طيلة خمسة أيام ظلت مدرجات المسرح الملكي بمراكش تعج بالجمهور الوافد من العاصمة الحمراء ومن مختلف المدن المغربية لحضور فقرات المهرجان الغيواني مراكش في نسخته السابعة، الذي احتفى هذه السنة بالفنان القدير نجم مجموعة “جيل جيلالة” عبد الكريم القسبجي، الذي خصص له تكريم رائع، بحضور محبيه ووجوه فنية وثقافية من داخل مراكش وخارجها، وهو التكريم الذي حضره أيضا والي جهة مراكش آسفي عبد الفتاح البجيوي ووالى أمن مراكش ومنتخبون..، وقد اعتبر الحاضرون حضور الوالي سابقة إيجابية لم يعهدوها من قبل..

المهرجان كان فرصة تعرف خلالها الجمهور الحاضر على عدد من المجموعات الغنائية، التي سلكت نهج المدرسة الغيوانية كمجموعة “أهل الخلود” و”بنات الغيوان” و”الغيوانيات” و”مجد لرصاد” و”جيل الغيوان رقراق” والفرقة الأمازيغية “إمرزاس” و”نجوم الغيوان” والفرقة التي نالت تعاطف الجميع مجموعة “أطفال الغيوان”، من مدينة طنجة والتي تضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و16 سنة، تغنوا بأغاني المجموعات بطريقتهم الخاصة، حيث يستعملون آلات عصرية ك”القيتار” الكهربائي و”السانتتيزور” و”الطرومبيت” وغيرها.. ممزوجة مع آلات المجموعات ك”البانجو”و “السنتير” وباقي الآلات التقليدية المعروفة، واعتبرها الحاضرون الاستمرار الأكيد للظاهرة بحكم أن المجموعة أضفت لمستها الفنية على أغاني المجموعات، معتمدة توزيعا موسيقيا جديدا، دون الذهاب إلى التقليد المباشر للمجموعات في الأداء.
وبطبيعة الحال شارك في المهرجان نجوم الأغنية الغيوانية على رأسهم المجموعة الرائدة “جيل جيلالة” ومجموعة “لمشاهب حمادي” ومجموعة “مسناوة” و”لرصاد” و”مجموعة محمد اللوز” العضو السابق بمجموعة “تكدة” وقد . قام بتنشيط فقرات المهرجان الأساتذة فريد لمكدر وعبد المجيد الذهبي وخازن عبد العاطي، بالاضافة إلى الفنانة بشرى أهريش التي قامت بتنشيط الليلة النسائية التي تخللت هذا العرس الفني.
تميز المهرجان أيضا بإحياء ليلة الملحون التي أحيتها جمعية جوق الشيخ الجيلالي متيرد التي يرأسها الاستاذ العلامة عبد الرحمان الملحوني الباحث في فنون التراث وأصوله. وقد أدى هذا الجوق الاغاني التي تناولتها فرقة “جيل جيلالة” كموضوع في أعمالها الفنية.
كما تم تنظيم حفل توقيع كتاب »عبد الكريم القسبجي»” صوت بصم مسار جيل جيلالة”« الذي يحكي السيرة الذاتية لهذا الفنان ويوثق لجانب من مسار “نواس الحمراء” و”جيل جيلالة” و”الغيوان” و”لمشاهب”..…
ثمرة المهرجان كانت مشاركة الفرقة الغنائية الجزائرية مجموعة »”الصمود”،« وهي فرقة رائعة لها أغانيها الخاصة على منوال الطريقة الغيوانية، كما أغاني مجموعة “لمشاهب”، وقد أدت بعض الأغاني مع مجموعة “لمشاهب حمادي”، الأخير الذي وقع خلال هذا المهرجان على ألبوم فرقته الجديدة.
الجمهور الحاضر كان رائعا وراقيا، استمتع بالعروض المقدمة له، وأمتع الفرق المشاركة بتحضره وتجاوبه الفني الرقيق.