن الجسد العربي والمغاربي مازال يعان انقباضة وركون إلى ذاته ولذلك أسباب وتراكمات ثقافية جدرية لها خلفيات متعددة المسارات، لوحظ الجسد العربي والمغاربي لا يفصح عن مكنوناته ولوحظ أنه جسد راكد ساكت متوار غير مبال بحريته ولغاته التي يعطلها ويلغيها إلى درجة الطمس وبذلك نجده يميل إلى لغة النص والحوار والكلام والثرثرة، بخلاف الجسد الآخر الذي عطل لغات الكلام العادي والمعتاد وقدم ويقدم بلاغات تمثل لغات الجسد المتعددة والمتنوعة، والتي مازالت تبحث عن لغات أخرى لم تنكشف بعد.
قدم المهرجان فرصة يومية لمناقشة العروض المسرحية في حصة منتصف الليل، وهي فرصة اعتبرت ماستر كلاس متطور حيث يتم التواصل مع الفرق التي قدمت العروض المسرحية والتي أدخلتنا إلى مختبرها الداخلي وقاربت معنا عملها الداخلي وكيف أعدت عرضها.
النقطة الثالثة:
في مساءات المهرجان بدء من الساعة الرابعة، إلى أواخر اليوم تقدم العروض المسرحية وفي منتصف الليل تكون مناقشة العروض وفي صباحات المهرجان تنشط الورشات التي تحاور الجسد والفكر والعقل المسرحي ليبدع النموذج الذي يتطلع لتجريب الأدوات الفنية والتقنية وإمكانية الممثل عبر لغات الجسد وتعبيراته بفصاحة تقدم المعنى عبر مبنى سيمائي ولغوي مختلف، وخلال باقي الأوقات هناك التواصل بين شبيبة العالم بهوية مهرجانية فيتيكية خاصة اسمها المسرح الجامعي، عبر هذه الوجود والطقس والاحتفاء والاحتفالات المسرحية، نلمس أن فعل المهرجان الدولي للمسرح الجامعي يعمل طيلة 24/24، خلال 6 أيام مهرجانية لها العد الشمسي وليس القمري. وبذلك تكون الحصيلة عروض مسرحية نوقشت وتنتظر تقييم لجنة التحكيم، وعمل تكويني يتوج بكولاج فني يقدم في حفل الاختتام، وتواصل إنساني متطور يدمج كل الجنسيات واللغات في خاصية جامعة اسمها افيتيك Le fituc، وبذلك يعد المهرجان مؤتمر فوق العادة في الفكر والفعل والتفاعل المسرحي.
النقطة الرابعة:
كانت وقفة الندوة العلمية التي قدمت عبر فقرتين، فرصة لمناقشة التيمة تفاعل، وحضور المسرح الجامعي في تجربة المهرجان وتجربة الفعل والتفاعل المسرحي داخل الجامعة، خرجت الندوة بتوصيات أهمها أن يحضر بالفعل والملموس دور المهرجان في الحياة الجامعية وبالأساس في كلية الآداب بنمسيك، وأن يحضر عموما فعل المسرح في المنظومة التعليمية بدء من الابتدائي مرورا بجل الأسلاك التعليمية وصولا إلى الجامعة.
في المحور الأول للندوة كان الموضوع «التفاعل في المسرح»، تمت ملامسة مسألة هامة أن الفن المسرحي فن التفاعل بامتياز لعدة أسباب وخصوصيات، والمحور الثاني «واقع الممارسة الفنية داخل الجامعة» وقد أثمرت الندوة عن أفكار وتوصيات تخص سبل تطوير المنظومة التربوية بالمغرب في أفق 2030، بإدماج الأنشطة الفنية/الموازية وتشجيعها وتأطيرها في مختلف الأسلاك التعليمية لما لها من أهمية بالنسبة للأطفال والشباب على السواء نحو اكتساب مهارات تساعد على تنميتهم الذاتية والموضوعية وانخراطهم في المجتمع وفي سوق الشغل.
النقطة الخامسة:
وتصل لحظة الاختتام التي تسائل اللجنة المنظمة وكل المهرجانيين: هل تحقق الرهان؟ ماهو التقييم الممكن؟ تم ما هو الأثر؟
صرح السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ذ.عبد القادر كنكاي رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، «اليوم ننهي الدورة الثلاثين من هذا المشروع الثقافي الذي كان ومايزال فضاء للقاء بين شبيبة العالم حول الفن والإبداع، والذي مثل لعقود فضاء للتكوين والتأطير والإشعاع والتفاعل بين التجارب والثقافات واللغات من بلدان وقارات مختلفة…عشنا خلال هذا الأسبوع كل أنواع التفاعل، تفاعل مع العروض المسرحية، وتفاعل بين لجنة التحكيم، وبين المشاركين وبين أهل المحترفات وبين المهرجان ومحيطه ووسائل الإعلام المتنوعة، تفاعل أظهر فيه المسرح أنه فوق القيود اللغوية والثقافية والجغرافية، وأنه متخطيا كل المسافات والقارات وهو يصيح: لنتفاعل جميعا بالمسرح ومع المسرح، فالفن لالغة له»
