الوداد ينتظر خبرا سارا من «الطاس» بعد شهادة تاريخية لرئيس الكاف

بعد جلسة الجمعة التي دامت أكثر من ثماني ساعات

تترقب جماهير الوداد البيضاوي قرار محكمة التحكيم الرياضية «الطاس»، بلوزان السويسرية، بشأن ملف نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019، حيث تأمل إنصاف فريقها وتجريد الترجي من اللقب ومنحه للفريق الأحمر، الذي تعرض لظلم كبير بملعب رادس قبل سنة.
وعقدت محكمة التحكيم الرياضية يوم الجمعة الماضي، جلسة ماراطونية، دارت وقائعها عبر تقنية الفيديو، وفاقت مدتها فاقت ثماني ساعات، استمعت فيها إلى دفوعات الوداد والترجي وأيضا الشهود، وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومندوب المباراة والحكم الرئيسي. ويؤكد الفريق الأحمر على أنه لم ينسحب من المباراة، وأنه بقي فوق رقعة الميدان إلى حين إعلان الحكم الغامبي، باكاري غاساما، على نهاية المواجهة، بعدما أصر الفريق الأحمر على إصلاح تقنية الفيديو (الفار) لاستئناف اللعب، خاصة بعد رفض هدف التعادل، الذي وقعه اللاعب وليد الكرتي في الدقيقة 59.
وتقدم الوداد بطعن أمام «الطاس» ضد قرار لجنة التأديب والاستئناف التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، متمسكا بحقه في التتويج بلقب نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال إفريقيا.

ارتياح ودادي بعد جلسة الجمعة

قال سعيد الناصري، رئيس الوداد البيضاوي، في اتصال هاتفي مع الجريدة إن الوداد ينتظر حكما منصفا من «الطاس» لأنه صاحب حق، ودافع عنه إلى آخر نفس، مشددا على أن فريقه تعرض لظلم كبير، ومن حقه أن يطالب بالإنصاف بكافة الوسائل، مشددا على أمله الكبير في أن يصدر حكم منصف للقيم الرياضية بالدرجة الأولى.
وبدوره قال محمد طلال، الناطق الرسمي باسم الوداد، في تصريحات صحافية إن شهادة أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ستكون حاسمة في مصير هذه القضية التي شغلت بال الرأي العام الرياضي، معتبرا أنها شهادة تاريخية، آملا أن تكون في صالح الوداد.

أحمد أحمد يقلب
الموازين

استمعت هيأة الحكم طيلة يوم الجمعة إلى شهادة كل من أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومراقب المباراة، الموريتاني أحمد ولد يحي، وحكم المباراة بكاري غاساما، والنائب الأول للرئيس حينها، كونستانين أوماري.
وقال أحمد أحمد في شهادته، حسب مصادر مطلعة، إنه تعرض للتهديد هو ومسؤول الكاف، اللذين تواجدا في ملعب رادس، وزكى كلامه أحمد ولد يحيى مراقب المباراة. وشدد المسؤول الأول على كرة القدم الإفريقية على أنه سئم من المشاحنات والتوترات التي تطبع مباريات أندية شمال إفريقيا، ولاسيما تلك التي يكون أحد أطرافها من تونس.
وأضاف أحمد أنه اضطر إلى النزول إلى أرضية الميدان خوفا من تطور الأوضاع إلى مالا تحمد عقباه، خاصة بعد نزول رئيسي الوداد، سعيد الناصري، والترجي، حمدي المدب، قبل أن يؤكد أنه عاين رجالا مسلحين فوق رقعة الميدان، ما أشعره بالخوف وعدم الأمان.
وأكد بكاري غاساما، بدوره على عدم انسحاب الوداد من المباراة، مضيفا أنه أخبر عميدي الفريقين بعدم جاهزية الفار، قبل أن يفاجئه سؤال من أحد القضاة حول سبب ذهابه إلى منطقة الفار وهو يعلم بأنه غير مشغل، ليجيب وسط ارتباك كبير بأنه تلقى أمرا من غرفة الفار، حيث كان يتواجد الزامبي سيكازوي، الذي تواصل معه عبر تقنية البلوثوث، وهو جواب فيه كثير من الغباء، ويزكي ماصرح به عميد الوداد حينها، عبد اللطيف نوصير، الذي تمسك بعدم إخباره بعطل الفار من طرف الحكم.
وأشار ولد يحيى، مندوب المباراة، في شهادته بدوره إلى عدم انسحاب الوداد بسبب تقنية حكم الفيديو المساعد، مؤكدا أن أحمد أحمد هو من طلب منه إبلاغ الحكم بإنهاء المواجهة، وأنا من أنهيتها».
وكان أحمد ولد يحيى قد ضمن تقريره حول المباراة العديد من المعطيات التي تخص الأحداث التي رافقت هذا النهائي، الذي عرف تجاوزات كبيرة من الفريق التونسي، وحكم اللقاء.

تخوف وشك داخل معسكر الترجي

أعلنت وكالة الأنباء التونسية أن أطراف هذه القضية تلقوا تعليمات صارمة حتى تحاط مداولات هذه الجلسة بسرية مطلقة، مع التحذير من تسريب أي معلومات أو مقاطع فيديو.
وبترافع الوداد أمام المحكمة الرياضية الدولية، يكون قد مر عام كامل على فصول هذه القضية التي تأرجحت بين عدة أحكام.
وبدأت فصول قضية ملعب رادس خلال شهر يونيو 2019 في باريس بإصدار لجنة الطوارئ التابعة للـ»كاف» حكما بإعادة المقابلة النهائية، طعن فيه الترجي على الفور لتحال القضية لاحقا إلى لجنة التأديب والاستئناف بـ «الكاف».
وأعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في وقت لاحق فريق الترجي بطلا لتلك النسخة من دوري الأبطال، وعلى هذا الأساس مثل قارة إفريقيا في مونديال الأندية، كما خاض مباراة السوبر الإفريقي أمام الزمالك المصري.
وعاد نادي الوداد ليستأنف الحكم لدى المحكمة الرياضية بسويسرا مقدما دفوعات جديدة.
وفي تصريح إعلامي قال رياض التويتي، رئيس اللجنة القانونية للترجي، إن جلسة الجمعة دامت أكثر من 8 ساعات وكانت مرهقة ..
وأضاف « وجدنا صعوبات لأن جلسة الحوار والمرافعات جرت عن بعد ثم إنها دارت باللغة الإنجليزية … « مشيرا إلى أن « هذه الجلسة شهدت إثارة عدد من المواضيع، لكن السؤال الرئيسي خلالها كان هو « هل انسحب الوداد من المقابلة أم لا ؟ «
وشدد التويتي على أن الفريق البيضاوي أكد أنه لم يغادر الميدان .. وهذا السؤال ستجيب عنه المحكمة الرياضية من خلال الوثائق المقدمة إليها .. كل طرف دافع عن موقفه وحضر 4 أو 5 شهود « .
وبخصوص شهادة رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد أفاد التويتي بالقول «قدم شهادته طبعا .. ولا أريد الدخول في مزيد من التفاصيل.. ما أؤكده أن موضوع القضية يتعلق بطعن في قرار لجنة الاستئناف داخل «الكاف»، والتي كانت سلطت غرامة مالية على الوداد وهزمته بالغياب « .
للإشارة فإن محكمة «الطاس» ستعلن، في الأيام القليلة المقبلة عن حكمها النهائي في هذه القضية التي زعزعت أركان كرة القدم الإفريقية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 01/06/2020