أثت فضاء المسرح وتكلف بالحفل في جانبه الفنية مستفيدو الورشات الذين قدموا لوحة تركيبية جماعية من داخل القاعة وعبر جل فضاءاتها وعبر الخشبة وعمقها، كما أثث الجانب الموسيقي والفني بلوحات راقية توزيعا وعزفا وأداء ورشة الموسيقى التابعة للكلية بقيادة الأستاذ نبيل بن عبد الجليل، بالإضافة إلى لوحات من مبدعين فنانين مهرجانيين من اليابان والمكسيك والمغرب.
لم يتنازل حفل الاختتام كما الافتتاح على الذاكرة التوثيقية لتقديم الشهادات والحصيلة عبر بث شريط توثيقي راصد للتفاعل الحاصل والذي كان المحور والفعل ولغة الدورة 30 من المهرجان.
وبذلك يعلن المهرجان فعلا، أنه كان في مستوى اللحظة والحدث والرهان، وكانت البهجة بالحصيلة المشرفة.
النقطة السادسة:
تقييم لجنة التحكيم شهادة عملية وفعلية لمشروع الدورة ثلاثين التي خاض أطواها لجنة علمية طيلة السنة، ولجنة تنظيمية قريب الحدث عبر مراحل زمنية قبلية وحينية وبعدية، بذلك يعد التقييم شهادة في وجه المنظمين أولا تم باقي المشاركين.
جاء في الورقة التي قدمتها لجنة التحكيم مايلي: ثلاث عقود من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء،أصبح خلالها المهرجان بتقاليده مهرجانا دوليا متميزا هذا أمر احتفلنا به طيلة أسبوع بالدار البيضاء، في تزامن مع أطوار نهائيات كأس العالم في كرة القدم، كان المهرجان يشتغل بدون كلل ولا ملل، كانت مهمتنا أن ننتقي أحسن العروض المسرحية ونقدم توصيات، ونحن الآتون من خلفيات متنوعة وتجارب مختلفة وبذلك كنا اتفقنا أولا على أن لا نتفق، ثانيا تبادلنا الآراء والملاحظات، ثالثا، جرت بيننا مناقشات حادة لتقديم بعض الحلول، اتخذنا قراراتنا بحرية تعبير أخدين بعين الاعتبار الاختلاف الثقافي الذي نعتبره مختبرا للتطور الفني، لذا نعلن أن كل الفرق المشاركة متوفقة وناجحة بسبب التزاماتهم واهتماماتهم.
توصيات لجنة التحكيم:
ـ نطالب كل الجامعات عبر العالم أن تدمج المسرح في مقرراتهم ومناهجهم التربوية.
ـ نقترح تقديم ورقة عمل لكل دورة من المهرجان لتكون أرضية ومنهج للفرق المشاركة وللجنة التحكيم.
ـ الالتفات إلى فرق من أفريقيا وباقي أقطار العالم.
ـ تقديم أدوار هامة للطلبة لكي يسيروا المهرجان ويقدموا العروض وكذلك نطالب تمثيليتهم في لجنة التحكيم.
ـ انفتاح المهرجان على الهوامش.
ـ ربط المهرجان بمهن المسرح.
وفي الأخير نوصي المهرجان بأن يجدد قواعد اللعبة وأن يدمج رؤية للأجيال القادمة ليكون المسرح ضد الوطنية الضيقة، وضد العنصرية، والمطالبة بترقية وتحقيق حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
نتائج لجنة التحكيم التي تترجم الرؤية والتصور:
جائزة العمل الفني المتكامل، للفرقة التابعة لجامعة روما «سابينسا» من إيطاليا،عن مسرحية « الخدع «.
جائزة الإخراج، عن مسرحية»تعليمات احتضان الهواء» المكسيك.
جائزة أحسن أداء للممثلة باولا لوريت من فرقة إسبانية، عن مسرحية «فقدت الأصل».
جائزة السينوغرافيا، عن مسرحية علاش لفرقة كلية بنمسيك.
جائزة البحث التجريبي، لمسرحية صورة لسطحي الداخلي، لفرقة ألمانيا.
جائزة أحسن أداء نسائي متميز، لفرقة تونس عن مسرحية «نساء».
جائزة التفاعل الفني، عن مسرحية « ارتقاء» لفرقة التشيك.
خلق المهرجان صداه وفعله وتفاعله في التلقي وعبر كل وسائط الإعلام وقد ترك أثره فينا جميعا كل من موقعه، ويحملنا الآن مسؤولية العد للعقد الثالث الذي يبدأ من الدورة 31 التي تطالبنا جميعا برفع الإيقاع والرهان والتطلع.


الكاتب : أحمد طنيش

  

بتاريخ : 20/07/2018